الكاتب علي العميم يواصل نقده لصحوة عدنان إبراهيم
  • Posted on

الكاتب علي العميم يواصل نقده لصحوة عدنان إبراهيم

واصل الكاتب والباحث السعودي علي العميم، انتقاد مفهوم الصحوة لدى المفكر الإسلامي عدنان إبراهيم، في الجزء الثاني من سلسلة مقالاته التي يكتبها لصحيفة "عكاظ" السعودية، تحت عنوان: " أن تكون ركيكاً ويخيل لك ولمعجبيك أنك عبقري". وقال "علي العميم"، إن ما ذكره "إبراهيم" بإحدى حلقات برنامج "صحوة"، المذاع على قناة "روتانا خليجية" في رمضان الماضي، بأن غياب مؤسسات المجتمع المدني ساعد على بروز وظهور حركة الصحوة وهذه حقيقة لا يتحملها الصحويون، انطلق من أن بروز وظهور حركة الصحوة، خطيئة وإثم!، مشيرا إلى أنه حاول أن يبرأه من هذه المسؤولية ويضعها في رقبة المجتمع أولاً، ورقبة السلطة السياسية ثانياً! يضعها في رقبتهما وحدهما. وأضاف "علي العميم"، أن "إبراهيم" لا يحتاج إلي هذه التبرئة ولا حركة الصحوة تحتاج إليها، لأن الحركة الإسلامية حين نشأت في العالم العربي والعالم الإسلامي لم تقطع على نفسها عهداً دينياً، بأن تظل حركة خاملة، مستترة، مغمورة، ومطمورة، محدودة، لكنها بعد حين من الزمن نقضت هذا العهد، فاستباحت ما حرمته على نفسها، من التمتع بنعماء البروز أو الظهور وآلاء الصعود والتمدد والانتشار. وأوضح أن رأيه فيما يخص المجتمع يفيد بغياب مؤسسات المجتمع المدني، وبما يخص السلطة السياسية يفيد بوجودها لكن السلطة السياسية تحد من فعاليتها ومن إطلاق الحرية اللازمة لها. وتساءل "العميم": لماذا يعفي المفكر الإسلامي حركة الصحوة من تحمل مسؤولية السعي وراء إشادة مؤسسات مجتمع مدني؟ ويقصر مسؤولية ذلك على المجتمع ككل؟ ويخصه باللوم؟ مع أن حركة الصحوة أو الحركات الإسلامية منذ عقود طويلة، هي الفاعل الرئيس في صوغ المواقف وتشكيل الآراء والمواقف في المجتمعات العربية. وأشار الكاتب والباحث السعودي، إلى أن أي حركة وأي مدرسة أو مذهب في الدين والسياسة والاجتماع والفن والأيديولوجيا، يتوق لا إلى البروز والظهور فحسب، بل إلى الانتشار والتسيد واكتساح الحركات والمدارس والمذاهب الأخرى، وهذا حق مشروع. وذكر "العميم" نموذج  حركة "الإخوان المسلمين"، مشيرا إلى أنها أم الحركات الإسلامية في العالم العربي، التي نشأت وظهرت وبرزت ولاقت انتشاراً كبيراً في مصر، وكان المجتمع المصري في أواخر المنتصف الأول من القرن الماضي، قد شهد قيام مجتمع مدني فيه منذ مدة طويلة وفي ثمانينات القرن الماضي تمكن "الإخوان" في مصر من توسيع قاعدتهم في أوساط الطبقات المتعلمة وتحقيق الغلبة على التيارات السياسية الأخرى، من خلال الانبثاث والانتشار في تنظيمات المجتمع المدني. وأكد "العميم"، أن الحركة الإسلامية استطاعت أن تظهر وتبرز وتصعد في بلدان عربية، بعضها يتوافر فيه مجتمع مدني قوي، وبعضها المجتمع المدني فيها ضعيف، وبعضها لا يوجد فيه مجتمع مدني، مما يعني أن غياب مؤسسات المجتمع المدني قد زج به في تفسير ظاهرة شاملة في بلدان عربية، أوضاعها السياسية والقانونية والتنظيمية والثقافية والأيديولوجية مختلفة ومتباينة، وشواهده  سواء أكانت بنية المجتمع المدني فيها قوية أم ضعيفة، تقول بعكس ما جاء في تعليل عدنا إبراهيم. وانتقد "العميم" رأي المفكر الإسلامي عدنان إبراهيم، بأن الأدبيات الإسلامية بها منطقاً ثأرياً وأول من تنبه به العلامة أبو الحسن الندوي الذي ظلم عندما كان محسوب على الصحويين لأن له موقفاً حاداً وواضحاً ضد التفسير السياسي للإسلام. ووصف "العميم" هذا الحديث بأنه زيف ورداءة، وأن كلامه مليء بالمغالطات لأن أبو الحسن الندوي لم يعب على الأدبيات الإسلامية المعاصرة، ذات التوجه الحزبي، في أي كتاب ورسالة ومحاضرة له. وقال إن كتاب "الندوي" الذي ذكره "إبراهيم" لا يوجد البتّة فيه شيء مما ادعاه وافتراه لأنه لم يجد أي منطق ثأري، لذلك فهو  لم يقرأ الكتاب أو قرأه تصفحاً ولم يستوعب ما جاء فيه، وإما أنه قرأه ونسي مضمونه، وعلق في ذاكرته عنوانه الرئيس وعنوانه الفرعي. ويرى "العميم"، أن عدنان إبراهيم في إخراجه أبي الحسن الندوي من رموز الصحويين وفي اعتراضه على تصويره للناس على أنه من مفكري الصحوة، استند إلى أمرين هما: أنه علامة كبير، وأنه ألف كتاباً اسمه "التفسير السياسي للإسلام" رد فيه على المودودي وسيد قطب. أما المستند الثاني، فكون أبي الحسن الندوي اختلف لاحقا، وعلى نحو متأخر جداً، وهو في سن الخامسة والستين مع المودودي وسيد قطب في بعض المسائل في كتاب ألفه عام 1978، فإن هذا لا يعني نزعه أو سلخه من فكر الأصولية الإسلامية.