للحوار مع الزوج المتسلّط ..الحل البسيط
  • Posted on

للحوار مع الزوج المتسلّط ..الحل البسيط

لا يوجد شيء أقسى وأصعب على المرأة من أن تتعامل مع شخص متسلّط ومسيطر، دائم الرغبة في التحكّم بزمام الأمور كلها دون نقاش، فلا يسمع إلا رأيه ولا يقتنع إلا بوجهة نظره. ولاشكّ أنّ الصعوبة تتضاعف لدى المرأة عندما يكون هذا الرجل المسيطر هو زوجها حيث تكون هي أبرز ضحايا رغباته المسيطرة وقراراته السلطوية. تقول "هدى كامل - ربّة منزل" إنّ زوجها يتمتّع بصفات عديدة جيدة ولكن أكثر صفاته السيئة أنّه لا يسمع سوى نفسه ودائماً ما يتخذ الكثير من القرارات المصيرية المرتبطة بالأسرة بمفرده ودون مشورة منها وإنّما يتم إخبارها بالقرار كأمر واقع . مشيرةً إلى أنّ أحدث هذه القرارات هو قراره بنقل سكن المعيشة من منطقة إلى أخرى، ومن ثم نقل الأبناء من مدارسهم. مؤكّدةً أنّها كلما حاولت التدخل وإقناعه بتأجيل الأمر حتى انتهاء العام الدراسي ثار في وجهها ولم يقتنع برأيها، معترفة بأنها استسلمت منذ سنوات عديدة لهذا بعد تعدّد المشكلات بينهما حتى إنّها يئست من محاولة تغييره . فيما تقول "مريم – موظفة" إنّها لمست في زوجها رغباته المسيطرة منذ فترة الخطوبة؛ مؤكدة أنها كانت تعتبر الصرامة في حزم القرارات والإصرار على تنفيذها صفة جيدة تزيد من رجولته في نظرها؛ إلا أنّها بعد الزواج لاحظت أنه يبالغ في هذا الأمر من خلال تدخله في كل صغيرة وكبيرة وعدم ترك ولو مساحة بسيطة لها لاتخاذ أي قرار أو المشاركة فيه. وأشارت إلى أنّها بمرور الوقت تمكّنت من محاولات ترويضه وجذبه للحوار الهادئ؛ من خلال اختيار الوقت المناسب لمناقشته في الأمر والذي يكون فيه هادئ الأعصاب وغير متوتر. وأضافت: إلى جانب أسلوب آخر وهو إظهار اللامبالاة بقراره الأحادي والمتسلّط كنوع من الرفض له دون مناقشة أو جدل . مؤكدةً أنّ هذا الأسلوب يجعل زوجها يتراجع في كثير من الأحيان عن قراره دون مشكلات . بينما لم تستطع "سهام 33 عاماً" تمضية حياتها مع زوجها بعد ثلاث سنوات من الزواج حيث تقول إنّها ذاقت خلالها الأمرّين من سعي زوجها الدائم لتهميش دورها ورفضه الدائم لأن يكون لها أي بصمة في حياتهما. مؤكدةً أنّها كانت في البداية حريصة على تغييره ولكنها اكتشفت أنه أمر صعب وأنه لا يلين ولا يهدأ إلا بتحقيق ما يراه صواباً حتى وإن كان رأي المحيطون به غير ذلك . وبالتالي لم تجد حلاً أمامها سوى طلب الطلاق لاستعادة حريتها من أسر هذا الزوج المسيطر. تعقّب الدكتورة فاطمة سعداوي، مستشار العلاقات الأسرية، بأنّ الزوج المسيطر هو مشكلة حقيقية تواجهها كثير من النساء وقليل منهن من ينجح في ترويضه، نظراً لصعوبة هذا الأمر حيث يحتاج إلى ذكاء ووعي من المرأة بالطبيعة النفسية لهذا الزوج المسيطر. مبينةً أنّ هذا الشخص في الغالب يكون على قدر كبير من الثقة بنفسه وقدراته ومؤهلاته، ما يجعله يرى نفسه فقط القادر على قيادة الحياة الأسرية. لافتةً إلى أنّ هذه الشخصية لا تتسبّب في مشكلات على نطاق الأسرة فحسب بل في العمل أيضاً والوسط الاجتماعي المحيط به. موضحةً أنّ أكثر ما يزعج الشخص المسيطر هو أن يجد من يرفض قراراته ويعارضها ولا يستسلم لها حيث لا يرغب في أن يظهر في صورة المنهزم والمتراجع عن قراراته. مضيفةً أنّ الزوجة الذكية هي من تستطيع أن تروّض زوجها من خلال الحوار الهادئ من خلال تجنّب مناقشته في أي أمر محل خلاف إلا بعد توفّر المناخ المناسب لذلك. وأضافت: كما أنّ على الزوجة ألا تستسلم لكل قراراته ورغباته بل لابدّ أن تتخذ في بعض القرارات موقفاً رافضاً، وفي حالة العناد والإصرار على قراراته لابد أن تتبع سياسية اللامبالاة والتي تشعر الزوج بعدم مباركتها لقراراته. وذلك حتى لا يعتمد الزوج على هذه الطريقة معها ويستغل استسلامها له فيزيد من تسلّطه وضغطه، ومن ثم عدم مشاركتها في قراراته .