لغتك تؤثر على طريقة تفكيرك.. ماذا عن العربية؟
  • Posted on

لغتك تؤثر على طريقة تفكيرك.. ماذا عن العربية؟

لغتك وسيلة للتواصل بين الناس، هذا ما نعلمه جميعا، فإّذا أردت أن تتواصل مع شخص أو تسافر إلى دولة معينة فتتعلم لغتها، ولكن هل تدري أن لغتك قد تؤثر على حياتك وطريقة فهمك أو حكمك على الأشياء، بل وقدرتك على توفير المال أو تجعلك خبير اقتصادي؟ الحقيقة أن لغتك  تؤثر على طريقة تفكيرك بشكل أكبر بكثير مما نعتقد، فعلى سبيل المثال عندما يقول شخص بالإنجليزية "this is my uncle" أو هذا عمي، لن تكن جملة واضحة الفهم لشخص يتكلم الصينية، فهو لن يعرف هل يقصد عمه شقيق والده أم مجرد صديق لوالده، أم جاره، وهل هذا الشخص كبير في السن أم مازال شابا؟، لهذا سيحتاج الشخص الصيني مزيد من المعلومات حول هذا العم ليحدد من يكون، ففي الصينية لا يمكنك أن تتجاهل هذه التفاصيل وتكتفي بقول "عمي". وعلى الجانب الأخر في اللغة العربية يوجد تمييز بين زمن الماضي والحاضر والمستقبل، في حين أن هناك لغات مثل الصينية ليس لديها ما تعبر به عن زمن المستقبل. هذا الأمر ينعكس على الاقتصاد بشكل مباشر، فاللغة التي تمتلك زمن مستقبلا ستنظر له أنه شيء بعيد لم تدركه بعد مما يقلل حماسها لادخار المال له، أما في اللغة الصينية التي لا يوجد لديها مستقبل سيكون لديها دافع أكبر للادخار لأنها تتعامل معه أنه حاضر. [vod_video id="WFxPr5tToUTy82E5Lpyug" autoplay="1"] وهناك العديد من البحوث التي ربطت بين علاقة اللغة بعلم النفس والسلوك، وتظهر هذه العلاقة في الأمثلة التالية: 1-في تحديد الاتجاهات في مجال الملاحة البحرية، ليس لدى السكان الأصليين لأستراليا كلمة تعني "يمين" أو "يسار"، بل لديهم "شمال شرق" أو "جنوب غرب"، هذا ما يجعلهم أكثر تحديدا للأماكن المتوجهين إليها في البحر بدلا من إطلاق قيم مطلقة غير محددة مثل "يمين" أو "يسار". 2-أما في مسألة الثواب والعقاب واللوم، ففي اللغة الإنجليزية نجد ما يشير إلى أن فلان كسر الزجاجة، أو سكب اللبن على الأرض، ففي اللغة الإنجليزية نعرف بالضبط من قام بارتكاب خطأ ما، فتوجه إليه باللوم أو بالعقاب، أما في لغة مثل الإسبانية أو اليابانية تشير إلى أن الشيء قام بكسر نفسه، أو سكب نفسه، وبالتالي يتم التركيز على الضحية ويترك الفاعل غير معلوم فيتهرب من اللوم أو العقاب. 3-هناك لغات أقدر على التمييز بين الألوان من غيرها، ففي دراسة تم تقديمها عام 1954، تفيد أن المتحدثين بلغة الـ "زوني"- وهي لغة السكان الأصليين لغرب ولاية "نيو مكسيكو"، وشرق ولاية" أريزونا" في الولايات المتحدة- لا يفرقون بين البرتقالي والأصفر وهناك صعوبة للتفريق بينهما، في حين أن لدي الروسية كلمات منفصلة للتفريق بين الأزرق الفاتح الذي يعني "goluboy" والأزرق الداكن الذي يعني "siniy"، وبهذا يكون الروس هم الأفضل في تحديد الألوان واختيارها. 4-وفي التفرقة بين المذكر والمؤنث، سنجد أن هناك لغات كثيرة لديها تمييز بين المذكر والمؤنث مثل اللغة العربية، والعبرية، والإنجليزية، ولديها علامات مصطلحات كثيرة تبين الفرق بين الجنسين، لكن لغة مثل الفنلندية، ليس لديها أي تميز في لغتها بين الجنسين، وبالتالي فالشعب الفنلندي ليس لديه تركيز في تحديد الميول الجنسية للأفراد فالكل في نظرهم إنسان واحد.