كيف يتمّ التعامل مع الطفل الحسّاس ؟
  • Posted on

كيف يتمّ التعامل مع الطفل الحسّاس ؟

الطفل الحسّاس إحدى المشكلات التي تواجهها كثير من الأمهات وتعجز في الغالب عن التعامل معها، نظراً لطبيعة الطفل الحساس والذي يتميّز بأنّه سريع البكاء وينهار في الغالب من أبسط الأشياء كما أنّه شديد الحساسية ضد أي موقف يتعرّض له. أحد الأبحاث التربوية يشير إلى أنّ الأطفال المفرطين في الحساسية لديهم ميل لمراقبة محيطهم بشكل أكبر والتفكير مطولاً قبل القيام بأي تصرّف، ونتيجة لذلك يغدون في معظم الأحيان أشخاصاً مفكرين، أذكياء، خلاقين، يؤثّر فيهم أي عامل خارجي. وأشارت الدراسة إلى أنّ الطفل المفرط الحساسية لا يتمتع بحواس خارقة تفوق قدرات أترابه، لكن دماغه يتعامل مع المعلومات بطريقة أكثر عمقاً ويتأمل مع التفاصيل الدقيقة لأي موقف يتعرّض له، كما أنّهم يكونون أكثر انزعاجاً من أي ظلم أو عنف يقع ضدهم، ما يجعلهم أكثر عرضةً للإصابة بالخجل والخوف باستمرار من أقرانهم. ولفتت الدراسة إلى أنّ الأهل يجدون صعوبة في التعامل مع طفل مفرط الحساسية، إذ يواجهون صعوبات جمة منها أنّه قد ينتاب الطفل الحساس نوبات غضب عارمة لأمور بسيطة وتافهة أو على العكس، يحاول ألا يثير أي مشكلة، كي لا يلاحظه أحد، فيظل في عالمه الخاص. وأوصت الدراسة الأم بضرورة استيعاب انفعالات طفلها الحساس السلبية، إلى أن يتخلّص من توتره مهما كانت المشكلة تافهة، وعندما يعبر عن انفعالاته لابدّ من التحدّث معه بعقلانية وتوضيح حجم المشكلة الحقيقي له ومحاولة إيجاد حل لها. وشدّدت على ضرورة تجنّب الغضب في التعامل مع الطفل الحسّاس أو الصراخ في وجهه، معتبرة أن ذلك يعرّضه إلى مشكلات سلوكية أكثر سلبية. تقول الدكتورة هانم صلاح، أستاذ علم النفس التربوي، إنّ الطفل الحسّاس يحتاج إلى طريقة خاصة في التعامل، وهو ما يتطلب في البداية ألا تعتبر الأم أن حساسية طفلها نقص أو عيب فيه، وإنّما لابدّ أن تتناول الأمور بمنظور إيجابي، مؤكدةً أنّها إن أحسنت التعامل مع طفلها الحساس فسوف تساعده على أن يكون شخصاً مبدعاً وذكياً ومتمتعاً بجوانب إنسانية طيبة يفتقد إليها الكثيرون. ولخّصت سبل التعامل مع الطفل الحساس في عدة نقاط هي: - التعامل معه بهدوء فلا يجب تعنيفه لأن الصراخ في وجهه وتعنيفه ورفض بكائه أو السخرية منه يعرّضه لأذى نفسي ويخلق منه شخصاً انهزامياً وانطوائياً. - إظهار إيجابيات شخصيته ضرورة التحدّث معه عن إيجابيات شخصيته كونه حسّاساً وأنّ هذا الأمر يجعله يتعاطف مع مشاكل وإحباطات كل من حوله، كما أنّ خياله يكون أكثر سعة وإبداعاً من خيال زملائه، بالإضافة إلى الحديث عن سلبياتها أيضاً كونه يضخّم المشكلات، ويعطيها أكبر من حجمها ويكون سريع البكاء والتأثر بأي موقف دون مواجهته بشكل إيجابي. مؤكدةً أنّ هذا الحديث العقلاني يعطي الطفل فرصة لتقييم الأمور التي تواجهه وتحد من انفعالاته المبالغ فيها، لافتةً إلى ضرورة أن يشعر الطفل بمساندة أمه وتعاطفها الدائم معه، ولكن دون إفراط في التدليل، حيث إنّ ذلك يزيد من ثقته بنفسه، ويكسبه قدراً من الصلابة في مواجهة المواقف المختلفة.