كيف تطور الجاكيت الجلد ؟.. من الحرب إلى منصات الموضة‎
  • Posted on

كيف تطور الجاكيت الجلد ؟.. من الحرب إلى منصات الموضة‎

لا نبالغ عندما نقول أن كل رجل وامرأة يملك في خزانته قطعة أو اثنين من الملابس  الجلدية، فالجلود والجينز من أكثر الخامات تداولا في العالم. إذا ألقيت نظرة على صناعة الأزياء ستجد أنه من المستحيل أن تخلو من الجلود سواء كانت جلود طبيعية أو صناعية، والسبب الرئيسي وراء هذا الانتشار الرهيب هو أناقة الجلد وعمليته، كما أنه لا يرتبط بموضة معينة فهو رائع في كل الأوقات، وهذا ما جعله من القطع الكلاسيكية الهامة في العالم، لكن إذا عدنا بالزمن للوراء وبالتحديد عند بداية استخدام الجلود في الأزياء، سنجد أن الهدف كان مختلفا تماما عن السعي وراء التألق والأناقة ولهذا دعونا نستعرض تاريخ الجواكيت الجلد منذ الحرب العالمية حتى الآن. الملابس الحربية كان الظهور الأول للجواكيت الجلد أثناء الحرب العالمية الأولى، عندما ارتداه طيارو المقاتلات الألمانية، وأطلق على هذه الجواكت اسم سترة الانتحاري لما لها دور وقائي في منح الدفء للطيار وعزله عن عوامل الطقس الصعبة، كما استخدمت تلك السترات أيضا خلال الحرب الأهلية في روسيا، ولهذا السبب يمكننا القول أن أول ظهور واستخدام لهذه الجواكيت كان في المجال العسكري. أما في عشرينات القرن الماضي بدأنا نرى الجواكيت الجلد للمرة الأولى خارج المجال العسكري، وذلك عندما صمم "إيرفينج شوت" أول جاكيت جلدي لشركة الدراجات النارية "هارلي ديفيدسون"، الذي استخدم فيها السحاب بدلا من الأزرار ليختلف عن النمط العسكري، لكن هذا لا يتنافى مع استمرارها في المجال العسكري، حيث ارتدتها قوات الولايات المتحدة الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية، وأطلق على هذا التصميم اسم A-2 الذي أصبح أيقونة عريقة للجواكيت الجلد وارتداه الكثيرون خارج الوسط العسكري. هوليوود ساعد نجوم هوليوود في تحويل الجاكيت الجلد، من زي عسكري إلى زي شبابي عصري، وهذا ظهر كثيرا في أفلام فترة الأربعينات والخمسينات التي ارتدى نجومها الجواكيت الجلد كتعبير عن الوسامة والتمرد في إتباع الموضات الحديثة، ومن ضمن هؤلاء النجوم غاري كوبر، و مارلون براندو  وجيمس دين وغيرهم، وظهر هذا الاتجاه أيضا في أفلام مثل "هوم ذا بيل تولز" و"ذا واليد ون" و"ريبل وذوت أكوز". أما في ستينات وسبعينات القرن الماضي وجدنا الجواكيت الجلد ضمن الإطلالات الرسمية لأشهر الفرق الموسيقية مثل "بيتلز" و"رمونس"، كما ارتبطت الجواكيت الجلدية بموسيقى الروك والبانك، أما في عالم الموضة لا يمكن أن ننسى مصممة الأزياء "فيفيان ويستوود" التي منحت الجاكت الجلد إطلالته العصرية، والمصممة "إيف سان لوران"  أول مصممة أدخلت الجلود ضمن مجموعة أزيائها ليس فقط الجواكيت، بل أيضا في السراويل والتنانير مما ألهمت بهذا العديد من المصممين بعد ذلك. في الوقت الحاضر ينظر للجاكيت الجلد كرداء كلاسيكي مألوف للجميع، ومصدر إلهام للعديد من المصممين الذين دائما ما يحبون إعادة ابتكار تصاميمه بأشكال جديدة ومختلفة، تتناسب مع مختلف الاتجاهات والأذواق، فيمكن الآن لأي شخص سواء رجل وامرأة أو حتى طفل أن يجد ما يناسبه من الجاكت الجلد بالتصميم و اللون المفضل له.