كيف أنقذ هذا الرجل حياة الملايين بابتكاره؟
  • Posted on

كيف أنقذ هذا الرجل حياة الملايين بابتكاره؟

لم يدرك وهو يشاهد رحلة "ألاسكا إيرلاينز" محطمة قبل 45 عاماً، أن شعور خيبة الأمل والإحباط الذي تملكه سيتحول إلى طاقة تدفعه لابتكار تكنولوجيا جديدة في عالم الطائرات تنقذ حياة ملايين البشر. منذ الصغر، كان "دون بيتمان" والبالغ من العمر 84 عاماً، مولعا بالطائرات، فهرب من الفصل الدراسي ليشاهد سقوط طائرة، ليعاقبه المدرس بكتابة تقرير عما شاهده، ولعل هذا ما حفزه إلى محاولة تقليل تلك الحوادث، التي لم يكن يمر شهر دون حدوث إحداها. "بيتمان" نجح في ابتكار نظاما، في ستينيات القرن الماضي، يرسل موجات لاسلكية تحذر الطيار بقرب الطائرة من الأرض أو قمة جبلية بوقت كاف، وعمل لعقود مع زملائه على ابتكار هذا الجهاز الذي صار لا تخلو منه الطائرات الآن، وساعد في تقليل الحوادث وإنقاذ حياة الكثيرين. كان يتخيل إمكانية جمع جهازه لمعلومات عن جغرافيا الكرة الأرضية من يابسة وقمم جبلية ومنحدرات وحفظها على قاعدة بيانات، وظهرت خرائط مفصلة عن ذلك بالفعل، ولكن فكرة شرائها كانت خطوة جنونية، فالاتحاد السوفيتي عدو بلاده في الحرب الباردة، فضلا عن عقبة التمويل، فليس هناك من سيضخ ملايين الدولارات لابتكار تقنية غير مؤكد فاعليتها، ولكنه نجح في مطلع التسعينيات في تطوير نماذج أولية للنظام الجديد كانت بمثابة الكنز بالنسبة للطيارين. "لا نحتاج لصندوق جديد، لا نحتاج لنظام بديل عن القائم، فنحن ننفق مئات الملايين من الدولارات على الأمان"، هكذا قال له المسؤول لدى "أمريكان إيرلاينز" عندما حاول "بيتمان" بيع الجهاز للشركة، لتوافق شركة "يونايتد" على اختبار الجهاز الجديد وساعدته في الحصول على موافقة وكالة الطيران الفيدرالية، والتي احتاج الأمر وقوع حوادث أخرى لتغيير رأيهم. وفي العام 1995، اقتربت رحلة "أمريكان إيرلاينز" من "كولومبيا"، وأدخل قائدها بالخطأ بيانات غير صحيحة على حاسب الطائرة "بوينج 757"، وأصدر الجهاز القديم إنذارا قصيرا بوجود "يابسة"، ولكن لم يتمكن الطيار من إنقاذها، وتوفي 159 شخصاً، فطلبت الشركة الجهاز الجديد من "بيتمان" بسبب قدرته على إصدار إنذار في وقت مبكر، وانتشر الأمر وانتعشت مبيعاته حتى بلغت 45 ألف وحدة بقيمة أربعة مليارات دولار حالياً على الطائرات. هكذا نجح "بيتمان" ورفاقه في التغلب على العقبات ورفض المسؤولين وشركات الطيران والممولين في الإنفاق على ابتكاره، واستطاعوا إقناع الجميع بابتكارهم الذي أسهم في إنقاذ عشرات الآلاف من الأرواح. وفي العام 2011، منح الرئيس الأمريكي باراك أوباما، "بيتمان" الميدالية الوطنية للتكنولوجيا والابتكار، تقديراً لجهوده في الحد من حوادث الطائرات.