كيف أفسد السيلفي جمال النساء؟
  • Posted on

كيف أفسد السيلفي جمال النساء؟

ملايين الصور السيلفي تلتقط يوميا، وخاصة من النساء التي تتفنن في الحصول على لقطات مختلفة بوضعيات متنوعة، حتى أن عام 2016 شهد تدفق 24 مليار صورة سيلفي عبر شبكة الإنترنت مرفقة بهاشتاج "Me" وفقا لما ذكرته صحيفة "Io donna" الإيطالية. ولكن هل هذا السيلفي هو السبب الأساسي في إفساد جمال المرأة؟ مع تداول عدد كبير من صور السيلفي لنجمات عالم الموضة والإعلانات، وتصدير صورهن على أنهن أيقونات جمال هذا العصر، تحول الأمر إلى هوس بهؤلاء الجميلات، وسعت الكثير من الفتيات والسيدات إلى تحويل أنفسهن إلى نماذج مكررة من هؤلاء الفاتنات مثل نجمة تلفزيون الواقع كيم كارديشان، وشقيقتها كيندال جينير، والموديل البرازيلية أدريانا ليما، والروسية إيرينا شايك، والبرتغالية سارة سامبايو، والأمريكية من أصل فلسطيني بيلا حديد، والأمريكية تايلور هيل. وتساءلت الصحيفة الإيطالية عن صفات الوجه الذي يحصد اهتمام الجمهور على شبكات التواصل الاجتماعي، موضحة أن بات عليه أن يكون محدد أو منحوت بعناية وبعيون واسعة مع شفاه ممتلئة، أو بأسلوب أوضح لابد لكل وجه أن يحاكي جميلات هذا العصر أو ربما يقلد كل تفاصيلهن. مفهوم الجمال في هذا العصر؟ مع وجود مجموعة من التطبيقات التي تغير ملامح الوجه، فتكبر الشفاه أو العينين، اتجهت معظم النساء لاعتماد هذه التطبيقات لتحاكي نجمات العالم، مما أثّر على مقاييس جمال الوجه الإنساني بصورة لم يشهدها التاريخ من قبل. ولم يعد مفهوم الجمال هو ذلك الجمال المطلق مع تقبل الاختلاف والتنوع، وإنما الجمال تبعا لمقاييس هذا العصر والتشبه بفاتناته. وباتت حواء أسيرة لشكل أو نمط واحد من الجمال، والنتيجة أنه أصبح هناك نماذج ثابتة للجمال، وكأنهن" آلهة عالم الجاذبية"، ففرض ذلك مواصفات وقياسات جمالية لا يمكن تخطيها. وإذا أردتِ أن تنتمي إلى هذا العالم المخملي، وتلقبين بالفاتنة، بات عليكِ أن تكوني برونزية اللون، ذات شفاه ممتلئة، ووجه منحوت، وعيون وواسعة. الاتجاه إلى توحيد الوجوه البشرية وتقول الصحيفة يبدو أن معيار  اختيار الموديل والوجه الإعلاني حاليا هو امتلاك مواصفات ومقاييس  هذا العالم المخملي، وليس فقط أن تكوني جذابة في المطلق، لذلك عندما مزج رواد السوشيال ميديا بين ملامح بطلات الألفية الثالثة التوب موديلز جيجي حديد وتايلور هيل، خرجت صورة لامرأة جديدة مازالت جذابة، ولكنها نموذج مكرر من هذا الجمال النمطي الذي يجعلك تشعر بما يسمى في علم النفس نظرية"dejavu"، حيث تظن أنك شاهدت تلك الصورة من قبل، وهو نفس الأمر مع صورة تجمع ملامح النجمة  كيم كارديشان والعارضة العالمية أدريانا ليما أو الصديقتين جيجي حديد وكيندال جينر. [foogallery id="306359"] قديما كان لدينا الكثير من جميلات العالم بأنماط وملامح قد تختلف تماما ولكن جميعها فاتنة، مما خلق أنماطا مختلفة من الجاذبية تتسع للجميع ما بين قطة هوليوود إليزابيث تايلور، وأميرة السينما غريس كيلي، وأيقونة الموضة أودري هيبرون، وصولا إلى الديفا الإيطالية صوفيا لورين، ونجمة الإغراء الشقراء مارلين مونرو. ويعلق طبيب التجميل الشهير الدكتور سباج قائلا في تصريحات صحفية إنه نتيجة ما يحدث، ولد نوع جديد من مقاييس الكمال الثابتة التي نعتمدها للحكم على جمال الآخرين، مما زاد من مشكلة تقبل الذات والثقة بالنفس لدى المرأة، والتي أصبح هوسها الأكبر هو أن تشبه بقدر كبير تلك الحسناء التي تتصدر الإعلانات وصور السيلفي عبر السوشيال ميديا.