"كوليت".. قصة الأديبة الفاتنة التي فضحت فرنسا
  • Posted on

"كوليت".. قصة الأديبة الفاتنة التي فضحت فرنسا

روتانا - منة الله أشرف اسمها يثير ردود فعل متناقضة بين قراء رواياتها، إما قبول ودفاع متناه عنها وإعجاب شديد بها، أو الشعور بالاشمئزاز والرفض القاطع، يصل إلى حد التطرف، لا وسط بين الرأيين. معجبو المؤلفة "كوليت" يرونها امرأة حرة، تحدت قوانين مجتمعها، بالحديث في روايتها عن جانب لم يتناوله أحد وقتها في حياة النساء، وتصرفت وكتبت وفقا لقوانينها الخاصة، قبل عقود من وجود مجتمع متسامح يقبل كتابات النساء عنهن، بينما رآها منتقدوها مجرد سيدة تستغل الفرص دون وجود مبادئ، وامرأة جشعة تمارس العلاقات مع الرجال من أجل مصلحتها، ثم تتركهم عمدا. [vod_video id="3r9Q022x24gfD5jqZbaXLQ" autoplay="1"] كانت من أوائل النساء اللاتي ركبن منطادا، كما أنها الأولى التي أجرت عملية شد الوجه، والأولى كذلك في اعتماد الشعر المموج كمظهر دائم لها، وامتلكت صالون تجميل وصالة رياضية في جزء ملحق من منزلها. [readmore post_link="https://rotana.net/tv-articles/%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D9%8A-%D8%AD%D9%83%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%A8%D8%A9-%D9%82%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%80%D8%B3/" ] تزوجت ثلاث مرات، وأنجبت طفلتها الأولى في الـ 40، وما بين هذه المرات، كان هناك علاقات أخرى غير رسمية، ما أهلها لأن تكتب ببراعة عن الجشع والتباهي بالخطيئة، بتفاصيل أثارت حفيظة العامة، ونقد لاذع على هذه السيدة التي تخطت كل الحدود. لم يوقفها أي من ردود الأفعال الناقدة لها، وظهرت على خشبة مسرح "مولان روج" سيئ السمعة في باريس، وخلعت ملابسها في إطار ما دعت أنه "الإطار الدرامي للمسرحية"، بعدها اندلع صياح غاضب من الجمهور مع الصراخ عليها وعلى الممثلين المشاركين، وقذفهم بالثوم والزجاجات. مثل هذه الضجة يمكن أن تنهي الحياة المهنية للجميع، ولكن "كوليت"، كانت مختلفة، إلى درجة أنها مشهورة بين قرائها باسمها الأخير فقط، وازدهرت بسمعتها السيئة؛ لأنها كتبت في فترة متزمتة بحرية تامة، يرفضها المجتمع في ذلك الوقت. هذه الحياة الصاخبة كان لابد أن يلازمها نهاية درامية، فعلى الرغم من شهرتها في حياتها، إلا أن موتها زادها شهرة، ليس في فرنسا فقط، بل في أوروبا، ذلك أن وفاتها عام 1954 عن عمر يناهز الـ81 عاما، كانت أول امرأة تشرف على جنازتها الدولة، واعترض الأغلبية بحجة أنها "فضحت" فرنسا بكتاباتها. [rotana_image_gallery rig_images_ids="708681,708682,708683"] [readmore post_link="https://rotana.net/tv-articles/%D9%85%D8%B4%D8%A7%D9%87%D9%8A%D8%B1-%D9%87%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%88%D8%AF-%D9%8A%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%85%D9%86-%D9%81%D9%8A-10-%D8%B3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%AA/" ] سواء كنت من معجبي أو منتقدي "كوليت"، فلا شك أنها أيقونة أدبية، وسيدة مفعمة بالحيوية كانت يوما نجمة قاعة الرقص، أنتجت مجموعتها الخاصة من مستحضرات التجميل، وكانت أول امرأة تكتب تقريرا من الجبهة خلال الحرب العالمية الأولى. سيرتها الذاتية قدمتها الممثلة البريطانية، "كيرا ناتيلي"، في فيلم يحمل اسم المؤلفة الأدبية الجامحة "كوليت"، وقالت عنها: "كتاباتها ثورية للنساء"، وقال آخرون: "حياتها كانت كلها أشبه بمسرح، وتدور بطريقة ما حول الانتقام من زوج غير مخلص"، وبالنسبة للفيلسوفة الفرنسية "سيمون دي بوفوار"، "كوليت"، كما جاء في تعليقها، كانت "الكاتبة العظيمة الوحيدة في فرنسا، كانت أجمل امرأة، وراقصة وممثلة جيدة، بحياة صاخبة وحيوية، وكتبت روايات جيدة". [rotana_image_gallery rig_images_ids="708684,708685,708686,708687,708688,708689"] "سيتوني-غابرييل كوليت" ولدت عام 1873، وعندما بلغت الـ 16 عاما، وصل إلى منزلهم رجل يُدعى "هنري غوتييه"، خدم في الجيش مع والدها، وكان يكتب تحت اسم مستعار باسم "ويللي"، ومعروف في الوسط الأدبي، وأغواها واستجابت له. بعد 3 أعوام تزوجا، وأُطلق عليها لقب "العروس الطفلة" لصغر سنها، كان الرجل نرجسيا ومستغلا ومدخنا شرها، وعُرف لاحقا أنه كان يستغل مجموعة من الكُتاب ليكتبوا له باسمه المستعار، بدأت "كوليت" تشعر بالملل، فشجعها على الكتابة، كتبت 4 روايات، وقال عنها إنها رائعة، فنشرها باسمه، وكانت جميعا من بين الكتب الأكثر مبيعا، واحتفظ بحقوق التأليف والنشر، وحرمها من الثروة الصغيرة. [readmore post_link="https://rotana.net/tv-articles/%D9%87%D9%84-%D9%8A%D9%85%D9%83%D9%86-%D8%B7%D8%A8%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B9%D8%B6%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D8%AA%D9%82%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7/" ] خلال حياتهما الزوجية، كان "ويللي" يخونها مرة تلو الأخرى، غير عابئ بشعورها وحبها وغيرتها عليه، كانت صغيرة وملفتة للنظر بعيون جميلة وجسد رشيق، وحاول العديد الوصول إليها لكنها رفضت أن تخون زوجها بالمثل، مع الوقت لم تحتمل روح السيدة الفرنسية الطليقة هذا الاستغلال، طلبت الطلاق، واستخرجت منه اعترافا بأنها هي التي كتبت الكتب، وبالفعل تم تسوية الطلاق بينهما بعد 18 عاما من الزواج. [readmore post_link="https://rotana.net/%D9%83%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%A8%D8%B3-%D8%AC%D9%8A%D8%AF-%D9%84%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%AA%D8%B9%D8%B2%D8%B2-%D8%A7/" ] بعد ذلك بدأت بكتابة روايتها المتشرد "The Vagabond" قصة مطلقة أصبحت راقصة، وهي الرواية التي أثارت حفيظة المجتمع، وبعدها ظهرت عارية على مسرح مولان روج، ثم التقطت "هنري دي جوفنال"، رئيس تحرير صحيفة "Le matin"، الجريدة الصباحية الرائدة في باريس، وسألها: "ألا يمكنك كتابة رواية لا تتحدث عن الحب والعلاقات غير الشرعية ووصلات الانفصال؟"؛ لذلك بدأت تكتب عمودا أسبوعيا في الصحيفة الفرنسية، وتزوجا وأنجبت منه طفلتها الوحيدة يوم ماتت أمها، أرسلت طفلتها بعيدا، ولم ينجح زواجها الثاني، وعام 1924، تزوجت زوجها الثالث "موريس جادباكت"، تاجر لؤلؤ، أصغر منها بـ16 عاما، وكانت قلقة باستمرار أن يتم القبض عليه من قبل النازيين، فقضى الكثير من سنوات الحرب مختبأ. بنهاية الحرب، كانت قد كتبت قصتها الأكثر نجاحا "جيجي Gigi"، وتم عرضها في فيلم بطولة "ليزلي كارون" و"موريس شيفالييه"، في آخر حياتها كانت قعيدة، واعتنى بها زوجها المخلص "موريس" إلى أن ماتت. [more_vid id=" 0kwZDCaq2PEmHq6yE2wA" title="استمد إلهامك من نجوم هوليود.. صور صادمة لمشاهير قبل وبعد فقدان الوزن" autoplay="1"]