كفاحهن.. مسيرة قاسية خاضتها المرأة الغربية في طريق كرسي الحكم
  • Posted on

كفاحهن.. مسيرة قاسية خاضتها المرأة الغربية في طريق كرسي الحكم

لا توجد أشياء كثيرة مشركة بين عهد الرومان وعصر فرسان العصور الوسطى، أو الثورة الفرنسية عام 1789 ، باستثناء شيء واحد أن النساء لم يكن لهن أي دور في عالم السياسة. إلا أنه قبل المرشحة الرئاسية الديمقراطية هيلاري كلينتون، التي قد تصبح في الثامن من نوفمبر، أقوى امرأة في العالم، شهدت مسيرة النضال السياسي لنيل المرأة مكانتها التي وصلت إليها الآن العديد من الأسماء البارزة في هذا المضمار. [foogallery id="253779"] وعلى مدار أجيال عديدة ظلت مجرد فكرة أن تتبوأ امرأة مقاليد السلطة، في حد ذاتها، مجرد عبث، كما كانت مثيرة للقلق أيضا، وكانت حجة معارضي منح المرأة حق الانتخاب، أن السماح للمرأة بالمشاركة السياسية، سيؤدي إلى انهيار الدولة، والحجة الأساسية كانت أن المرأة دورها الطبيعي التركيز على البيت وتربية الأطفال. وظلت مسألة خوض المرأة المعترك الانتخابي تثير ذعر الرجال، إنهم يخشون حدوث تغيير جذري في موازين القوى بين الرجل والمرأة، يعتبرونها قفزة نحو المجهول، ويمكن مقارنة شعور الرجال في تلك الأوقات، بشعور الخوف الذي يجتاح الناس الآن من موجات تدفق اللاجئين، باعتبار أنها ستقودهم لمصير مجهول. وغالبية النساء اللاتي وصلن لمقاليد الحكم، لم يدافعن عن دور المرأة في عالم السياسة، بل اتخذن قرارات ذكورية، على سبيل المثال الملكة اليزابيث الأولى "1533-1603" التي ذاع صيتها في القرن العشرين بسبب تقديم شخصيتها في أكثر من عمل سينمائي منها على سبيل المثال "شكسبير يقع في الحب" بطولة جوينث بالترو عام 1997، على أنها ملكة محايدة دافعت عن الحرية والإبداع في مواجهة الأصولية الكاثوليكية التي تأسست على يد محاكم التفتيش الإسبانية، أسست "منظومة بصاصين"، للتجسس على معارضيها وتهديدهم بالحبس والتعذيب والقتل أحيانا. وعندما أقر حق عامة الشعب بطبقاته الدنيا في التصويت، ظل ذلك حكرا على الرجال فقط، في ذلك الوقت، ادعى البعض أن هناك "تمثيلا افتراضيا" للنساء، بمعنى أنهن لم يستثنين من الحق في الانتخاب، بل يجري تمثيلهن من قبل أبائهن أو أزواجهن، واستمر الحال على هذا المنوال حتى عهد ليس ببعيد. هناك تجارب مهمة في الشرق الأقصى لنساء تولين مقاليد السلطة مثل رئيسة الوزراء الهندية السابقة إنديرا غاندي "1917-1984" التي كانت ابنة الزعيم الخالد جواري لال نهرو، وبالمثل كانت رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنظير بوتو "1953-2007"، ابنة لرئيس الوزراء السابق، ذو الفقار على بوتو، أول امرأة تصل إلى هذا المنصب عبر انتخابات ديمقراطية حرة، كما تولت الباكستانية سيرمافو باندرانيكا السلطة في سيلان عام 1960 بعد اغتيال زوجها. في كل هذه الأحوال وبرغم حدوث عمليات انتخاب بصورة ديمقراطية، إلا أن الاعتقاد السائد كان أن تلك السيدات ورثن السلطة خلفا لقادة رجال عظام. ولم يقتصر هذا النموذج على الشرق الأقصى فحسب، فغالبية النساء اللاتي بلغن مناصب مهمة في عالم السياسة بعد منح المرأة الحق في الانتخاب في الولايات المتحدة، كن أرامل لزعماء سياسيين. وحتى في الوقت الحالي يمكن الربط بين حالة هيلاري كلينتون وهي زوجة رئيس أسبق وتاريخ مشاركة المرأة في العملية السياسية على هذا النحو، معتقدة أن خلفية زوجها السياسية لعبت دورا محوريا في هذا السياق، مثلما كان الحال بالنسبة للرئيسة الأرجنتينية السابقة كريستينا فرناندز دي كيرشنر، زوجة الرئيس الراحل نستور كريشنر، التي خلفت زوجها في سدة الحكم وقيادة الحزب. بالرغم من ذلك، يعد فوز امرأة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية حدثا جللا في تاريخ الولايات المتحدة. وتعتبر المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل نموذجا فريدا في مسيرة نضال المرأة، تطمح الكثير من النساء للاقتداء به، حيث اعتبرت في أكثر من استطلاع للرأي أقوى امرأة في العالم، وكذلك الحال بالنسبة لرئيسة تشيلي ميشل باشليه أول امرأة تصل لسدة الحكم في بلد لاتيني تحكمه قواعد كاثوليكية ومؤسسات عسكرية صارمة.