كاتب سعودي يسرد قصصا وسلوكيات من زمن ما قبل الانترنت
  • Posted on

كاتب سعودي يسرد قصصا وسلوكيات من زمن ما قبل الانترنت

إستعرض الكاتب السعودي محمد سلامة، في مقال رأي نشره موقع صحيفة " عين اليوم"، أمس الجمعة، عدد من القصص التي واكب بعضها شخصيا، قبل دخول الانترنت للعالم العربي عامة، والسعودية خاصة. وأوضح سلامة، أن سرده لهذه القصص، لن يصدقها معظم جيل هذا اليوم، والذي شبهه، بجيل" ما بعد الانترنت"، وذلك في إشارة منه لغرابتها وطرافتها في آن واحد. وسرد الكاتب السعودي، قصصا حقيقية حدثت سواء معه، أو في بلدان أوروبية وآسيوية، تدلل على أن العالم الافتراضي الذي بات اليوم بفعل دخول الانترنت، موضحا أن هذه السلوكيات والقصص لم تجد لها طريقا هذه الأيام، في الوقت الذي كانت في الأيام السابقة هامة وجديرة بالاهتمام لمن عايشوها. ****************************************************** وهنا نص المقال كاملاً: من زمن ما قبل الإنترنت: قصص لن يصدّقها هذا الجيل! ي زمن ما قبل الإنترنت استرجعت سلوكيّات وقصصا لا أعتقد أن يصدقها معظم هذا الجيل، أعني جيل ما بعد الإنترنت .. إليكم بعضها في سردٍ متصل: كنت شخصياً وفي زمن ما قبل الهاتف الجوّال وحين أريد معرفة الوقت أتصل من خلال الهاتف الثابت على رقم ٩٦١ والذي كان عبارة عن خدمة اسمها (الساعة الناطقة)، وبمجرد الاتصال على الرقم يظهر صوت آلي يقول: عند الإشارة تكون الساعة كذا وكذا .. ولكن هذه الخدمة ماتت بظهور الهاتف الجوال الذي يحوي ساعة داخله بطبيعة الحال .. أعرف شخصاً استغنى عن ساعة اليد نفسها بعد الهاتف الجوال.. أما اليوم فأنا ألبس الساعة للزينة ولا أهتمّ أبدا بضبط معيار الوقت فيها!. كان للساعة الناطقة شعبية كبيرة في جميع الدول، أذكر خبراً قديماً يقول إن امرأة سويدية غضبت من زوجها فانتقمت منه بأن اتصلت من هاتف منزلهم الثابت على الساعة الناطقة في إحدى الدول الخارجية وتركت الهاتف مفتوحاً ورحلت من المنزل!. أما في بريطانيا فإن الساعة الناطقة ومأمور الهاتف نفسه (مركز السنترال) وتفادياً لغلاء الأسعار في لندن فإنهم جعلوا مركزه في الهند ذات الأقل تكلفة، حيث إن موظفي السنترال هناك يستيقظون وينامون ويباشرون العمل بتوقيت لندن حتى يكونوا حاضري الذهن دائماً مع شعبهم، أما توقيت الهند حيث يعيشون فهو لا يعنيهم من قريب أو بعيد. وعلى ذكر مأمور الهاتف أذكر سلوكاً كان يسلكه والدي حين كان مبتعثاً في الولايات المتحدة الأمريكية في فترة الثمانينيات حيث يقول: حين كنت أريد معرفة نتائج نادي الاتحاد وأنا بأمريكا كنت أطلب من سنترال أمريكا اتصالا دولياً للسعودية فيحوّلني بدوره لسنترال السعودية الذي يطلب منّا شفهياً الرقم الذي نريد الاتصال به فأقول له إنّي أريد معرفة نتيجة المباراة الفلانية .. فكان إمّا أن يوبخني الموظّف على عبثي وإما أن يتعاطف ويجيب!. وبما أننا وصلنا لسيرة نادي الاتحاد العطرة فأذكر أننا في فترة التسعينيات حين كنا نريد متابعة مباريات الاتحاد غير المنقولة تلفزيونياً لم يكن أمامنا سوى الذهاب للمدرج أو متابعتها عن طريق المذياع! وما زلت أذكر صوت غازي صدقة عبر الراديو وهو يقول الكرة الآن في مربع ٢ وينقلها مروان بصاص لمربع ٤ .. لم أكن أعرف ما هي هذه المربعات لكنّي كنت أستمع باهتمام بالغ!. لكن ماذا في حال لم تنقل المباريات عبر المذياع؟ كنت أتصل بعد المباراة على سنترال نادي الاتحاد المشغول دائماً بعد المباريات ليرد بعد ساعة أو نحوها ويذكر النتيجة بسرعة ويقفل الهاتف ليستقبل اتصالاً آخر… وإن لم أنجح بالاتصال بسنترال النادي لانشغال الرقم كنت أنتظر نشرة أخبار الساعة ١٢:٣٠ فجراً وبالتحديد فقرة الأخبار الرياضية، وإن لم يحصل ذلك لم يكن هناك بدّ من انتظار جرائد اليوم التالي لنعرف النتيجة!. أما القصة الأكثر غرابة وإحباطاً فكانت عام ٩٦ حين التقى نادي الاتحاد بنادي الشعب الإماراتي في كأس آسيا .. تقدّم الاتحاد بهدف عبدالله فوال واستمرت المباراة حتى الدقيقة ٩٤ لينقطع البثّ ويتبادل الاتحاديون التبريكات بالفوز والتأهل، في اليوم التالي نزلت الجرائد بالخبر الصاعقة على الاتحاديين .. امتدت المباراة حتى الدقيقة ٩٧ وسجل الشعب هدف التعادل ومن ثم فاز بركلات الترجيح! .. قبل فترة بسيطة ذكرت لعبدالله فوّال هذه القصّة فاستعجب من تذكّري لها لكنّ غضبه على الحكم كان أقوى فعلّق: إي والله … الله ينتقم من الحكم!.