قصص طريفة وراء تلك الأغاني .. إحداها تم تلحينها في الحمام
  • Posted on

قصص طريفة وراء تلك الأغاني .. إحداها تم تلحينها في الحمام

نستمع إلى تلك الأغاني من الزمن القديم في طربٍ واستمتاع بمضمون الأغنية وكلماتها والحالة التي تعبر عنها، إلا أن بعض تلك الأغنيات لها قصص طريفة لم تتخيل أنها كانت الدافع وراء تلك الكلمات الرقيقة، وهذه أبرزها. متى أشوفك.. محمد رشدي الفنان محمد رشدي الذي تألق في تقديم الأغنية الشعبية، كان له موقفا طريفا، مع أغنيته الشهيرة "متى أشوفك"، حينما عرض عليه الشاعر محمد حمزة كلماتها، فقرر محمد رشدي على الفور أن بليغ حمدي هو ملحن الأغنية، وسأل عنه في بيته فقيل له إنه في منزل عند عبد الحليم حافظ. وحينها لم يطق "رشدي" الانتظار، حتى يعود بليغ إلى منزله، فقرر الذهاب لمنزل حليم وبالفعل طرق الباب، وطلب دون أن يدخل لقاء بليغ، وهناك رجاه أن يلحن تلك الكلمات، ودخل الاثنان معا دورة المياه المجاورة لباب الشقة، وأخذ بليغ ورقة نوتة وقلما، وظل يدندن اللحن ويكتبه، وفرغ منه خلال ربع ساعة، وبعدها ذهب رشدي باللحن إلى الموزع في الاستديو، وسجّل الأغنية التي كانت محطة هامة في تاريخ الأغنية الشعبية. ست الحبايب.. فايزة أحمد أغنية الفنانة فايزة أحمد من أيقونات أغنيات الأم في الوطن العربي، إلا أن وراءها قصة طريفة، وهي أن الشاعر حسين السيد، قرر زيارة والدته في عيد الأم، وعندما ذهب لمنزلها، وقبل أن يطرق الباب، تذكر أنه لم يجلب لها هدية، فجلس أمام الباب واستغرق وقتا ليكتب كلمات تلك الأغنية والتي تقول: "ست الحبايب يا حبيبة، يا أغلى من روحي ودمي، يا حنينة وكلك طيبة، يارب يخليكي يا أمي". وبعدها طرق الباب، وفتحت له والدته ليهديها هذه الكلمات، ووعدها بأنها ستسمعها اليوم في الراديو من صوت جميل ودافئ وهو صوت فايزة أحمد، واتصل بالموسيقار محمد عبد الوهاب وقرأ عليه كلمات الأغنية، وطلب منه أن يلحنها، فأعجب عبد الوهاب بالأغنية، وقام بتلحينها، ثم غناها الأول بصوته، وغنتها بعده فايزة أحمد. جددت حبك ليه.. أم كلثوم على الرغم من قصة الحب التي يعرفها الجميع بين السيدة أم كلثوم والشاعر أحمد رامي، إلا أنه تزوج في النهاية من أخرى، وقد حكي لها قصة حبه لأم كلثوم بكل تفاصيله، وكانت أم كلثوم أول من زار عروسة رامي في منزل الزوجية، وعندما رزق بنجله الأول، غنت له أم كلثوم في "السبوع". وحدث أن نظم أحمد رامي أغنية "جددت حبك ليه.. بعد الفؤاد ما ارتاح"، وذهب كعادته في يوم الخميس الأول من كل شهر، إلى حفل أم كلثوم لسماع الأغنية التي أدتها أم كلثوم لأول مرة،  واستمعت زوجته إلى الحفل في الإذاعة، وغنت خلالها "جددت حبك ليه"، ولم يكن رامي قد أخبر زوجته بهذه القصيدة، فشعرت بالغيرة وظنّت أن رامي عاد إلى حب أم كلثوم بعد انقطاع دام 20 عاما. وعاد رامي من السهرة عند الفجر ووجد والدته مستيقظة، وما كادت تراه حتى صاحت في وجهه: "هي حصلت كده يا رامي يا ابني؟ انت كبرت وتزوجت وأصبح لك أولاد، وترجع للكلام الفارغ ده"، وبعدها حاول رامي أن يدخل إلى غرفة نومه، ووجد زوجته أغلقت الباب بالمفتاح ورفضت أن تسمح له بالدخول. وحاول رامي أن يقنع زوجته أنه مجرد عمل أدبي ولا علاقة له بالحب، ولكنها لم تصدقه، والحقيقية أن "رامي" ظل يحب كوكب الشرق إلى أن مات. السح الدح إمبو.. أحمد عدوية أغنية "السح الدح إمبو" واحدة من أشهر أغنيات الفنان الشعبي أحمد عدوية، والتي لاقى عليها الكثير من الانتقادات على شاكلة أنه يقدم كلاما بلا معنى، فدافع عن أغنيته، بأن أصلها قصة حقيقية: "كان ابن أختي يبكي على الأرض، وكانت أختي منشغلة عنه في المطبخ، وكنا أنا وزوج أختي نلعب "طاولة"، والواد ابنها دَوَشنا،  وكانت تأتي بين لحظة وأخرى من المطبخ على عجل لتلاعبه وتلاطفه على أنغام إيقاعية بفرقعة أصابع يديها فتقول له: السح ، الدح .. ، ثم يرد عليها زوجها مبتسما ابتسامة عريضة في وجه ابنه قائلا: إمبووو، ثم يعيد الزوجان المشهد على إيقاعات التصفيق مع بعضهما: السح الدح .. إمبووو" وتابع عدوية: "وفي إحدى المرات زاد الولد من صراخة فصاح زوج أختي قائلاً لزوجت : ماتشلي الواد مِ الأر ، الواد عطشان اسقيه .! عندها غضبتُ أنا أيضا فقلت لأختي: ياعيني الواد بيعيط، فردت عليّ بصرخة قوية قائلةً : إدّي الواد لابوه". واستطرد: "كبرت وكبرت آمالي وطموحاتي الفنية، وفي يوم من الأيام خطر في بالي ذلك الموقف الضاحك فما كان مني إلا أن جعلته أغنية بعد أن قمت بنقل الفكرة لشاعر أكمل لي المشهد الدرامي مع إضافة شيء من الخيال فكانت الأغنية". أحضان الحبايب.. عبد الحليم حافظ يسرد الشاعر عبد الرحمن الأبنودي قصة طريفة وراء أغنية عبد الحليم الحافظ "أحضان الحبايب"، فيقول: "كتبت الأغنية تحديا لحليم بعد أن انتقدت أفلامه التي ينتهي أغلبها بأغنية حزينة على خشبة المسرح، والتي نرى فيها الحبيبة مشلولة وهي تستمع لها عبر الراديو، مثل حال فيلمه "حكاية غرام". وأوضح أن حليم غضب من سخريته، وأكد له أن هذه الأغنيات كتبها أساتذة كبار وأنني لا أستطيع أن أكتب كلمات مماثلة لها، فراهنه "الأبنودي" على استعداده ليكتب له أغنية من تلك النوعية، وفي حال فوزه في الرهان فسيكون مجبرا على دفع المبلغ الذي يطلبه مقابل غنائه لها". ووافق حليم على خوض الرهان، وكان ذلك في وجود محمد الموجي وكمال الطويل ومجدي العمروسي ومفيد فوزي، وجلس "الأبنودي" في غرفة الطعام بداخل منزل حليم الواقع أمام حديقة الأسماك في حي الزمالك، وانتهى من كتابة "أحضان الحبايب" في فترة أقل من غناء حليم لإحدى أغنياته. وأكد عبد الرحمن الأبنودي أن عبد الحليم حافظ لم يكن يصدق أنه انتهى بالفعل من كتابة الأغنية، وعندما قرأ كلماتها على الحاضرين وأنهاها بـ "حتى في أحضان الحبايب شوك يا حنفي"، ودخل الجميع في نوبة من الضحك المتواصل، ليغضب حليم في المقابل، وينسى تماما رهانه معه، وقام بغنائها في نهاية الأمر.   ياسمرا.. فيروز أغنية "ياسمرا " لجارة القمر فيروز، ورائها قصة طريفة أيضاً، فمن المعروف أن معظم أغنيات فيروز للأخوين رحباني، ونادراً ما كانت تغني لغيرهما، وفي أحد الأيام التقت بالزجال الشعبي زين شعيب في أحد الأماكن العامة، ليوعدها الأخير بأغنية تليق بها بشرط أن تزوره هي وزوجها في بيته، وبعد فترة من هذا اللقاء، تذكرت السيدة فيروز هذا الموقف، وذهبت بالفعل لزيارة الزجال مع زوجها من باب حب الاستطلاع. وكانت فيروز ترتدي في ذلك اليوم "تنورة نيليّة"، وعند وصولها لم يكن استقبال الشاعر الغنائي زين شعيب لهما يليق بهما، حيث كان منزله عامراً بالزوار، لدرجة أنهما لم يجدا مكاناً للجلوس، فعاتبته السيدة فيروز بنوع من التحبب على شكل سؤال فيما هو معناه: "أين سنجلس يا زين؟"، ففهم الزجال على الفور، ليرد بذكاء وحرفية: "سمرا يام عيون وساع والتنورة النيلية مطرح ضيّق ما بيساع رح حطك بعينيي". وامتصت تلك الجملة غضب جارة القمر وزوجها عاصي الرحباني، وقالت له:بس بس يا زين إن ما أجبتني به سيكون مطلعاً للأغنية التي كنت قد وعدتني بها وما عليك إلا أن تكمل باقي كلماتها بأسرع وقت ممكن"،  وبالفعل أكمل المطرب الشعبي زين شعيب كلمات هذه الأغنية لتصبح فيما بعد من أشهر أغاني السيدة فيروز.