يضرب الممرضون السعوديون، وجميع العاملين في المجال الصحي، تضحيات مشهودة من أجل خدمة ضيوف الرحمن في كل موسم من مواسم الحج. ويعد الممرض السعودي ماجد الثقفي، خير مثال على تحدي الظروف القاسية، وتجاوز الأحزان بل والمرض أيضا، بعدما تغلب على إصابته بـ"الفشل الكلوي" الذي داهمه قبل أيام من بدء تكليفه بالعمل في موسم الحج، ليبقى في خدمة ضيوف الرحمن بمستشفى "النور التخصصي" في مكة المكرمة. وروى ماجد الثقفي، الذي يعمل في وزارة الصحة منذ 13 عاما، وتشرف خلال جميع تلك السنوات بالمشاركة في خدمة الحجاج، تفاصيل ما حدث معه، قائلا إنه بدأ يشكو من مضاعفات ضمور في الكلية، قبل أسبوعين، فخضع للتشخيص الطبي، حيث وجهه الأطباء بإجراء عمليات غسيل كلوي، وخضع لأول جلسة مع بداية شهر ذي الحجة. وأضاف أنه عمل في خدمة ضيوف الرحمن لمدة 13 عاما، ويرغب في كسب الأجر وخدمة الحجاج، ومساندة زملائه في المستشفى، لذا قرر مواصلة عمله وعدم الاعتذار عنه، وأعرب عن سعادته بمساندة زملائه له، بعد اكتشاف مرضه، مؤكدا أن مشاعرهم واهتمامهم الكبير بحالته، خفف عنه صدمة المرض. كما ضربت الموظفة السعودية حنان هوساوي، التي تعمل في قسم شؤون المرضى، بمستشفى "النور التخصصي" بمكة المكرمة، أروع الأمثلة في حب العمل والإخلاص له، وذلك بعدما أصرت على مواصلة عملها في خدمة الحجاج رغم وفاة والدتها. وبحسب صحيفة "سبق"، فإن والدتها توفيت في أول أيام مرابطة الحج، أي قبل 5 أيام، ورغم ذلك فإنها تغلبت على مشاعر حزنها لتواصل خدمة حجاج بيت الله الحرام خلال ساعات النهار، ثم تعود إلى منزلها في الليل لمشاطرة أشقائها ألم الفقد. وأوضحت هوساوي أنها تعمل في وزارة الصحة منذ 20 عاما، وطوال هذه السنوات كانت تشارك جميعا في مرابطات الحج، حيث تقدم الخدمة للمرضى من ضيوف الرحمن. ولفتت إلى أنها تلقت خبر وفاة والدتها، في أول يوم بالمرابطة، ورضيت بقضاء الله وقررت مواصلة عملها في قسم شؤون المرضى، لأنها لا ترغب في قطع عملها الذي بقيت عليه منذ تعيينها في الصحة. [more_vid id=" IywbBdCK2BcuAYUnzUy75w" title="أهم الاحتياطات الصحية عند الحلاقة حج_بصحة" autoplay="1"]