قصة مأساوية لطفلين تثير غضب المغاربة.. تعرف عليها
  • Posted on

قصة مأساوية لطفلين تثير غضب المغاربة.. تعرف عليها

"وضع مأسوي" بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بطله طفلان صغيران لم يتجاوزا بعد الخامسة من عمرهما، إذ تتراوح أعمارهما بين سنتين إلى 3 سنوات، يعيشان في الشارع وحديهما منذ عام كامل. "هشام ومروان"، لم يجدا سوى الشارع ملجأً لهما بعد أن تخلت عنهما والدتهما نظراً لظروفها المعيشية الصعبة، لاسيما بعد وفاة الأب لتتركهما وحدهما يواجهان القدر. في أحد محال بيع "الطيور"، بشارع "ايكي واسيف" وسط مدينة "تزنيت" المغربية، اتخذ الصغيران ركناً منه للنوم، بعد قضاء يوم كامل في الجري وراء كرة بلاستيكية، وهما يرتديان قمصان فريقيهما المفضلين "الرجاء والوداد". مقطع فيديو نشره موقع "تيزبريس"، أثار ردود أفعال واسعة في الشارع المغربي، حيث رصد خلاله معاناة الصغيرين من داخل المحل المذكور، إذ لم يكن أمام بائع الطيور، سوى التدخل لحمايتهما من التشرد. ويومَ الجمعة الماضي، تحرّكت الشرطة، وجرى نقله "هشام ومروان" إلى مفوضية الشرطة لتحرير محضر بهما، غير أنّ النيابة العامّة أمرتْ بإعادة الصبيين إلى الشارع. قرارُ النيابة العامّة، أثار ردود أفعال غاضبة في الشارع المغربي، بحسب الإعلامي محمد بوطعام، إذ أكد أنه كان على النيابة  إحالة الأطفال إلى مستشفى الحسن الأول بمدينة تيزنيت، بدلاً من إعادتهما للشارع في مكان يُعرّضهما لكلّ أنواع المخاطر الصحّية والجسديّة. ويضيف "بوطعام": "كان يتوحّب، بعد تحرير المحضر، أنْ تتم إحالة الطفلين إلى مؤسسة لرعاية الأطفال، وتتم إحالة أمهما التي تركتْهما في الشارع إلى القضاء"، موضحاً أن أم الصبيين  تركتهما عرضه للضياع والتشرد رغم حداثة سنهما. من جانبه، نفى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية أن تكون النيابة العامّة قد أمرت بإعادة الطفلين إلى الشارع، بعد أن كانا قد نقلا إلى مفوضية الأمن. واعتبر وكيل الملك، أنّ ما نشر حول موضوع الطفلين "لا أساس له من الصحة"، مشيرًا إلى أن أم الطفلين هي التي تقدمت إلى مصالح الشرطة معبرة عن رغبتها في التخلي عنهما نظرًا لسوء ظروفها الاجتماعية. وأوضح وكيل الملك، أنه عندما تقدمت السيدة بطلب التخلّي عن طفليها تم أمرها بالحضور مرة أخرى لسلوك مسطرة الإهمال، وذلك ما تم بالفعل، وتم إيداع الطفلين بالمستشفى الإقليمي وفق اللوائح القانونية التي تطبق في هذه الحالة. وأكدت مصادر مقربة من الواقعة، أن النيابة العامة بتزنيت قد أمرت بإعادة الطفلين إلى الشارع، إذ كانا يعيشان في سوق صغير في منطقة "إكى واسيف" بتزنيت، بعد أن نقلا إلى مفوضية الأمن، وهو ما خلَّف غضبَ الرأي العام بالمدينة، ودفعَ النيابة العامّة لاحقا إلى تدارك الأمر، خاصّة بعد انتشار قصّة الطفلين على نطاق واسع. وأوضح مصدر، وفقاً لموقع "هسبريس" المغربي، أن وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بتزنيت تلقى اتصالاً هاتفيًا من وزارة العدل والحريات، للاستفسار حول تفاصيل الموضوع، وذلك ما دفعه لنفي الأخبار التي تداولتها الصحافة بشأن إصداره أوامر بإعادة الطفلين إلى الشارع. من جانبه، قال الإعلامي محمد بوطعام، الذي صور مقطع الفيديو ونشره، أن الفيديو هو الذي جعل النيابة تتحرك ونقلت الطفلين إلى مفوضية الأمن، ثم فوجئ الجميع بعودة الطفلين للشارع مرة أخرى، لافتًا إلى أن "بلاغ وكيل الملك فيه تناقض، لأن أم الطفلين اختفت منذ فترة". "هذان الطفلان ليس لديهما من يهتم بهما، الجيران تعبوا، وأنا لا أتوفر في البيت على من يعتني بهما ويتكفل برعايتهما، فهم ينامون ويأكلون، ويمكثون في الشارع إلى آخر ساعات الليل"، هكذا شهدت امرأة بالمنطقة خلال مقطع فيديو.  وقال صاحب متجر ظل يعتني بهما، "إنّ الجيران جمعوا مالا وأجروا بيتا لأم الطفل لكنّها رفضت"، وذلك ما يؤكد كلام الإعلامي "بوطعام".