قبيلة الفور السودانية .. إرث وتاريخ ضارب في القدم
  • Posted on

قبيلة الفور السودانية .. إرث وتاريخ ضارب في القدم

تعد قبيلة "الفور" من أكبر القبائل التي تستوطن إقليم دارفور، أكبر الأقاليم في السودان من حيث المساحة والسكان، وهي قبيلة ذات إرث وتاريخ ضارب في القدم؛ إذ تأسس فيها العديد من الممالك والسلطنات، آخرها مملكة إسلامية عظيمة تسمى "سلطنة الفور"، تزامنت مع سلطنة "الفونج" في الجزء الشرقي من السودان، وقد حكم سلطنة الفور عدد من السلاطين العظماء، أبرزهم السلطان علي دينار، الذي أفرز له تاريخ السودان مساحة كبيرة، نسبةً لأفضاله وأعماله العديدة. تقوم المنظومة الاجتماعية عند الفور، بحسب حوار لأحد الباحثين السودانيين مع "سبوتنك"، على حزمة من القيم والمبادئ والأخلاق الإنسانية، التي تتوافق مع الطبيعة البشرية، وهذه القيم تضمنها قانون (دالي)، الذي ينظم الحياة عند الفور، وهو أول قانون عرفه الفور. ويؤمن الفور بالفأل الحسن، ويتمثل هذا في كل مظاهر مناسباتهم العديدة، ويعد اللَبن رمزًا لهذا العرف، إذ نجده حاضرًا في كل مناسباتهم الاجتماعية، حيث يرشونه على المولود الجديد وكذا العرسان، ومن مظاهر هذا الفأل أيضا أن الفور يسمون مواليدهم من الذكور في العادة بأسماء الأنبياء والإناث بالأسماء الإسلامية عمومًا، إذ لكل يوم من أيام الأسبوع اسم معين يسمون به المولود الذي ولد فيه. ويضيف: كل المناسبات تتم فيها قراءة القرآن الكريم التماسًا للبركة والحفظ، ويرتبط توقيت المناسبات الاجتماعية في العادة بانتهاء موسم الحصاد، ويحرصون على حفظه وتعلمه وتعليمه. وضربت النزاعات المسلحة الإقليم، في الفترة الأخيرة؛ نتيجة حروب أهلية وسياسية، وقد تأثرت كل قبائل الإقليم بهذه الحرب، إلا أن قبيلة الفور، كانت من أكثر القبائل تأثرًا بهذه النزاعات فتشرد العديد من السكان عن قراهم ونزحوا إلى معسكرات أقامتها الأمم المتحدة لإيوائهم، وهذا الوضع غيّر كثيرًا من طبيعة المنطقة وأحدث حالة من عدم استقرار في العديد من مناطق الإقليم بعد أن كان الفور مستقرين في قراهم، حيث عرفوا بأنهم قبائل تمتهن حرفة الزراعة.