في ألمانيا.. حافلات متنقلة لحماية المشردين من برد الشتاء القارس
  • Posted on

في ألمانيا.. حافلات متنقلة لحماية المشردين من برد الشتاء القارس

"ليلة في العراء قد تعني فقدان الحياة"، حملة أطلقتها مؤسسة خيرية في برلين، تهدف لمنع حدوث أية وفيات جراء الطقس البارد من خلال حافلات البرد المتنقلة لأماكن المشردين. وتقدم الحافلات لهؤلاء وجبة ومشروباً ساخنين، قبل نقله إلى أماكن إيواء مخصصة للطوارئ، أو منحه إذا رفض الانتقال، حقيبة للنوم وأغطية. وتجوب هذه الحافلات شوارع برلين في درجات حرارة تحت الصفر من الساعة التاسعة مساء الثالثة فجراً، بحثاً عن المشردين والمحتاجين إلى المساعدة، معتمدة في ذلك على مساعدات المواطنين في التبرعات، حيث تخصص حسابات بنكية تعرض أرقامها على موقعها الإلكتروني، وفي الإبلاغ عن أماكن المشردين. وانطلقت هذه الحملة قبل أكثر من 20 عاماً، بعد وفاة أحد المشردين جراء الطقس البارد عام 1994، حيث بحثت منظمات المجتمع المدني عن حل لتفادي الوفيات في الشتاء. وكشفت صحيفة "برلينر تسايتونج" الألمانية، نجاح الحملة في إنقاذ نحو 200 مشرد، فضلاً عن عشرات تلقوا مساعدات من أغطية وحقائب للنوم ومشروبات ووجبات ساخنة في أماكن تواجدهم. ويتزايد في هذه الأيام نشاط تلك الحافلات، حيث تتعرض دول عدة وسط وشرق أوروبا لموجة طقس سيء، خفضت درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، وأدت إلى تراكم الثلوج، وأودت بحياة ما لا يقل عن 39 شخصاً. ومن المعروف أنه لا يوجد تقدير دقيق لعدد المشردين في برلين، فضلاً عن "غياب أية سياسات فعالة يمكن أن تحل هذه المشكلة"، حسب صحيفة "برلينر تسايتونج"، التي ذكرت في تقرير نشرته يوم 7 يناير الجاري، أن الرابطة الاتحادية لرعاية المشردين تتحدث عن وجود نحو 40 ألف مشرد في ألمانيا، بينهم 7 آلاف، يمكن أن يكونوا في برلين وحدها. وتحاول حكومة برلين، هذا العام، تحسين أحوال المشردين عن طريق حزمة من الإجراءات، أبرزها، وفق الصحيفة نفسها، زيادة أماكن النوم في مراكز الطوارئ من 755 إلى 1000 سرير بنهاية مارس المقبل، والسعي إلى وضع نهاية لظاهرة التشرد عبر زيادة عدد المساكن المخصصة لإيواء المشردين إلى 2500.