روتانا - منة الله أشرف هل عانيت من قبل بوصمك بالبطيء والمتكاسل؟ لا تدع هذا يحزنك الآن، يكفي أن تعلم أن "ليوناردو دافنشي" استغرق 16 عامًا لرسم لوحة الجيوكاندا الشهيرة، وكما كتب في مذكراته كان أشهر فناني النهضة الإيطاليين على الإطلاق يظن نفسه فاشلًا! [readmore post_link="https://rotana.net/ضاعف-حسابك-البنكي-عن-طريق-التفكير-بلغة/" ] نظرة أخرى للتسويف: "أنت تسميه التسويف أنا أسميه التفكير"، هذه الجملة مقتبسة عن الكاتب المسرحي الحائز على جائزة الأوسكار "آرون سوركين"، يلخص هذا الاقتباس رؤية المبدعين لأنفسهم، فبدلًا من الانسياق وراء الصورة الذهنية عن التسويف بأنه بطء وتراخ وفشل، غالبًا يرى المبدع أنه وقت إضافي للتفكير، وتدلل على النظرة المغايرة للفشل إجابة العالم "توماس أديسون"، مخترع المصباح، عند سؤاله عن فشله 1000 مرة في اختراع المصباح، فأجاب: "أنا لم أفشل 1000 مرة، بل اكتشفت 1000 طريقة لا تؤدي إلى اختراع المصباح". [readmore post_link="https://rotana.net/لا-تنتظر-ناسا-إليك-طرق-جديدة-غير-باه/" ] كونك سبّاقاَ يجعلك مميزا.. خرافة "واربي باركر" شركة نظارات أمريكية تأسست عام 2010، مقرها الفضاء الإلكتروني، حيث تبيع الشركة منتجاتها عبر الإنترنت. بدأت الفكرة باجتماع 3 أصدقاء معًا وعقد النية على محاولة عرقلة الصناعة عن طريق بيع أشياء على الإنترنت، يروي "نيل بلومنثال" أحد مؤسسي الشركة تجربته في حوار مع مجلة "بيزنس إنسايدر" قائلًا: "انطلقنا بسرعة في البداية، وتباطأت سرعتنا في النهاية". [vod_video id="gTftpHm3E5lq1ww8qWkRGQ" autoplay="1"] هذا التصريح حث "آدم غرانت"، المختص في علم النفس التنظيمي، على دراسة الأشخاص "المبدعين" ليكشف في كتابه "الأصليين: كيف لغير الممتثلين أن يغيروا العالم" عن 3 عادات مميزة للأشخاص الأكثر إبداعًا، من ضمنها التسويف المعتدل. بين نية "واربي باركر" للانطلاق في مجال البيع الإلكتروني، وبين وقت التنفيذ، كان بالفعل عدد من الشركات الأخرى بدأت بتنفيذ هذه الفكرة، وهو ما نفى عنهم صفة الأسبقية. لكن مؤسسي الشركة الـ 3 قضوا كل ذلك الوقت في محاولة معرفة كيفية إقناع الناس بشراء النظارات عبر الإنترنت، ليحققوا نتائج أفضل من السابقين، وتنال الشركة في عام 2016 لقب "الشركة الأكثر ابتكاراً في العالم"، وبلغت قيمتها أكثر من مليار دولار. [readmore post_link="https://rotana.net/كيف-أسهم-الفلفل-الأسود-والكمون-والأرز/" ] يقول "غرانت": (اتضح أن "كونك سبّاقاَ يجعلك مميزاَ" مجرد خرافة). وأشار في كتابه إلى دراسة قديمة لما يزيد عن 50 نوعاً من المنتجات، تقارن بين الأوائل الذين اقتحموا السوق مبكراً وأولئك الذين قدّموا شيئاً مختلفاً وأفضل، وكانت النتائج أن الفئة الأولى كان معدل فشلها هو 47 %، مقارنة بـ8 % فقط بالنسبة للفئة الثانية. على سبيل المثال، هناك "فيسبوك"، انتظر مارك زوكربيرغ إلى أن تكوّنت لديه شبكة اجتماعية حتى بعد "ماي سبيس" و"فريندستر" و"جوجل"، انتظر لسنوات بعد "ألتافيستا" و"ياهو"، ليسبق الجميع بكونه موقع التواصل الاجتماعي الأشهر عالميًا. كانت خلاصة نتائج الدراسة أن تطوير فكرة شخص آخر أسهل بكثير من خلق شيء جديد من نقطة الصفر، فلكي تكون مبدعاً ليس عليك أن تكون الأول، يجب فقط أن تكون مختلفاً وأفضل. الشك: قد تتصور أن الشخص "المبدع" ليس لديه شك في منتجه وفيما يقدمه، هو واثق الخطى ومتأكد تمامًا مما يريد، الحقيقة أنه العكس تمامًا، فالشك هو ما يجعل المبدع "مبدعًا". هناك نوعان مختلفان من الشك، هناك شك ذاتي وشكُّ في الفكرة، الأول معيق ويُسبب الجمود، لكن الشك في الفكرة هو السر، فهو يحفز الشخص على الاختبار والتجربة والتحسين. فغالبًا المبدعون يتفادون القفز المفاجئ من الخطوة 3 إلى الخطوة 4، ما يجعلهم يعيدون التجربة مرارًا وتكرارًا ليصلوا إلى أفضل النتائج. علاقة جوجل كروم والإكسبلولر بإبداعك: بحسب موقع "ديلي ميل" البريطاني، أشارت دراسة أسترالية إلى أنه يمكن التنبؤ بأدائك الوظيفي والتزامك فقط من خلال معرفة متصفح الويب الذي تستخدمه..كيف؟ تفوق مستخدمو "فايرفكس" و"جوجل كروم" تفوقاً ملحوظاً على مستخدمي "إنترنت إكسبلورر" و"سفاري"، مع زيادة فرصة البقاء في وظائفهم بنسبة 15% أعلى أيضًا. كان متصفحو المجموعات الـ4 لديهم نفس سرعة الطباعة والمعرفة بعلم الحاسوب، لكن الأمر يتعلق بطريقة حصول المستخدم على المتصفّح. إذا كنت تستخدم "إنترنت إكسبلورر" أو "سفاري"، فأنت تقبل بالأمر الواقع والخيار الجاهز والأسهل، حيث أن المتصفحين مثبتان مسبقاً على جهاز الحاسب الآلي، أما إذا أردت فايرفوكس أو كروم، وجب عليك الشك والتساؤل: هل هناك خيار آخر؟ وتذهب أبعد من ذلك فتبحث وتقوم بتنزيل متصفح جديد. ونبه الباحثون إلى أن هذا لا يعني أن كل ما يجب عليك فعله لتحسين مردودية عملك، هو تغيير المتصفح الخاص بك، لكن الأمر متعلق بأن تكون شخصاً يتحلّى بالمبادرة والشكّ في الخيار المتاح والبحث عن خيار أفضل. [readmore post_link="https://rotana.net/فيديو-حلم-العيش-الأبدي-على-غرار-ترانسي/" ] الشك والفوجا دو: خاصية الشك في الفكرة تقودنا إلى ظاهرة "فوجا- دو"، وهي عكس ظاهرة "الديجا- فو". ما هي "الفوجا- دو"؟ "فوجا دو" هو عندما تنظر إلى شيء رأيته مرّات عديدة من قبل، لكنك فجأة تراه على نحو مختلف. هل شاهدتم فيلم "ملكة الثلج أو فروزن"؟ فيلم الرسوم المتحركة الناجح هو خير مثال على ذلك، فكما أخبرت كتابة السيناريو "جينيفر لي" في مقابلة مع برنامج "إنترتاينمنت ويكلي"، ظل السيناريو الأصلي للفيلم- كانت الشخصية الرئيسية "إلسا" ملكة شريرة- لم ينل فرصة للنشر لأكثر من 50 عامًا، حتى تساءلت وشكت في الفكرة فأعادت كتابة الفصل الأول، وغيّرت البطلة الشريرة إلى بطلة مُعذبة، فحاز "فروزن" على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم رسوم متحركة عام 2014. [readmore post_link="https://rotana.net/سر-العباقرة-قيمة-مشتركة-تجمع-أينشتاين/" ] إيلين موسك والخوف: لا يختلف اثنان على ذكاء ونجاح العالم "إيلين موسك"، ومع ذلك فـ "موسك" نفسه لم يتوقع نجاح "تيسلا" في البداية، كان متأكداً أن الإرسالات الأولى لـ "سبيس إكس" ستفشل في الوصول إلى المدار، ناهيك عن العودة، ولكن الأمر كان مهما جداً ويستحق المحاولة. المبدعون يشعرون بالخوف من الفشل أيضاً، لكن ما يميزهم عن البقية منّا هو أنهم يخافون أكثر من عدم المحاولة، وهناك مقولة شهيرة للممثلة الأمريكية لوسيل بول تقول: "الأفضل لي هو أن أندم على أشياء فعلتها، لا على أشياء لم أفعلها". ربما تكون لديك فكرة مهمة، لكنك لا تجرب حتى المحاولة، لكن تأكد أنه لن يتم الحكم عليك بناءً على أفكارك السيئة، فالعديد من الرواد في مجالهم جاءتهم أعظم أفكارهم وأكثر اقتراحاتهم أهمية كفكرة تبدو سيئة وفاشلة، ومجددًا فتوماس أديسون اخترع دمية ناطقة مرعبة أخافت الكبار قبل الصغار، لكن ربما أنت لا تعلم هذا. في النهاية، إذا شعرت بالذنب بسبب مماطلتك في إنجاز شيء ما، تذكر أنه ربما قدر معين من التسويف يجعلك أكثر إبداعًا، فالتسويف المعتدل أو بالرؤية الجديدة هو الوقت الإضافي للتفكير، والشك في الفكرة الذي يحفزك على تكرار التجربة والتوصل إلى أفضل النتائج، مع تقديم المنتج الأفضل الذي ليس بالضرورة أن يكون الأول، هي صفات قد تجعلك شخصًا ناجحًا يُضاف إلى قائمة المبدعين. [more_vid id="GkCnqfGpVTpbFx37SnHQ" title="وزير الثقافة والإعلام الأسبق: الراحل عبد الله الجفري من أهم من خدموا البلاد في المجال الإبداعي" autoplay="1"]