الأسرار القذرة لعالم الأزياء.. كيف جفف بنطالك الجينز بحر آرال وهدد حياة الملايين؟
  • Posted on

الأسرار القذرة لعالم الأزياء.. كيف جفف بنطالك الجينز بحر آرال وهدد حياة الملايين؟

روتانا - منة الله أشرف اليوم هي أراضي الشجيرات، وبالأمس كانت تُعرف باسم "بحر آرال"، وهو بحر داخلي يقع في آسيا الوسطى بين أوزبكستان جنوبا وكازاخستان شمالا، ودخل ضمن مواقع قائمة التراث العالمي في 2 فبراير 2012. الآن يمكنك رؤية الجمال منثورة في خصلات من العشب على الأفق الرملي المسطح، وإذا أمعنت النظر ستلتقط عيناك دليلًا تاريخيًا على وجود مسطح بحري يومًا ما هنا، دليل على المكان الذي عرفه جغرافيو العرب ببحر "خوارزم"، وأطلق عليه الروس في القرن السابع عشر اسم "البحر الأزرق"، والشاهد ليس سوى عدد من القوارب داخل مئات الأميال من الرمال. في أربعة عقود فقط، ما كان واحدا من أكبر مسطحات المياه الداخلية على الكرة الأرضية، تقلص إلى أكثر من ثلثي حجمه، وهي مساحة توزاي حجم أيرلندا، تاركًا وراءه رمالًا حارة. [readmore post_link="https://rotana.net/%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D8%A3%D8%AB%D8%A7%D8%B1-%D8%B6%D8%AC%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A8%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%B3/" ] والسبب؟ لدينا شهية لا تشبع لشراء الجينز الرخيص وزراعة القطن بأي ثمن، وهو ما برهن عليه التحقيق الاستقصائي لـ"ستايسي دوولي"، الذي يتحدث عن أزياء الجينز والعلامات التجارية التي خلفت أكبر الكوارث البيئية لتدمير الكوكب. كشفت "ستايسي" في التحقيق المذاع على هيئة الإذاعة البريطانية BBC باسم "الأسرار القذرة لعالم الأزياء" عن أن البريطانيين أنفقوا هذا العام 50 مليار جنيه إسترليني، على العلامات التجارية الرخيصة، موضحة أن هناك قلقا متزايدا حول مصدر هذه الأزياء. [vod_video id="XCW12rtzoNCwlDf6NDg" autoplay="1"] فعلى سبيل المثال تُستخدم ملايين الغالونات من المياه النظيفة، إما في زراعة القطن في جميع أنحاء العالم، أو بتلويثها بالمواد الكيميائية السامة المستخدمة في الأصباغ والتصنيع، الحقائق صارخة والأرقام لا تكذب، فلصناعة زوج واحد من الجينز الذي ترتديه الآن، يُستخدم 3400 غالون أو 15,500 لتر من الماء لزراعة ما يكفي من القطن من أجل بنطالك. وهذا ليس سوى جزء من القضية، لأن مشكلة التلوث في صناعة الأزياء أيضا خارجة عن السيطرة، فتقول "ستايسي" إن بعض المصانع المرتبطة بالعلامات التجارية المشهورة في الشوارع تُلقي المواد الكيميائية من إنتاج الملابس إلى نهر "سيتاروم" بـ إندونيسيا ما يهدد حياة الملايين. [readmore post_link="https://rotana.net/tv-articles/%D8%B5%D9%88%D8%B1-8-%D9%82%D8%B5%D8%B5-%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B5%D9%84%D8%AD-%D8%B3%D9%8A%D9%86%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%88%D9%87%D8%A7%D8%AA-%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%B3%D8%A9/" ] تقول "ستايسي" في الفيلم الوثائقي: "من المستحيل الآن النزول إلى الشوارع دون أن نُقصف بصور وعروض تستدرجنا إلى شراء الملابس الرخيصة، ولكن القليل من الجنيهات التي ننفقها ليست الكلفة الحقيقية". تتابع: "في مقابل هذه الجنيهات القليلة، هناك أشخاص يخسرون أرزاقهم، ويتكلف الملايين من الناس صحتهم، في الواقع يكلفنا هذا مستقبل الأرض، يجب أن يكون هناك شعور عالمي حقيقي بأنها مسألة تحتاج إلى معالجة سريعة". والواقع أن هناك زخما متزايدا بشأن هذه المسألة، حيث يعترف العديد من المسؤولين الآن بالحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، وفي الأسبوع الماضي، على سبيل المثال، كتبت لجنة التدقيق البيئي البرلمانية البريطانية إلى أكبر 10 متاجر لبيع الملابس في بريطانيا تطلب منهم الكشف عن بصمتهم البيئية، وهي مؤشر لقياس تأثير مجتمع معين على كوكب الأرض ونظمه الطبيعية، ويوضح مدى تأثيره وضرره على كوكب الأرض، يتم التوصل إلى هذه النتيجة من خلال مقارنة الاستهلاك للموارد الطبيعية مع قدرة الأرض على تجديدها. قالت "ماري كريغ"، رئيسة اللجنة: "إنستقرام يغذي بناء عقلية الأزياء السريعة المتغيرة، من جهة أخرى هناك سوق الأزياء الإيطالي الذي يركز على الأزياء الراقية التي تعيش مدة طويلة، فالأشخاص يركزون على الادخار من أجل شراء واحد أو اثنين من المعاطف التي تظل معهم للأبد، مثل معاطف (ماكس مارا)، دار أزياء إيطالية معروفة للملابس الجاهزة". وتضيف "كريغ": "من الشركات المعنية بالكشف عن بصمتهم البيئية هي: M&S، H&M، ماركس اند سبنسر، بريماك، نيكست، اركاديا، تي ك ماكس، تيسكو، J D الرياضة، ديبينهامس، فهم ينتجون المئات من خطوط الموضة الجديدة في السنة، وهو بالتأكيد ما يعود بمكاسب خيالية على الأسهم". [readmore post_link="https://rotana.net/tv-articles/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85-%D9%8A%D9%81%D8%B3%D8%B1-%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D8%AD%D8%B3%D9%85-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1%D9%83-%D8%B1%D8%BA%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE/" ] من الواضح في الفيلم الوثائقي أن مثل هذه الأزياء الرخيصة وقع ضررها الأكبر على منطقة آسيا الوسطى، باعتبارها مركزا رئيسيا لإنتاج القطن، وأصبح الأمر جليًا ويوازي خطورة البلاستيك على البيئة. قام منتجو القطن في أوزبكستان، سادس أكبر منتج للقطن في العالم، بتحويل المياه بعيدا عن بحر آرال إلى مزارع القطن العملاقة، مما أثر تأثيرا عميقا على معيشة المزارعين وصيادي الأسماك في كازاخستان المجاورة. [readmore post_link="https://rotana.net/tv-articles/%D9%83%D9%8F%D8%B1%D9%85-%D8%A3%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A7-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-35-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A7-%D8%A8%D9%8A%D8%AA%D8%B1%D9%88%D9%81/" ] اختفى البحر تقريبا وترك كميات هائلة من المواد الكيميائية في قاع البحر، أدت إلى تسمم الملايين من الناس والأراضي الزراعية. وكان لفقدان المياه أثر عميق علي المنطقة، وصلت درجة حرارة الصيف هذا العام إلى 45 درجة مئوية، ولم يعد هناك أشجار أو نباتات لوقف الرياح، وتأتي العواصف الترابية الضخمة في ثوان، مات نظام إيكولوجي بأكمله، وأُبيدت صناعة صيد الأسماك وفقد الآلاف وظائفهم، وبالتوزاي أصبح من الصعب زراعة المحاصيل من أجل علف الماشية. في الفيلم الوثائقي، تحاول "ستايسي" عبور ما كان يومًا مسطحًا مائيًا كبيرًا، وبدلًا من ذلك تواجه الجمال التي تسيدت المشهد وتصف الصورة التي التقطتها بقولها: "الصورة بألف كلمة، هنا عاش عشرات الآلاف من الأطنان من الأسماك، والآن هناك جمال". [vod_video id="https://rotana.net/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D8%A3%D9%85-%D8%AA%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D9%85%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%86%D9%81%D8%B5%D8%A7%D9%84-%D8%B1%D8%A3%D8%B3-%D8%A7%D8%A8/" autoplay="1"] تستطرد: "زراعة القطن تؤثر على كل شيء، البطالة، أزمات صحية عامة، تغير الطقس والمواسم، نحن نفهم ما فعله البلاستيك بالأرض، لا يكف الإعلام والحملات التوعوية البيئية عن إخبارنا بذلك، لكن هل تعلم أن القطن قادر على ذلك أيضًا؟ أنا لم يكن لدي أي فكرة". شهدت الأزمات الصحية زيادة في السكتات الدماغية وضغط الدم والسرطان في المجتمعات المحلية، ويُعتقد أنها مرتبطة بمبيدات الآفات السامة التي كانت ملقاة في الماء من قبل مصانع القطن، ومع انحسار المياه تحولت إلى رواسب على الأرض، تنتشر في الهواء بسبب الرياح العاتية. وفي الوقت نفسه، فإن المواد الكيميائية الملقية في نهر "سيتاروم" في إندونيسيا، والذي يعد بالفعل واحدًا من أكثر المجاري المائية تلوثا في العالم، تسبب دمارا مماثلا، وكان الجيش المحلي أمضى أشهرا في محاولة لمسح البحر من البلاستيك العائم أسفل النهر، المواد المسممة في النهر هي الزئبق والكادميوم والرصاص والزرنيخ. سافرت "ستايسي" على طول النهر لتكشف أن المصانع تُلقي نفاياتها في الليل، أو ضخها من خلال أنابيب تحت الأرض في النهر، والنتيجة؟ مياه ملونة متوهجة مشعة، وأمواج رغوية، ونقص أكسجين تسبب برائحة كريهة، وطيور ميتة وجرذان وخراب للعائلات المحلية الذين يعتمدون على المياه للشرب والاستحمام وغسل ملابسهم، وقد تاثر أكثر من 28 مليون شخص بالمياه الملوثة. من الصعب التفكير بأن الملابس التي ترتديها تسبب الكثير من الضرر وموت ملايين الأشخاص، هذه الصناعة بالفعل تمثل تهديدًا كبيرًا للبشرية ولكوكب الأرض. [more_vid id="X5f04SKUeP8CdATtzwd7g" title="خبيرة المظهر دارين الياور تعلق على موضة الجينز الممزق" autoplay="1"]