فقدان الأمان الوظيفي يُهدّد الموظف والمؤسسة
  • Posted on

فقدان الأمان الوظيفي يُهدّد الموظف والمؤسسة

العمل الناجح والمثمر يقوم على عدة أعمدة، وأحد هذه الأعمدة هو الأمان الوظيفي، الذي نفتقده تلك الأيام في أيّ مؤسسة ننضم إليها، ولن تتحقّق نسبة الإنتاج المرتفعة والممتازة إلا بإحساس الموظفين بأنّ هناك قدراً من الأمان بأنهم لن يتم الاستغناء عنهم بسهولة ودون سابق إنذار. بالإضافة إلى الخوف الدائم لدى الموظف من استغناء صاحب العمل عنه، فهناك أيضاً مشكلة أخرى لا تجعل الموظف يعطي نتائج إيجابية في عمله، ويضطر للبحث عن مهنة أخرى؛ وهي مشكلة تدني الأجر، فهناك بعض المؤسسات- وهي ليست بقليلة- تعتمد في نهجها على سياسة "الاستنزاف"، التي تقوم على أخذ أكبر طاقة وإنتاجية ممكنة من العامل أو الموظف دون إعطائه راتباً يناسب الجهد المبذول. وفي بعض الأحيان تخلق مشكلة تباين الأجور والأدوار الوظيفية حالة من الضيق لدى الموظف، فإذا كانت هناك شركة ما أو مؤسسة كبيرة، تجد أنّ العامل الذي يقضي طوال اليوم منهمكاً في العمل يتلقى أجراً أقل عشرات المرات عن المدير الذي يجلس في مكتبه دون أنْ يُحرِّك ساكناً، وأحياناً أخرى نجد أنّ ذلك المدير قد يكون لديه مؤهلات علمية وعملية أقلّ بكثير من العامل الذي يندرج تحته في الهيكل الإداري، كنتيجة حتمية للوساطة المتبعة في أغلب الدول العربية عند التقدم لشغل وظيفة معينة. أثبتت دراسة أمريكية أجريت مؤخراً أنّ القلق من فقدان العمل يترك آثاراً سلبية على صحة الفرد تعادل الأذى الذي تسببه أمراض مثل ارتفاع ضغط الدم وأضرار التدخين، ووجد الباحثون القائمون على الدراسة أنّ الإجهاد الناجم عن فقدان الأمن الوظيفي يمكن أنْ يكون مميتاً ويسبب حالات مرضية قد تقصّر العمر. وفي هذا السياق أوضح "الدكتور حسن الخولي- أستاذ علم الاجتماع" قائلاً: إنّ الأضرار التي قد تترتب على عدم الإحساس بالأمان الوظيفي هي: ـ التقصير في العمل. ـ عدم الإخلاص في اتباع أوامر الرؤساء. ـ الشعور بإهانة عند تلقي أوامر المديرين. ـ انعدام المعايير العامة للعلاقات المهنية. ـ الشعور الدائم بالظلم. ـ البحث دائماً عن عمل آخر لتفادي الخطر المادي الناتج عن الفصل. ـ اللجوء إلى تفريغ الطاقة السلبية في المنزل، ما يزيد من نسبة الطلاق والعنف الأسري. ونصح الخولي العمال والموظفين باختيار العمل المناسب لطبيعة المؤهّل الدراسي، والاتفاق على الأجر المناسب لطبيعة العمل والجهد المبذول، وعدم الصمت عند التعرّض لضغوط إضافية دون مقابل، والمطالبة بالحقوق مثلما يطالب صاحب العمل بالالتزامات.