علي العميم يواصل انتقاده لبرنامج "صحوة" وعدنان إبراهيم
  • Posted on

علي العميم يواصل انتقاده لبرنامج "صحوة" وعدنان إبراهيم

واصل الكاتب والباحث السعودي علي العميم، انتقاد مفهوم الصحوة لدى المفكر الإسلامي عدنان إبراهيم، في سلسلة مقالات يقدمها عبر صحيفة "عكاظ" السعودية، تحت عنوان: "خاشقجي وطارق السويدان والعودة بين يدي عدنان". واستعرض "علي العميم" مداخلة مصورة ومسجلة للكاتب جمال خاشقجي خلال إحدى حلقات برنامج "صحوة" بعنوان: "إلى أين أخذتنا الصحوة"، والتي أشار فيها إلى أن البعض يحجم ويظلم الصحوة، ويعتبرها قصة تتكرر دائما عن شاب كسر أسطوانته أو أحرق صوره القديمة، موضحا أن الصحوة كانت حركة إحياء ولا يمكن حصرها في تلك القصص، لأنها سبقت حركة جهيمان والثورة الإيرانية. وأضاف "خاشقجي"، أن الصحوة تضمنت عدة صحوات "صحوة تشدد، وإحياء، وعدالة، وصحوة تبحث عما بداخل الإسلام من قوة سياسية"، لافتا إلى أن البعض يحصرها في إطار "صحوة تشدد" فقط. وأبرز "خاشقجي" عدد من المجلات القديمة التي كان حريص على اقتنائها وخاصة مجلة "المسلم المعاصر" التي يعود تاريخها لعام 1976، وكان لها دور بارز في عملية إحياء الفكر الإسلامي. وعلق عدنان إبراهيم مشيرا إلى أهمية الحفاظ على التوازن لأنه لا يمكن أن نهيل التراب على كل تاريخ الصحوة، لأنها كان لها دور في إحداث نوعا من الانكسار أثر على المشروع الإصلاحي التجديدي الذي قاده مدرسة المنار ومحمد عبده. وتحدث "إبراهيم" عن مجلة "المسلم المعاصر" والتي أشار إلى أنها مجلة مهمة وبها أبحاث مميزة ولكن هذه الأبحاث لم تؤثر على الخط العام للجماعة ولا تفكيرها لأن "القلب في الهم ليس المسألة المعرفية والتجديدية، وإنما المسألة السياسية". وعلق "علي العميم" على ما وصفه خاشقجي بـ"خاطرة"، موضحا أنها مرافعة قائمة على مغالطة هزيلة، لأنه لا يمكن القول إن تاريخ الصحوة قد بدأ بعد حركة جهيمان والثورة الإيرانية، مضيفا أن الصحوة ظلمت مجتمعاتها والحكام العرب ولم تكن مظلومة، ذاكرا أن السادات وآل سعود أحسنوا إليها. وأكد أن مجلة "المسلم المعاصر" أنشئت بجهود مجموعة من الإخوان المسلمين القدامى الذين رأوا الضعف المعرفي والثقافي لدى الإخوان المسلمين، خاصة في فترة حسن البنا بعد قراءة أدبيات الجماعة الإسلامية بالهند، مضيفا أن هذه المجلة هي فكرة ولم تكن إحيائية بمعناها العام والخاص، وأن "البنا" لم يهتم لما رأوه ولم يمد يد العون لهم. وذكر "العميم" تاريخ مجلة "المسلم المعاصر" والتي أنشئت عام 1974 ببيروت، واهتمت بمناقشة بعض القضايا بلغة علمية وثقافية تتعارض مع لغة غالبية تيارها التي تنتمي إليها، وتضمنت تيارين، تيار يعبر عن اللغة المخالفة والآخر يتفق مع لغة التيار الإسلامي السائد وكان الأغلب يميل للتيار الأخير الذي كان عظيم الشأن بينما كان التيار الأول يضم أقلية وصغير الشأن. ووجهت هذه المجلة لفئة المثقفين العرب، وفقا لمقاييسهم وطرق تفكيرهم في كتابة الأبحاث والمقالات، بينما حرصت القيادات الإسلامية بحصرها في نطاق ضيق ينتمي لهذا الفكر وعدم نشرها بين أبناء الحركة وقصر ترويجها على المجلات والكتب المغالية والمتطرفة. وأشار إلى أن المجلات الإحيائية ليست لها علاقة بالحركة الإسلامية، مؤكدا أن هذه الحركة وقادتها ترأست فكر ضد التراث العربي، حتى يتمكنوا من تقديم روايات مختلفة عن روايتهم والتي تخص تاريخ الإسلام في عصوره المختلفة. وانتقل "العميم" للحديث عن طارق السويدان، ذاكرا إشادته بعدنان إبراهيم بعد افتتاح موقعه، والتي ذكر فيها عمق علمه الفلسفي والفكري، موضحا تعليق "السويدان" في أحد حواراته التلفزيونية التي أثنى من خلالها على شخصية "عدنان"، مشيرا إلى أنه عالم لا يشق له غبار، لأنه عميق وصاحب دليل وحجة وأنه يحترمه على المستوى الشخصي، لافتا إلى أنه لا يؤيد هجومه على الصحابه. ووصف "العميم" كلمات السويدان بـ"الغريب والعجيب" وذلك لأنه يتضمن أن عدنان إبراهيم عميق ولا يمكن مناقشته أو الاختلاف معه، كما انتقد تكرار وصفه بـ"العميق" لأنه يعبر عن تعطش وجوع لدى الصحويين لتواجد "عميق" ضمن صفوفهم الآن. وأضاف بأن هذه الكلمات تعرض الإسلاميين لمشكلة منهجية وأخلاقية وجب عليهم التفكير فيها لأنهم بذلوا جهودا لإعادة كتابة التاريخ الإسلامي، والذي كلل بإقرار طريقة كتابته في عدد من أقسام التاريخ في الجامعات العربية والإسلامية مؤكدا أن هذه الجهود قامت على إدانة طرق المؤرخين العرب المعاصرين، وأن تكون أبحاثهم كافية وبمثابة سد منيع لعدم قراءة كتب أولئك وذلك لأنها كتب مضللة لعقيدة المسلم. وأوضح أنه على الرغم من أن طرق عدنان إبراهيم في الكتابة تتناقض مع طرق كتابة أصحاب كتابة التاريخ الإسلامي، إلا أنه لا يلقى أي إقصاء أو إدانة، بل يجد بعض التحفظات الضعيفة، لافتا إلى التناقض الصارخ الذي يعتبره بمثابة "تضليلا عظيما" واصفا عدنان إبراهيم في مجال التاريخ "حكواتيا دينيا مغاليا" في طرق تقديم صور تاريخ الإسلام السياسي. ويعتبر "علي العميم" تحفظ "السويدان" بالهجوم على ما قاله عدنان عن الصحابة ومعاوية وعائشة، هو بمثابة تقديم نفسه في صورة "صبي" الفتوة، وأنه يرى أن السويدان استخف بأسماء سلفية في الكويت حين قال :"إنهم لو ناظروا عدنان إبراهيم لن يتمكنوا من الوقوف أمامه خمس دقائق" موضحا أنه بأي حق يحرمهم من نقده ومناقشته. واعترض "علي العميم" على ما يدعيه الشيخ سلمان العودة وهو أن ما يدفعه لذلك هو ما يتعرض له من استفزاز مشيرا إلى أن الكلمات "النابية" و"السوقية" هي منهج ومعجمه الجدالي وأن هذا هو رد فعله حتى إن لم يستفزه أحد، مشيدا بمقدرة الإعلامي عبدالله المديفر وشجاعته في مصارحة "العودة" بقبائحه وإدانته بأدب رفيع. وذكر أنه عندما سئل سلمان العودة عن عدنان إبراهيم، كان الجواب ذاته في كل المرات وكانت تتسم بـ "تقوية وحكموية"، لأن السؤال كان واضحا وهو "كيف تقيم شخصية عدنان إبراهيم؟"، وأن كلامه كان عام وفضفاض، وذلك عندما قال "إنه له ما له وعليه ما عليه وما عليه من وجهة نظره، أنه أخفق في كلامه عن الصحابة". إن السؤال الذي على الفئة التي هي معجبة بعدنان إبراهيم بسبب تيسيره الفقهي بإباحة سماع الغناء وفي مسائل أخرى أن تطرحه على الشيخ سلمان العودة: لماذا لم ينص في تحفظه السالف على مسألة إباحة الغناء؟ هل يفهم من هذا أنه أصبح يبيح سماع الغناء أم أنه ما زال كسابق عهده، يحرمه؟ ما قد لا تعلمه تلك الفئة أن الشيخ سلمان كان المحفز الأساسي لكتابة رده الشهير على الشيخ محمد الغزالي، هو تيسيرات الأخير الفقهية التي نافح عنها داخل تيار يغلب عليه الغلو والتشدد الديني، تيسيرات فقهية تتعلق بالمرأة، كإباحة كشف وجهها، وتوليها منصب رئاسة الدولة والوزارات والقضاء، وتتعلق بإباحة التصوير الفوتوغرافي وإباحة سماع الغناء. والقضية الأخيرة استسمح الشيخ سلمان العودة القارئ أن يسهب ويستطرد فيها تحت المسوغات التالية: أن قضية الغناء قد عمت بها البلوى عند كثير من الناس ووقعوا فيها. أن الشيخ الغزالي تناول من يقولون بتحريم الغناء بطريقة غريبة في هذا الموضوع. أن صحيفة (الشرق الأوسط) نشرت الجزء المتعلق بالغناء ضمن المقتطفات التي تنشرها من الكتاب. ولذلك أحدثت دوياً في أوساط الناس. واتصل مجموعة من الناس (ربما يقصد اتصلوا به وببعض مشايخ الصحوة) يتساءلون عن هذا الأمر. وأضاف أن كتاب الغزالي "السنة بين أهل الفقه وأهل الحديث", تضمن جمهورا جديدا من المتعلمين والبسطاء في العالم العربي وكان التشدد حينها في أقصى درجاته, موضحا أنه وجه في الأساس لـ "الصحوة", ومشايخه الجدد في السعودية، الذين قد حققوا إنجازات أبرزها رهن المرأة في خطابهم، وتحريم الفن بجميع أشكاله في المجتمع السعودي,  وقد أشعلت النيران على الغزالي ولم يهدئ سلمان إلا بعد رده عليه في كتاب وكاسيت.