عقار الثاليدوميد.. جيل مشوّه في الماضي.. وآخر محصن من السرطان مستقبلًا
  • Posted on

عقار الثاليدوميد.. جيل مشوّه في الماضي.. وآخر محصن من السرطان مستقبلًا

روتانا - دعاء رفعت بعد عقود من اكتشاف الأهوال التي تسبب بها "دواء الثاليدوميد" وخلق جيل كامل من الأطفال المشوهين جسدياً، لمع هذا القاتل في مختبر الدكتور "إيريك فيشر" في معهد "دانا فاربر" للسرطان في بوسطن، ليصبح أملًا جديدًا في علاج فعال لمرض السرطان مستقبلًا والتحصن منه. [readmore post_link="https://rotana.net/صحن-الشفاه-أغرب-عادة-لنساء-قبيلة-سور/" ] وفي تقرير نشره موقع "ديلي ميل" اليوم، قال "فيشر" إنه رغم اكتشاف الأطباء في الثمانينات من القرن الماضي إعادة تصميم الدواء لعلاج شكل من أشكال السرطان يعرف باسم "الورم النخاعي المتعدد" عن طريق وقف نمو الأوعية الدموية لتغذية الأورام؛ فإن العيوب الخلقية المخيفة الغامضة ظلت تشكل حاجزًا أمام استخدامه وتطوير المزيد من العقاقير ذات الصلة". [rotana_image_gallery rig_images_ids="633555,633556,633557"] "الثاليدوميد" من عقار قاتل إلى مستقبل خال من السرطان أشار "فيشر" إلى أنه يتم اليوم، داخل المختبر الخاص به إعادة صياغة دواء يعمل بنفس آلية "الثاليدوميد" ويمكن أن يكون له نفس فوائده في مكافحة السرطان؛ ولكن بدون التأثيرات الضارة، وهي عملية أطلق عليها اسم " تدهور البروتين المستهدف"؛ ولكن كيف لعقار تسبب في تشوهات جيل كامل أن يصبح علاجًا فعالًا لواحد من أكثر الأمراض خطورة! [vod_video id="T9xVrhznnphJLwnCaWJT8Q" autoplay="1"] ظل العالم لعقود لا يعرف ما هو السبب الحقيقي وراء تسبب "دواء الثاليدوميد" في ولادة الأطفال ذوي التشوهات الجسدية وخاصة عدم اكتمال نمو الأطراف، وحتى بعد منعه عام 1962؛ لكن علماء معهد "دانا فاربر" للسرطان اكتشفوا أن الدواء يتدخل في بروتينات النسخ التي يمكن أن تغلق جينًا حاسمًا لتطور الأطراف، وهو ما يمكن تطويره بشكل غير ضار للتحكم في الخلايا السرطانية في الجسم؛ ولكن المخاوف التي أثيرت حول هذا العقار كانت أطلقت شرارتها طبيبة صيدلانية اشتهرت بقضيتها ضد ترخيص هذا العقار الطبي. من هي "فرانسيس أولدهام كيلسي"؟ يرجع الفضل في إنقاذ أطفال العالم من هذا العقار الذي تسبب في تشوهات لعدد كبير منهم إلى "فرانسيس أولدهام كيلسي" وهي طبيبة وصيدلانية كندية ومراجعة لدى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، اشتهرت برفضها ترخيص دواء الثاليدوميد للاستعمال التجاري بسبب تخوفها من سلامته على المستخدم. ونجحت في إثبات صحة مخاوفها من خلال إثبات أن دواء الثاليدوميد يسبب عيوباً خلقيةً خطيرة، وتزامنت حياتها المهنية مع فترة إصدار قوانين لتعزيز رقابة إدارة الغذاء والدواء على الأدوية. تعد "فرانسيس" ثاني امرأة تمنح جائزة الرئيس للخدمة المدنية الفيدرالية المتميزة، والتي منحها إياها الرئيس الأمريكي "جون كينيدي". [rotana_image_gallery rig_images_ids="633551,633552,633553,633554"] ما الاكتشاف الذي توصل له مختبر "فيشر" حول "عقار الثاليدوميد"! يعد الجين الذي يعرف باسم "SALL4" هو صاحب الدور الأساسي في تطوير الأطراف أثناء الحمل، وفي مختبر "فيشر" اكتشف عدد من العلماء أن عقار "الثاليدومايد" يحتوي على بروتينات تتحكم في جينات معينة من ضمنها جين "SALL4". [readmore post_link="https://rotana.net/العثور-على-بقايا-سائح-التهمه-قرش-على-أح/" ] وبأثر رجعي، فإن دراسات تؤكد أن الأشخاص الذين وُلدوا بتشوهات خلقية لها علاقة بعدم نمو الأطراف كانت حالاتهم متشابهة بشكل لافت للنظر مع الأطفال الذين تأثروا بجرعات عقار "الثاليدوميد" أثناء فترة الحمل، فكانت العيوب الخلقية مماثلة تقريبًا لتلك الخاصة بأطفال الثاليدوميد. [rotana_image_gallery rig_images_ids="633548,633549,633550"] "الثاليدوميد".. عقار طبي خلّف جيلًا مشوهًا بأكمله ظهر "الثاليدوميد" لأول مرة في غرب ألمانيا عام 1957، وكان يوصف كنوع من العلاج من أجل القلق والأرق واضطراب المعدة والتوتر أثناء الحمل، ففي خمسينيات وستينيات القرن العشرين كان اسماً مألوفاً ومع انتشاره فقدت العديد من النساء حملهن أو أنجبن أطفالًا مصابين بأطراف مفقودة أو مشوهة، وولد جيل من الأطفال بلا أقدام أو أيد، وهناك ولادات أخرى كانت بأيد أو أرجل شبيهة بالزعانف وهي حالة تعرف باسم "فقمية الأطراف". مع الأعداد المتزايدة من الأطفال المولودين بتشوهات خلقية، أجرى الباحثون تجاربهم ليتأكدوا من مسؤولية "الثاليدوميد" عن هذه التشوهات، وأن ظهورها وارد حتى لو تعاطت السيدة الحامل هذا العقار لمرة واحدة في شهور الحمل الأولى؛ فتم حظر استخدامه عام 1962. في ألمانيا الغربية ولد ما بين 5 آلاف و7 آلاف طفل بسيقان وأذرع مشوهة، وفي المملكة المتحدة ولد ألفا طفل بأطراف مشوهة، ويقدر عدد أطفال "الثاليدومايد" في جميع أنحاء العالم بنحو 100 ألف طفل. [rotana_image_gallery rig_images_ids="633543,633544,633545,633546,633547"] فوائد قديمة للعقار القاتل يمنع "الثاليدوميد" نمو الأوعية الدموية الجديدة بجسم الإنسان؛ مما يسبب التشوهات الخلقية، فالأوعية الدموية الجديدة مهمة لنمو أطراف الأجنة؛ ولكن يعتقد العلماء أن العقار قد يكون مناسباً لعلاج الأورام السرطانية التي تحتاج دائماً لنمو أوعية دموية جديدة. [readmore post_link="https://rotana.net/صدرية-دوقة-ساسكس-تشعل-الأجواء-الاحتفا/" ] يلغي "الثاليدوميد" فاعلية عامل الورم النخري "ألفا" وهو بروتين يسبب الالتهابات والحمى ونقص الوزن وحالات مرضية أخرى، وتعمل على زيادة كثير من الأمراض مثل "الجذام والدرن والذئبة والأيدز" وأثبت العلماء نجاح هذا العقار القاتل في علاج كافة هذه الأمراض. [more_vid id="kvS7wyYvr7NBf6pEibtTw" title="في ذكرى وفاتها الـ56 .. هل كانت مارلين مونرو في علاقة غرامية مع هذا الرئيس الأمريكي!" autoplay="1"]