عادات تربوية تجعل طفلكِ اتكالياً
  • Posted on

عادات تربوية تجعل طفلكِ اتكالياً

يعتبر التواكل من أكثر المفاهيم السلبية شيوعاً بين الناس، حيث قد يعمد الفرد إلى التنصل من المسؤولية بل قد يلجأ أحياناً إلى تحميلها للآخرين وإلزامهم بها. بينما تكون تنشئة الطفل هي المؤشر الأساسي في تحديد السمات والملامح العامة لشخصيته في المستقبل، ويجعله منذ الصغر شخصاً عديم المسؤولية فيما بعد. وتشير إحدى الدراسات إلى أن التواكل لدى الأطفال من الأمور المكتسبة والتي قد تتحوّل مع الوقت إلى جزء لا ينفصل عن شخصيته، فهو يعمد إلى ذلك لجذب اهتمام الآخرين، الأمر الذي يشعره بالراحة النفسية في كثير من الأحوال. تقول هند جابر، ربة منزل، عن قلقها تجاه ابنها الأصغر الذي يسعى إلى تسخير الجميع لخدمته مستخدماً في ذلك أساليب الفكاهة والضحك. وتتفق معها نجوى محمد، مدرب حاسب آلي، بأن تعوّد الطفل على الاتكالية من الأمور التي تنهك الأم مستقبلاً. وتعقّب الأستاذة بسمة سليم، استشاري تنمية المهارات وتعديل السلوك بأن السلوك الاتكالي لدى الطفل ينتج في الأساس عن التدليل الزائد الذي يجعله لا يقدّر قيمة الأشياء من حوله. متابعة أن غريزة الأمومة قد تصوّر للأم أن استجابتها لجميع مطالب الطفل تعد نوعاً من الحنان والرفق، ولكنها في الواقع تجهل تماماً مدى خطورة ذلك على بناء الإطار العام لشخصيته. مشيرة إلى أن الطفل الذي يلجأ في العادة إلى الاعتماد على الآخرين في تنفيذ المهام المسندة إليه، يعتاد مع الوقت على سرعة التخلص من الأعباء والمسؤوليات من خلال إزاحتها إلى الغير. كما أضافت أن الطفل لديه قدر كافٍ من الذكاء يجعله يضمن أن هناك دائماً من هو مستعد لتحمل المسؤولية بدلاً عنه؛ مما يجعله شخصاً هشاً متواكلاً في المستقبل. محذرة من أن اعتماد الطفل على الوالدين في الكثير من الأمور يجعله عاجزاً عن التفكير وبناء التصورات، مما يجعله سلبياً لا يسعى للتطوير من ذاته وإمكاناته والارتقاء بها. مؤكدة بعض النصائح التي تفيد في هذا الشأن ومنها: - التعرف الجيد على سبب المشكلة؛ فقد يكون الطفل خجولاً بدرجة تمنعه من الاعتماد على نفسه. - تعزيز ثقته في نفسه من الأمور الهامة التي تجعله قادراً على مواجهة الآخرين، مما يدفعه إلى إثبات ذاته من خلال تصريف أموره بنفسه وعدم الاعتماد على الغير. - الصبر على الأطفال في إنجاز المهام المسندة إليهم، لأن التسرع ولجوء الأم مثلاً إلى أداء المهمة بنفسها توفيراً للوقت والجهد يعزز مفهوم التواكل بصورة أكبر في نفس الطفل. - يجب أن يهتم الوالدان بتقدير الأعمال التي يقوم بها الطفل؛ مما يعمل على رفع الحالة المعنوية لديه ويشجعه على المزيد من الإنجاز. وتعلّق الأستاذة سوزان سنبل، الأخصائية النفسية، في برنامج "سيدتي" المذاع على قناة روتانا خليجية، بأن شعور الأهل عادة بالتعاطف تجاه الأطفال يجعلهم ينصرفون عن اكتسابهم الإحساس بالمسؤولية. متابعة أن تحمّل المسؤولية يعتمد على غرس بعض القناعات في نفس الطفل منذ الصغر، مما يجعله يتبنى بعض العادات والسلوكيات الإيجابية التي تؤهله لتحمّل المسؤولية. مشيرة إلى أن البداية تكون بتعويد الطفل على تحمل مسؤولية ذاته وأغراضه الشخصية، وعدم الإنابة عنه في ذلك إلا في بعض الأوقات الاستثنائية، فمثلاً لابد من إلزام الطفل بترتيب غرفته وملابسه حتى تصبح عادة ثابتة لديه. موضحة أن حجم المهام المسندة إلى الطفل يجب أن يتناسب مع قدراته وإمكاناته؛ لأن تحميل الطفل فوق طاقته قد يدفعه تلقائياً إلى التملص من المسؤولية تماماً. مؤكدة أن الإفراط في الضغط على الطفل من جانب الأهل- وهم يعتقدون أن ذلك ينمّي حس المسؤولية لديه- يؤدي إلى نمو مشاعر التمرد ورفض الأمر الواقع لدى الطفل بسبب إحساسه بفقدان براءته وطفولته. ناصحة بأنه يجب على الطفل أن يرى نموذجاً حياً يقتدي به في تحمّل المسؤولية، فلا يتشدق الأهل ببعض الشعارات الزائفة أمام الأبناء ولا يطبقونها هم في الواقع، مما قد يؤدي إلى خلق التناقض في نفس الطفل.