روتانا- دعاء رفعت يعرف شعب "توداس" أو قبيلة "تودا" بحياتهم الخاصة على هضبة نيلجيري المنعزلة في جنوب الهند، وهم من أقدم الناس في البلاد، الذين عاشوا في هذه المنطقة بالذات لعدة قرون. ومنذ بداية القرن التاسع عشر، بدأت قبيلة تودا، أول اتصال مع الأوروبيين، وجذب هؤلاء الأشخاص وطريقة حياتهم البسيطة والمتقدمة في آن معا، اهتمام المؤرخين وعلماء الأنثروبولوجيا من جميع أنحاء العالم، فمن هم شعب توداس؟ من أين جاء شعب "توداس"؟ ورغم شهرة تلك القبيلة، فإن أصلها حتى الآن لا يزال موضع نقاش بين العلماء والباحثين، فيزعم البعض أن أسلافهم هم السومريون، ويعتقد البعض الآخر، أنهم مرتبطون بالقبارصة اليونانيين، والـ"تودا" أنفسهم، مقتنعون بأنهم يعيشون على تلال نيلجيري منذ الأيام الأولى لوجودهم، وهذا الادعاء الخاص بهم، يدعمه التشابه اللغوي مع المجموعات العرقية، الأخرى في جنوب الهند. [readmore post_link="https://rotana.net/tv-articles/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84%D8%A7%D9%82%D9%88%D9%86-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D9%85%D9%86-%D8%A5%D8%B1%D8%A7%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D8%B4%D9%82%D8%A7/" ] والمعروف والمثبت علميا أن المجتمع الرعوي في "توداس"، يتكون من حوالي 70 مستوطنة تعرف باسم "موند"، ويتألف كل منها من حوالي خمسة أكواخ نصف برميلية، مصنعة في الغالب من مواد طبيعية مثل: أعواد القصب والخيزران. بالإضافة إلى ذلك، كان كل "موند" لديه قطيع جاموس، وهو أمر مهم لتحقيق الرخاء، ويلعب دورا هاما في أسلوب حياة "تودا". ما قصة "توداس" مع الجاموس؟ عندما يتعلق الأمر بالدين، فإن كل "موند" له هيكل يسمح للكهنة أو رجال تودا، فقط بدخوله ومعالجته من قطعان الجاموس، كما أنهم يعتبرون الجاموس حيوانًا مقدسًا، ويؤمنون أن الله أوجد أولاً الجاموس، وجاء الإنسان في المرتبة الثانية، ويلعب الجاموس دورا كبيرا في معتقداتهم الدينية، وهو ما يفسر سبب استخدامه غالبًا في العديد من الاحتفالات والطقوس الدينية، بما في ذلك تقديمها كذبيحة للآلهة خلال الجنازات والاحتفالات. وعندما يفكر المرء في عدد الأشخاص الذين يعيشون في الهند اليوم، فمن الأصح أن نقول إن قبيلة "تودا"، ليست سوى جزء مجهري من ثقافات الهند المختلفة، لكن بالنسبة إلى تودا، فإن الثقافة والدين والعادات والموسيقى والفن وأسلوب الحياة، أمور فريدة من نوعها لديهم، وهذا هو بالضبط ما لفت انتباه علماء الأنثروبولوجيا الاجتماعية، الذين درسوا ثقافة وعادات هؤلاء الرعاة في العقود الماضية. لا يسمح لنساء "تودا" بالزواج من خارج القبيلة يعيش شعب "توداس" على ارتفاع أكثر من ستة أقدام، ويعتبر رجال "تودا" أنفسهم مهيمنين في المنطقة، ويبدو أنهم معترف بهم على هذا النحو من قبل الجيران، ورغم حقيقة أن شعب "تودا"، يتعاون مع القبائل الأخرى في المنطقة، فإنه لا يُسمح لنسائه بالزواج من رجل من خارج القبيلة. في الماضي، كان شعب الـ"تودا"، يمارس تعدد الأزواج من الأخوات، لكن في الآونة الأخيرة، عندما بدأوا التفاعل مع الآخرين بشكل متكرر، بدأت هذه الممارسة في التراجع، وكان يعرف تعدد الأزواج، أن رجل "تودا" يتزوج من جميع الأخوات في عائلة معينة ويعيش معهم في كوخ واحد. [readmore post_link="https://rotana.net/tv-articles/%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D8%B4%D8%AC%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D8%B0%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D9%83%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D9%87%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A7/" ] وأهم ما يميز قبيلة "تودا" هو حقيقة أن الأبوة البيولوجية أقل أهمية، وأن الشخص الذي يعلن نفسه الأب الاجتماعي للطفل يعتبر الأب الشرعي. وبحلول نهاية القرن العشرين، تم الاستيلاء على بعض أراضي المراعي في "تودا" من قبل الغرباء، الذين استخدموها في الزراعة، مع العلم أن قطعان الجاموس أمر حاسم لوجود شعب تودا، ويمكن للمرء أن يستنتج بسهولة أن هذا قد عرض مجتمع تودا وثقافته للخطر، حيث تقلصت قطعان الجاموس الشاسعة في المنطقة. [more_vid id="SpILN2k25jGr4bMfnirXxw" title="مورغان فريمان يحول مزرعة تبلغ مساحتها 124 فدانًا إلى ملاذ للنحل" autoplay="1"]