شبح «شلل الأطفال» يطلّ برأسه مجدداً
  • Posted on

شبح «شلل الأطفال» يطلّ برأسه مجدداً

على الرغم من النتائج المذهلة التي تحققت على مدار السنوات الماضية في مجال القضاء على مرض شلل الأطفال إلى الحد الذي أعلنت فيه الكثير من البلدان خلوها الكامل منه, إلا أن النتائج التي خرجت بها مؤخراً اللجنة العالمية لقواعد الطوارئ الصحية التابعة لمنظمة الصحة العالمية أشارت إلى انتشار عدد ليس بالقليل من مرض شلل الأطفال في عام 2014 في عدد من البلدان على رأسها سوريا وأفغانستان وغينيا الاستوائية وإثيوبيا والعراق وإسرائيل والصومال ونيجيريا. واعتبرت اللجنة أن هذه الدول أصبحت مصدراً للخطر المستمر في تصدير الفيروس. مؤكدة أن توسع انتشار الفيروس خلال العام 2014 يمثّل حدثاً غير عادي و خطراً على الصحة العامة، يتطلب تنسيق جهود مواجهة المرض على مستوى العالم.وقالت اللجنة "إن عدم التحكم في انتشار الفيروس سوف يؤدي إلى الفشل في اقتلاع أحد أخطر الأمراض التي يمكن وقفها باستخدام التطعيم". ولفتت المنظمة إلى أن المرض متوطن فقط في ثلاث دول هي باكستان وأفغانستان ونيجيريا. أما سوريا فقد خلت من الفيروس لمدة 14 عاماً ولكنه عاد إليها عبر باكستان. حول أسباب مرض شلل الأطفال وطرق علاجه والوقاية منه يقول الدكتور شريف بكير، استشاري طب الأطفال:"إن مرض شلل الأطفال هو مرض فيروسي شديد العدوى يغزو الجهاز العصبي، وهو كفيل بإحداث شلل جزئي أو تام في غضون وقت قليل من الزمن". مبيناً أن الفيروس ينتقل بصورة أكبر من شخص لآخر بصورة أكبر وأوسع عن طريق البراز وبطريقة أقل عن طريق الملوثات الأخرى, كالطعام الملوث والرذاذ الذي يخرج من الشخص المصاب... وغير ذلك. كما قال إن الأطفال الأقل من الخامسة هم الأكثر عرضة للإصابة، وإن شدة مرض شلل الأطفال تتراوح بين عدوى بسيطة تصيب بعض عضلات الجسم إلى عدوى شديدة يمكن أن يصاحبها شلل في أطراف جسم الطفل، وخاصة الأطراف السفلى. وأوضح أن أعراض المرض الأوّلية تتمثل في بدايتها في حمى خفيفة تستمر يوماً أو اثنين ثم تزيد حدتها، وكذلك الشعور بالتعب والصداع والتقيّؤ وتصلّب الرقبة. وأضاف: لا يوجد إلى الآن علاج لمرض شلل الأطفال وإنما العلاجات التي يتعاطاها الأطفال المصابون تساعد فقط على تخفيف الأعراض المصاحبة لمرض شلل الأطفال ومنع حدوث أي مضاعفات له. أما عن سبل الوقاية فيقول د.بكير: "لقاح الشلل الذي يعطى على دفعات متعددة يمكن أن يقي الطفل من المرض مدى الحياة"، مشيراً إلى أن هناك نوعين من "التطعيمات" وهما التطعيم بالفيروس الحي بعد إضعافه, وهو الأكثر انتشاراً فى الدول العربية, مؤكداً أنه قد تكون له مخاطر صحية خطيرة إذا لم يتم الالتزام بنسب الجرعات وتوقيتها. أما النوع الآخر فهو التطعيم الميت, والذى ينتشر بصورة أكبر في الدول الغربية, بجانب حقن نسبي بالفيروس الحي. وأكد أن لقاحات وتطعيمات مرض شلل الأطفال أثبتت فاعلية كبرى في العديد من الدول، حتى أعلن بعضها خلوها من المرض تماماً, معتبراً أن وجود تحذيرات بعودة انتشار المرض مرة أخرى يمثّل ناقوس خطر يتطلب تكاتف كافة الجهود من أجل محاصرة المرض, بزيادة جرع التطعيمات وتحديد بؤر العدوى والقضاء عليها.