تعتبر الشمس أمراً ضروريا لحياة البشر وغيرهم من المخلوقات على وجه الأرض، ولا يستطيع أحد أن يتصور حياته بدون ظهور ذلك القرص الأصفر كل صباح معلنا بداية يوم جديد وأمل جديد، وتعتبر الشمس المصدر الرئيسي للطاقة على الأرض. و يمكن تسخير الطاقة الشمسية بعدة طرق طبيعية وصناعية، فعملية التمثيل الضوئي تلتقط الطاقة من ضوء الشمس وتحولها إلى طاقة كيميائية، وهي من العمليات التي تجرى بشكل طبيعي على الأرض، ويمكن استخدام طاقة ضوء الشمس لتوليد الطاقة الكهربائية عن طريق التسخين المباشر أو تحويل الضوء إلى كهرباء باستخدام الخلايا الشمسية، كما أن الطاقة المخترنة في النفط وأنواع الوقود الأحفوري الأخرى كان مصدرها الأساسي هو تحول الطاقة الشمسية عن طريق التمثيل الضوئي في الماضي البعيد. ولكن بعض البقاع على الأرض محرومة من هذه الإطلالة المليئة بالدفء والأمل كل يوم، فبعض البقاع على المعمورة لا ترى الشمس طوال العام إلا ساعات معدودة، ومن هذه البقاع سيئة الحظ: جرينلاند: تعتبر جرينلاند من أكبر جزر العالم التي تقع بين منطقتي المحيط الأطلنطي والقطب الشمالي، وتتصف تلك الجزيرة بعدم رؤية الشمس نهائيا إلا في فترة معينة من العام، تحديدا ما بين أواخر شهر مايو إلى نهاية شهر يونيو فقط، ويطلق على تلك الظاهرة اسم " شمس منتصف الليل". السويد: السويد واحدة من تلك الدول الإسكندنافية، التي تعاني من ظاهرة "شمس منتصف الليل " أيضاً، في بعض الأماكن خلال فصل الصيف، إلا أنه في فصل الشتاء تعاني بعض المدن والمناطق من ظلام دامس لأوقات طويلة، بالإضافة إلى أن بعض المناطق لا ترى شمس مثل مدينة "أوميو"، والتي تغيب عنها الشمس خلال ساعات النهار ولا تزورها خلال فصل الشتاء. مورمانسك: مدينة مورمانسك هي إحدى المدن الروسية التي تقضي خلال العام ستة أشهر نهارا دون ليل، وستة أشهر ليلا دون نهار، ويصل عدد سكانها ما يقرب من ثلاث مئة ألف نسمة. أيسلندا: تقع أقصى شمال المحيط الأطلسي، على حدود الدائرة القطبية الشمالية، يطول فيها الليل شتاءً فيتجاوز أحياناً 20 ساعة، لتشرق شمس فقط 4 ساعات فقط، فيما يكون النهار طويلًا بها في الصيف، فلا تكاد أن تغرب الشمس حتى تشرق من جديد؛ لتصل ساعات النهار بصيف أيسلندا إلى 22 ساعة، وتصل ساعات الصيام للمسلمين هناك إلى 21 ساعة و50 دقيقة. ألاسكا: وصلت أقل درجات الحرارة في ألاسكا إلى واحد وستين درجة تحت الصفر في منطقة "تنانا"، ويقضي الناس هناك ستة أشهر ليلا وستة أشهر نهارا. فنلندا: تقع منطقة شمس منتصف الليل في شمالها، فيطول النهار في فصل الصيف، وتزداد أيام الشمس المتصلة كلما اقتربنا من القطب الشمالي، لتصل إلى شهرين ونصف تقريباً، وفي الشتاء توجد فترات مماثلة من الظلام، حيث تغيب شمس عن الشمال قرابة الشهرين، وفي أقصى شمال فنلندا تسطع الشمس دوماً لمدة 73 يوماً متتالية خلال الصيف، وتغيب تماماً لمدة 51 يوماً خلال فصل الشتاء. كندا: تقع كندا في الجهة الشمالية من قارة أمريكا الشمالية، وكما يوجد بها بعض الأماكن تظهر شمس فيها لمدة خمسين يوما متصلة، إلا أنه يوجد بعض الأماكن الأخرى مثل مدينة "إنوفيك" تغيب عنها الشمس تماما قرابة الثلاثين يوما. قرية فيجانيلا: قرية "فيجانيلا" تقع في إيطاليا، وتغيب عنها الشمس لمدة 6 أشهر، حيث توجد أسفل أحد الوديان العميقة، وتحدها من الجوانب جبال شاهقة الطول من كل الأطراف، فتغيب عنها شمس كل عام، من منتصف نوفمبر إلى أوائل فبراير، بسبب الجبال، فلا تحصل القرية على الشمس لمدة 83 يوماً في السنة. ولكن سكان القرية الصغيرة فكروا في حل علمي للحصول على ضوء الشمس في أيام الشتاء المظلمة، فاستخدموا مجموعة من المرايا الضخمة التي تساعدهم على عكس أشعة بشكل مباشر إلى الأسفل، وذلك عام 2006. قرية رجوكان: تلقى قرية رجوكان النرويجية نفس ظروف قرية فيجانيلا الإيطالية، حيث تقع وسط التلال والمرتفعات التي تحجب عنها الشمس فترات طويلة في العام، مما جعلهم يلجئون في عام 2013 ميلاديا إلى نفس الفكرة التي استخدمها أهل قرية فيجانيلا، وهي استخدام المرايات كبيرة الحجم التي تم تثبيتها على التلال التي تحيطها. الإسكيمو: تعتبر بلاد الإسكيمو مضرب المثل عند الحديث عن البرودة، وتظهر فيها لفترات قليلة في فصل الصيف حيث تشرق فيها الشمس طوال اليوم، بينما في قدوم فصل الشتاء تأتي فترات طويلة لا تشرق فيها نهائيا على مدار اليوم بأكمله، كما تتميز تلك البلاد بالبرودة الشديدة على مدار العام. [more_vid id="TdbnUo0Nwm73d04LAFmlQ" title="سنوات الضياع - الحلقة11" autoplay="1"]