سفر الزوج.. بين مسؤولية الأبناء وكسب الرزق
  • Posted on

سفر الزوج.. بين مسؤولية الأبناء وكسب الرزق

عادة ما نسمع عن المرأة الناجحة التي تتقلد أعلى المناصب، أو تحصل على الدرجات العلمية، أيضاً هناك المرأة القوية بل الأقوى على الإطلاق، وهي المرأة التي تتحمل مسؤولية وأعباء الأسرة في حال غياب الزوج.قد يضطر الزوج إلى السفر، سعياً منه نحو تحقيق مستوى ماديّ أفضل لأبنائه وتأمين مستقبلهم، ولعل الظروف المجتمعية والاقتصادية هي التي تدفع الرجل في الأساس نحو اتخاذ قرار الرحيل، تاركاً خليفته ونائبه في المنزل، وهي الزوجة، التي يسند إليها في تلك الحالة أصعب المهام، وهي إدارة شؤون الأسرة، إذ تُلقى المسؤولية على عاتقها وحدها.تقول "سلوى محمد- موجِّه أول اللغة العربية": كان بمثابة التحدي الأكبر في حياتي، حيث تعرّض زوجي لبعض الأزمات المالية التي دفعته نحو البحث عن فرصة عمل في إحدى الدول العربية، في بداية الأمر تكبّدت الكثير من المشاق فالجمع بين العمل والمنزل وتربية الأولاد ليس بالأمر السهل، لكن تدريجياً اعتدت على ذلك، ونجحت في إحداث التوازن بين الأمور جميعها.في حين ترفض "سارة إبراهيم– ربة منزل" الأمر قائلة: أعترض تماماً على فكرة سفر الزوج، لأنّ ذلك يؤدي إلى تفكك الأسرة، فالأب هو القائد، وبغيابه تفسد الأمور وتتخبط كل من الأم والأولاد، لأنّ هناك بعض المواقف التي لا تستطيع الأم وحدها مواجهتها، خاصة عندما يكبر الأبناء، حيث يزداد حجم المسؤولية وتتنوع المشكلات الخاصة بهم، لذا فوجود الأم والأب معاً يساوي أسرة ناجحة.ويعلّق على ذلك "أ. علاء العطار– الكاتب الصحافي بجريدة الأهرام العربي، المتخصّص في شؤون الأسرة" قائلاً: للأسف أصبح سفر الأزواج ضرورة تقتضيها الحياة، بل أصبح كالتجنيد الإجباريّ فترة إلزامية يقضيها الرجل في الخارج، ومن لم يسافر فيظل هذا الحلم يراوده حتى الممات، وفي خضم تلك الأحداث تدفع الزوجة ثمناً باهظاً أثناء سفر الزوج، فهي تصبح الأب، الحارس، المدرّس، المربّي، السائق ووزير المالية، فضلاً على الحرمان العاطفيّ الذي تتعرّض له لشهور طويلة من العام، كما أنها قد تعاني من فقدان السيطرة على أبنائها، وأسوأ ما في الأمر هو أنّ الأب خلال زيارته السنوية القصيرة يكون بمثابة رجل غريب ودخيل على الأسرة، فقد اعتاد الأبناء على نظام معيّن في غياب والدهم، وإذا حاول هو تغيير بعض الأمور أو انتقادها فيكون كلامه غير مقبول على الإطلاق.وعلى ذلك أنصح كلا الزوجين بأن يناقشا معاً قرار السفر، حيث إنه لا بد من دراسة كل الأبعاد على أكمل وجه، وإذا أتيحيت الفرصة للزوج أنْ يصطحب زوجته وأولاده للعيش معه فلا يجب التردد، حتى تصبح الأسرة صحيحة القوام متماسكة الأركان.