سعود الدوسري في ذمة الله .. مشواره شاق اختصره بـ "ابتسامة" .. واختتمه بـ "رسالة"
  • Posted on

سعود الدوسري في ذمة الله .. مشواره شاق اختصره بـ "ابتسامة" .. واختتمه بـ "رسالة"

فُجعت عائلة الإعلامي القدير سعود الدوسري و أسرة شبكة "روتانا" والوسط الإعلامي الخليجي والعربي أمس بوفاته بشكل مفاجئ بمقره في باريس حيث سافر قبل أيام لقضاء إجازته.حيث كشفت مواقع التواصل عن علاقة ودّ واحترام تجمعه بكافة زملائه الإعلاميين ممن كانوا مقربين منه أو تجمعهم به معرفة عمل فقط, حيث تصدر خبر وفاته كافة مواقع التواصل ولم تبق صحيفة إلا ونعته.الإعلامي "الدبلوماسي" كما يفضل الغالبية تلقيبه كان أحد أذكى الإعلاميين العرب وليس الخليجيين فقط, حيث ظلّ "مذيع صف أول" لسنوات طويلة وبرغم ذلك لم يكشف يوماً ولو معلومة واحدة عن حياته الشخصية, ومن هنا كانت جاذبيته كإعلامي والتي جعلت أهم المؤسسات الإعلامية تغازل قدراته طوال كل هذه السنوات فكانت له بصمة مميزة في أبرزها, سواءً على شاشاتها أو بين موظفيها من زملائه في كل مكان ممن نعوه أمس بحرقة.ولكن من هو سعود الدوسري؟ إعلامي شاب شقَّ طريقه في حقبة كانت هي الأصعب إعلامياً , وكان أحد أبرز الذين حملوا المذيع السعودي إلى الخارج , فظل لسنوات يتنقل من عاصمة عربية لأخرى أوروبية يمثل بلده خير تمثيل ويخلق لكل مذيع سعودي يخلفه أو يظهر بعده طريق مفروش بالتقدير والاحترام.عندما بدأ كمذيع أخبار من "إذاعة الرياض" أثار بصوته إعجاب أهم الإعلاميين بالرغم من أن عشقه كان الشعر والقصائد والفن , وبعد أن انتقل لعدة محطات مهمة وجد فرصته ليمارس شغفه الشعري فقدّم هذا النوع من البرامج الفنية لسنوات , ولكن عادت برامج الصباح لتخطفه من هذا الشغف مجدداً , فكان يقول: "برامج الصباح أهم ولكن برامج الشعر والفن أحب" , وظلّ لسنوات يحصد نجاحاً تلو الآخر من مؤسسة إعلامية مهمة لأخرى أكثر أهمية بين برامج فنية وأخرى حوارية منوعة حتى استقر بين أحضان "روتانا" , وبعد عدة برامج حوارية , جريئة, ومثيرة للجدل حصدت نسب مشاهدات عالية ختم مسيرته بالبرنامج الأهم والأبرز طوال هذا المشوار الطويل حيث تم تصنيفه كأحد أهم برامج موسم رمضان 2015 وهو برنامج "ليطمئن قلبي" والذي طرح خلاله مع الداعية و المفكر الدكتور عدنان ابراهيم وبجرأة موضوعات شائكة عن آفاق الحرية وعلاقة الجهاد بالتطرف وحقوق المرأة وجماعات الإسلام السياسي ومصادر التشريع وملفات متنوعة كثيرة جميعها قلبت الرأي العام ووضعته على صدارة خارطة المنافسة كما كان دائماً طوال سنوات مضت.في آخر حوار له معي والذي تم مصادفةً بالرياض قال: "أنا اليوم أقوم بواجبي , وأحقّق جزء من طموحي وتطلعاتي بشأن وطني و شبابه في هذه المرحلة بمشواري الإعلامي عبر هذا النوع من البرامج" وكان فخوراً بما قدمه وهو يبتسم أثناء استعراض شريط هذا المشوار على عجالة , ومن ثم تابع قائلاً: "الكم ليس مهماً بل الكيف ولطالما كنت راضياً وسعيداً ومستمتعاً , واليوم أنا أكثر رضا عن نفسي بما قدمت خلال السنوات الأخيرة" وختم حديثه معي قائلاً: "لم يكن الطريق سهلاً ولكن المشوار كان جميلاً بكل ما حمله من دروس وتجارب ونجاحات ومواقف".الدوسري صاحب الأخلاق العالية والروح الملائكية كما وصفه كل من عرفه , اختتم حياته برسالة مهمة تحمل بين طياتها إجابة لكل حائر كان يتساءل عن قدرته على عكس كل هذا التواضع والطيب برغم كل ما عايشه وعاشه من نجاحات وإغراءات, تلك الرسالة كانت باختصار "ليس مهماً أن يكون في جيبك القرآن بل المهم أن تكون في أخلاقك آية . منقول بتصرف" , وحقاً هكذا كان..