تاريخ طويل من الخلافات التي دامت لأكثر من 20 عاما بينه وبين النجم عادل إمام، أنهاها القدر برحيل الساحر محمود عبد العزيز، مساء السبت 12 نوفمبر الجاري، عن عمر ناهز 70 عاما بعد صراع مع المرض. لا شك أن النجمين، أثريا المكتبة الفنية العربية بتاريخ حافل من إبداعاتهما التي لا تنسى ولا تزال محفورة في ذاكرة الجمهور حتى اليوم، ولكن المنافسة بين النجمين والتي يبدو أن صانعها الأول كان منتجو الأعمال الفنية وليس هما، أشعلت الصراع بينهما حتى دام الخلاف كل هذه السنوات. بداية الخلاف بين النجمين، كان مسلسل "رأفت الهجان"، الذي أنتجت أولى أجزائه الثلاث في العام 1987، حيث كانا مرشحان لذات الدور ثم استقر الـمخرج الراحل يحيى العلـمي على "الساحر" لتقديم دور رأفت الهجان، وذلك رغم أن عادل إمام كان قد بدأ تحضير البروفات فعليا. وكان الخلاف الثاني في فيلم "الكيت كات"، ولكن لم يتحدث عنه أحد كون الفيلم لم يتم التحضير له بعد، حيث كشف المخرج داوود عبد السيد في حوار صحفي أجراه مع مجلة الشباب المصرية، في وقت سابق، أنه ظل يبحث عن منتج للعمل لمدة 5 سنوات، ولم يوافق أغلبهم على بناء حارة متكاملة لتصوير أحداث العمل، حيث كانوا يرغبون في تصوير الفيلم بأحد الاستوديوهات، ولكن أحد المنتجين أبدى موافقته على الإنتاج بشرط قيام الفنان عادل إمام ببطولة العمل، ولكن المخرج رفض حيث كان يرى النجم محمود عبد العزيز في ذهنه أثناء كتابته المعالجة السينمائية لرواية "مالك الحزين" التي كتبها إبراهيم أصلان. ورغم نجاح شركة "جود نيوز" للإنتاج السينمائي، في إذابة أعوام من تجمد العلاقة بين النجمين الكبيرين، بإقناعهما في الظهور معا لأول مرة على الشاشة الكبيرة في العام 2008 بعد مفاوضات استمرت نحو عام كامل في فيلم "حسن ومرقص"، إلا أن الخلاف اندلع للمرة الثالثة حول كاتب السيناريو الذي ستسند إليه كتابة الفيلم. عادل إمام كان لديه إصرار كبير على إسناد تأليف الفيلم للكاتب يوسف معاطي، بينما رفض محمود عبد العزيز ذلك خوفاً من أن يجامل "معاطي" عادل إمام في مساحة الأدوار, خاصة أنه هو المؤلف المفضل لعادل إمام، حيث رشح "الساحر" المؤلف وحيد حامد لكتابة الفيلم. ورغم التقاء النجمين احتفالا ببدء تصوير فيلـم "ليلة البيبي دول"، الذي قام ببطولته محمود عبد العزيز، إلا أنهما لـم يجتمعا إلا للحظات قليلة التقطا فيها عددا من الصور التذكارية ثم انشغل كلا منهما بالحديث إلى وسائل الإعلام. وبعد الوعكة الصحية الأخيرة التي تعرض لها "الساحر" مؤخرا، تناقلت وسائل الإعلام المصرية أنباءً حول محاولة "الزعيم" الاطمئنان على صحة محمود عبد العزيز وزيارته في اتصال هاتفي مع نجل الأخير، إلا أن منع الأطباء الزيارة عنه منذ اليوم الأول لدخوله المستشفى حال دون ذلك. وأثار "الزعيم"، تساؤلات الكثيرين صباح اليوم، بتغيبه عن حضور الجنازة، مكتفيا بحضور نجله المخرج رامي إمام نيابة عنه.