ستة شهور تنقذ إنريكي من الرحيل عن برشلونة
  • Posted on

ستة شهور تنقذ إنريكي من الرحيل عن برشلونة

ما من أحد أفضل من لويس إنريكي المدير الفني لفريق برشلونة الأسباني لكرة القدم ما يمكن أن تسببه الساحرة المستديرة من دوار وتغير هائل.وقبل ستة شهور فقط ، كان إنريكي في طريقه للرحيل عن النادي الكتالوني ولكن مع انتهاء الموسم المنقضي 2014 / 2015 أصبح استمرار إنريكي مع الفريق رغبة للجميع من لاعبين ومسؤولين بالنادي وأيضاً من جماهير وأنصار للفريق.ولهذا ، لم يكن غريبا أن يوقع النادي مع إنريكي تمديداً لعقده لمدة عام ليضمن استمراره مع الفريق حتى 2017 بدلاً من انتهاء العقد في منتصف 2016 .وشهد الموسم المنقضي اختباراً حقيقياً لإنريكي وأعصابه ولكن المدرب المتألق قدم أوراق اعتماده إلى الجماهير بإحراز الثلاثية (دوري وكأس أسبانيا ودوري أبطال أوروبا) لتكون الثلاثية الثانية في تاريخ النادي بعدما توج الفريق بالثلاثية الأولى في تاريخه قبل ستة أعوام تحت قيادة المدرب الأسبق جوسيب جوارديولا.وفي عام 2009 ، بدا أن تكرار هذه الثلاثية أمر صعب للغاية ولكن إنريكي قاد الفريق في 2015 إلى تحقيق الصعب بل إنه اجتاز في الطريق إلى هذه الثلاثية العديد من العقبات.وقبل ستة شهور فقط ، كان إنريكي في طريقه إلى الفشل الذريع مع برشلونة وسط مشاكل عديدة حاصرت الفريق آنذاك ولكن ستة شهور فقط كانت كافية لتحويل الموقف إلى النقيض تماما بالنسبة لبرشلونة ومدربه.وبعدما بدا برشلونة بقيادة إنريكي في طريقه للخروج من الموسم الحالي صفر اليدين ، توج الفريق بالثلاثية.وارتكب إنريكي 45/ عاما/ قليل الخبرة أفدح خطأ يمكن أن يقع فيه أي مدرب لبرشلونة وهو الدخول في مشكلة أو أزمة مع نجم الفريق الأرجنتيني ليونيل ميسي.وكانت بداية المشكلة عندما تأخر ميسي يوماً واحداً في عودته إلى برشلونة بعد قضاء عطلة أعياد الميلاد في الأرجنتين وعاقبه إنريكي بوضعه على مقاعد البدلاء في المباراة أمام ريال سوسييداد قبل أن يدفع به في الشوط الثاني ولكن الفريق خسر المباراة صفر / 1 ليتسع الفارق الذي يفصله عن ريال مدريد متصدر جدول الدوري الأسباني إلى أربع نقاط.وتردد أن مشادة حدثت بين ميسي وإنريكي داخل غرف تغيير الملابس عقب انتهاء المباراة وأن لاعبي الفريق تدخلوا لفض الاشتباك بينهما فيما طلب ميسي بعدها من جوسيب ماريا بارتوميو رئيس النادي إقالة إنريكي.ولكن بارتوميو لجأ إلى إقالة أندوني زوبيزاريتا مدير الكرة بالنادي والذي رشح إنريكي وكان سببا في التعاقد معه قبل بداية الموسم. وأغضبت هذه الإقالة إنريكي وكادت تؤدي إلى استقالته ، حسبما أكدت تقارير إعلامية.والحقيقة أن مشاكل إنريكي لم تكن قاصرة على علاقته بميسي وإنما كانت المشاكل سائدة بينه وعدد آخر من اللاعبين بسبب تعامله الفظ والذي يناقض التعامل الهادئ الذي اعتاده اللاعبون مع المدربين السابقين للفريق الأرجنتيني خيراردو مارتينو والأسبانيين تيتو فيلانوفا وجوسيب جوارديولا.ومع إنريكي ، وجد اللاعبون أنفسهم أمام مدرب صارم في إعطاء وتنفيذ التعليمات يرتدي نظارة سوداء ويبدو حريصا على أن يكون في بؤرة الاهتمام.وما زاد الوضع سوءاً خاصة بالنسبة لميسي أن إجابته على سؤال وجه إليه في آب/أغسطس الماضي عمن سيكون قائدا لبرشلونة كانت "أنا بالطبع. من غيري يمكنه أن يكون القائد ؟".وكان إنريكي لاعبا ناجحا ومتحمسا ومشهورا في صفوف برشلونة لمدة ثماني سنوات بعد رحيله المثير للجدل من ريال مدريد لدى انتهاء عقده مع الريال في 1996 .ولكن تجربته التدريبية لم تكن على نفس المستوى قبل توليه مسؤولية برشلونة وإن أدى إنريكي بشكل جيد في تدريب الفريق الثاني لبرشلونة في الفترة من 2008 و2011 حيث قدم للفريق الأول لاعبين شبان متميزين مثل سيرخيو بوسكيتس وبدرو رودريجيز.ولكنه لم يحقق النجاح بعدها مع فريق روما الإيطالي كما دخل في أزمة كبيرة مع قائد الفريق المخضرم فرانشيسكو توتي. كما تولى إنريكي بعد هذا تدريب فريق سلتا فيجو الذي احتل مركزا وسطا في جدول المسابقة.ولم يكن هذا بالتأكيد هو المسيرة المطلوبة للمدرب الذي يحتاجه برشلونة لإعادة الأمور إلى نصابها في الفريق بعد عامين من الإخفاق منذ رحيل جوارديولا عن تدريب الفريق.وذكرت إذاعة "راك 1" الكتالونية أن لويس إنريكي بدا في كانون ثان/يناير الماضي بلا مستقبل. وأوضحت "أقيل صديقه زوبيزاريتا. وبدا إنريكي محاصرا بالصراع الداخلي في الفريق. ولكن الأمور تحسنت سريعا وبشكل مفاجئ".وحقق الفريق الفوز في 31 من آخر 35 مباراة خاضها كما أحرز الثلاثي الهجومي للفريق المكون من الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار دا سيلفا والأوروجوياني لويس سواريز 122 هدفا في مختلف البطولات التي خاضها الفريق هذا الموسم.وذكرت القناة الثالثة بالتلفزيون الأسباني "لويس إنريكي لديه حنكة التعلم من أخطائه. منح الثلاثي الهجومي الحرية في اللعب كما يريدون ودعمهم بخط وسط مجتهد ودفاع صلد".وإضافة لهذا ، أدرك إنريكي أن أسلوب "تيكي تاكا" الذي يشتهر به برشلونة والذي يعتمد على التمريرات القصيرة لم يعد ممكنا مع تقدم صانعي اللعب تشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا في السن.ولهذا ، وجه إنريكي لاعبيه إلى الضغط على منافسيهم بسرعة من خال الهجمات المرتدة لدى استعادة الكرة من المنافس بدلا من تمرير الكرات الطولية والاستحواذ على الكرة والبطء في إعداد الهجمة وهي الأمور التي اعتادها اللاعبون تحت قيادة جوارديولا.كما يجتهد إنريكي كثيرا في تدريب لاعبيه على كيفية استغلال الكرات الثابتة وخاصة المدافعين جيرارد بيكيه وجيرمي ماتيو اللذين يحاولان استغلال الكرات القادمة من الضربات الحرة والركنية وتحويلها برأسهما في اتجاه المرمى.وذكرت القناة الثالثة بالتلفزيون الأسباني "التحول في هذا الفريق كان مدهشا.. في كانون ثان/يناير الماضي ، بدا وأن الفريق ضل طريقه" ولكن الفريق أحرز الثلاثية وأصبح إنريكي بطلا بعدما تراجع في نهاية الموسم عن سياسة المداورة التي اتبعها من قبل في اختيار عناصر التشكيلة فلم يدفع بأي من النجوم الثلاثة نيمار وسواريز وميسي إلى مقاعد البدلاء مثلما كان يفعل في أوقات سابقة من الموسم لمنح جميع اللاعبين فرصة للمشاركة في التشكيلة الأساسية.وعن موسمه الأول مع برشلونة ، قال إنريكي "إنني مقتنع تماما رغم أنه كان بإمكاني فعل بعض الأشياء بشكل أفضل. ولكن كان من الممكن أيضا أن أفعل بعض الأشياء بشكل أسوأ".وبينما مدّد برشلونة عقد إنريكي ، أقال ريال مدريد بالمدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي انهالت عليه عبارات الثناء والإشادة في نفس هذا التوقيت من العام الماضي بعدما توج مع الريال باللقب العاشر في بطولة دوري أبطال أوروبا.ونجح صبر إنريكي وصموده في مواجهة كل اللطمات في الوصول به إلى الإنجاز الذي أراده وهو الفوز بالثلاثية في موسمه الأول مع برشلونة ومن ثم تمديد عقده مع الفريق.