"زويل".. قصة العالم الذي قال: "لن أحصل على نوبل" فحصدها بجدارة
  • Posted on

"زويل".. قصة العالم الذي قال: "لن أحصل على نوبل" فحصدها بجدارة

في تلك الليلة التاريخية، استبدل القلق، بالنوم العميق، مع حرصه الدائم على أن تكون ليلته هادئة كالعادة لكي يتمكن من استكمال عمله في الصباح الباكر، بينما كانت زوجته قلقه للغاية وظلت ساهرة حتى الخامسة فجراً بتوقيت أمريكا لعلها تجد اسم زوجها الدكتور أحمد زويل ضمن الفائزين بنوبل لعام 1999. يشعر "زويل" فجأة بالقلق فيجد زوجته لا تزال ساهرة  فيقول لها بهدوء "اذهبي للنوم لم يتصل بنا أحد إلى الآن، لذلك لن أفوز بجائزة نوبل"، ثم عاد إلى فراشه لاستكمال نومه، ليدق جرس الهاتف فجأة، فتنتابه نوبة توتر وهو يرد على الهاتف، فيخبره سكرتير الأكاديمية السويدية للعلوم بفوزه بأرفع جائزة في مجال الكيمياء، ويطلب منه الاستمتاع بآخر 20 دقيقة من الهدوء في حياته قبل إعلان النتائج رسمياً. ويعد أحمد زويل أول عالم عربي يحصل على جائزة نوبل في الكيمياء، تاركاً بصمة علمية قوية تمثلت في أكثر من 350 بحثاً علمياً في مجال الأحياء الكيميائي. في حفل كبير بمدينة "هيوستن" الأمريكية  احتفالاً بحصوله على جائزة نوبل، اهتم بالحضور مع عائلته، وفي الطريق فوجئ بحشد من الجمهور يلوح له ويقف صفوف من الناس تحيط بسيارة "الليموزين" المكلفة بإيصاله لمكان الحفل، حيث بدا اهتمام الجمهور غريب بإنجاز علمي في مجال الكيمياء ليكتشف أن الجمهور بانتظار نجوم "هوليود" في حفل افتتاح ملهى ليلي، وبسبب السيارة اعتقدوا أن أحدهم قد وصل! "ذهبت إلى أمريكا لأني أرغب في العلم الحقيقي فلم أكن أعرف شيئاً عن الليزر الذي تم اكتشافه وأنا في الثانوية العامة، ولم أسمع حتى بجائزة نوبل من قبل، لكني على يقين بأن لدى أساس علمي قوي يحتاج لتطوير" هكذا وصف زويل غرضه من الرحلة إلى أمريكا، والتي كانت مجرد رحلة تعليمية يهدف بعدها للعودة إلى مصر. لم يفكر يفكر "زويل" في البداية بأن يراسل جامعات القمة الأمريكية إلا أن أستاذه أقنعه بإرسال أبحاثه لأفضل 10 جامعات في أمريكا، فإذا أعجبتهم سوف يتحملون تكاليف السفر والإقامة الخاصة به لإجراء مقابلة معه، وستكون فرصة للسياحة في أمريكا كلها، والمفاجأة كانت موافقة 8 جامعات على إجراء مقابلة معه فكانت رحلة سياحية وتعليمية لا تُنسى. "كان يملؤني الغرور فكنت الأول على دفعتي وشعرت بأني عملاق ومميز في أمريكا، لكن سرعان ما اكتشفت الحقيقة، عندما رأيت كم الأبحاث والدراسات التي لا أعلم عنها شيئاً" زويل متحدثاً عن اكتشافه لبحر العلم الغائب عنه.  رحل زويل وبقيت أعماله الخالدة، حيث أصبح رمزاً واسماً خالد في تاريخ العلوم العربية، بجوار ابن سيناء والخوارزمي وغيرهم من القامات التي ساهمت بعلمها في نفع البشرية، وذلك من باب "الفيمتو ثانية" التي استحق عليها "نوبل" بجدارة.