زواج الأجنبيات يحقّق للشباب العربي الحُسنَيَين: السفر والاستقرار
  • Posted on

زواج الأجنبيات يحقّق للشباب العربي الحُسنَيَين: السفر والاستقرار

في الوقت الذى تتفاقم فيه مشكلة العنوسة بمعدلات كبيرة في الكثير من بلدان الوطن العربي, نجد كثيراً من الشباب يسعون لتحقيق حلم طالما راودهم، وهو السفر للخارج والزواج من الأجنبيات. وأرجعت العديد من التحليلات الاجتماعية الظاهرة إلى كونها البديل الأكثر سهولة للشباب في ظل المغالاة في المهور والتكاليف الباهظة التي تفرضها بعض الأسر في البلدان العربية على الشاب المقبل على الزواج، والتي لا يستطيع تحملها؛ وخاصة إذا كان في مقتبل حياته العملية.وبحسب أحدث الدراسات فإن الإمارات تتصدر قائمة الدول العربية من حيث انتشار ظاهرة الزواج من أجنبيات، كما شهدت كل من مصر والسعودية ولبنان ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات الزواج من أجنبيات.حول هذه القضية استطلعنا آراء بعض الشباب:يقول باسم "29 عاماً" إنه يرغب في السفر إلى إحدى الدول الأوربية واستكمال دراسته هناك, معتبراً أن من أيسر الطرق التي تحقق له هذا الحلم دون مشكلات هي الزواج من أجنبية؛ حيث إن هذا الزواج يوفر الكثير من الوقت والمال, مؤكداً أنه يقتدي بشاب جار له كان يعمل في مجال الترجمة؛ حيث تزوج من فتاة ألمانية وسافر معها وحصل على الإقامة والجنسية، فضلاً عن فرصة عمل مرموقة.فيما يرى أحمد "33 عاماً" أن الزواج من أجنبية يحقق للشباب العديد من التطلعات بشكل عاجل وسريع هو حلم السفر والزواج والثراء السريع، مؤكدً أنه مدرك للعديد من المشكلات التي تنجم عن الزواج، ولكنه يرى أنها أقل وطأة من المشكلات التي يواجهها الشباب في العديد من البلدان العربية والتي منها البطالة وغلاء المهور والتي تمثل عقبة أمام الكثير من الشباب لتحقيق حلم الزواج. أما حلمي، 40 عاماً، مصري مقيم في إيطاليا ويعمل بها منذ أكثر من 10 سنوات فقد حرص على الزواج من مصرية بعد عام واحد من سفره, ولم يفكر في الزواج من إيطالية كغيره من العديد من الشباب الذين سافروا قبله حفاظاً على هوية أبنائه العربية، والإسلامية، وكذلك تجنباَ للدخول في مشكلات قضائية، مؤكدً أن هناك نماذج كثيرة للزواج من أجنبيات فشلت وانتهت بالطلاق وتركت مشكلات كبرى تشهدها ساحات المحاكم, سواء في داخل البلاد العربية أو خارجها.ويعقب الدكتور عبدالفتاح دبور، أستاذ التشريعات الاجتماعية بأن تصاعد ظاهرة زواج الأجنبيات فى العديد من البلدان العربية, يمكن تفسيره بأنه نوع من الهروب من واقع غير مرضٍ للكثير من الشباب إلى واقع آخر يرونه أكثر إرضاءً لطموحاتهم العاجلة, مؤكدً أن هذا التوجه ينطوي على العديد من السلبيات التي سرعان ما تتكشف للشاب، بمرور وقت قصير من الزواج، نظراً لاختلاف الثقافة والهوية والتي يرى أنها تزداد سوءاً في حال إنجاب أطفال.وأضاف: بجانب هذه المشكلات فإن تصاعد إقبال الشباب العربي على الزواج من أجنبيات من شأنه أن يفاقم واحدة من كبرى المشكلات الاجتماعية التي تعانيها الكثير من البلدان العربية وهي مشكلة العنوسة، معتبراً أن الحل الأمثل لمواجهة مساعي وتطلعات الشباب للسفر والزواج من الأجنبيات هو السعي لتحسين أوضاعهم المادية والاجتماعية، فضلاً عن ضرورة التخلص من الموروثاث الاجتماعية الخاطئة والتي تمثل سبباً مباشراً في الظاهرة مثل المغالاة في المهور.