رفيق سبيعي لـ "روتانا" : كل شيء تغير حتى النفوس تغيرت
  • Posted on

رفيق سبيعي لـ "روتانا" : كل شيء تغير حتى النفوس تغيرت

مرّ النجم رفيق سبيعي بثلاث مراحل مع شهر رمضان، أولها أيام الطفولة وما قبل الزواج، وثانيها مرحلة ما بعد الزواج، والثالثة مرحلة العصر الحديث الذي بات فيه كل شيء مفتوحاً كالأبواب على مصاريعها على حد تعبيره.وقال سبيعي في حديث رمضاني لروتانا إن صيامه بدأ منذ سنين عمره الأولى:" لا أتذكر بالضبط كم كان عمري وقتها.. لكنني كنت ملزماً بالصيام لكون الوالدين أخبرانا بأن الصيام فريضة وبأن الطفل يجب أن يتعلمها كي لا تكون صعبة عليه في السنوات اللاحقة".واستذكر أياماً في الثلاثينات كان يذهب فيها مع أبيه أو أمه وأحيانا مع الاثنين معاً، في شهر رمضان، إلى سوق الحميدية:" كان عمري ست أو سبع سنوات، وبدأت أعرف الفارق بين أيام رمضان وأيام السنة الأخرى.. في رمضان كنت أرى مأكولات خاصة لا تباع إلا في هذا الشهر، وتعرّفت في أيامه فقط على مشروبات خاصة به مثل العرقسوس والتمر هندي والماوردي".وأكد أنه في تلك المرحلة المبكرة وحتى وصل إلى سن العاشرة لم يفطر في أي يوم من أيام شهر الصوم إلا في حال المرض أو الأعذار الأخرى المسموح بها.أما المرحلة الثانية فهي بدخوله عالم الفن وزواجه في نفس الوقت، ويلخصها بالتالي:" كانت أياماً حميمة ووجدانية وفيها عودة للمنزل ولأحضان الأب والأم حين كنت أنا زوجتي نتوجه إلى بيت العائلة لتناول الإفطار، وكذلك النوم عندهم لتناول السحور، وإقامة كل الفروض والطقوس في البيت الذي خرجنا للحياة منه".وفي حالته كفنان في تلك المرحلة اعترف بالكثير من المصاعب واجهها في الشارع في مرحلة الخمسينات والستينات ويقول:" كان مؤلماً لنا كفنانين أن نظرة الشعب لنا نظرة دونية وغير محببة برغم اعتراف الشعب نفسه بنجوميتنا.. لكن عندما يرونني في شهر رمضان سيجزمون بأني مفطر، فقط، لأنني فنان.. كانت تلك مرحلة صعبة وطال الزمن كثيراً حتى تخلصنا منها إذ بات الشعب يعرف بأن الفن مهنة وموهبة لا تمنع الإنسان من عبادة الله".أما المرحلة الثالثة فأطلق عليها فنان الشعب اسم " مرحلة العصر الحديث" وعنها قال إنها كانت صعبة كثيراً.وفسّر صعوبتها بالتالي:" أصبحنا كباراً في السن ومخضرمين في وقت هجمت علينا تكنولوجيا لم نعرفها في مرحلة الشباب ولم نستطع استخدامها عندما جاءت... وفي هذه المرحلة سطع الشبان عبر هذه التكنولوجيا، فأصبحنا نرى شهر رمضان آخر على وسائل التواصل الاجتماعي في نفس توقيت رمضان الحقيقي".وأضاف:" كل شيء تغير، حتى نفوس الناس تغيرت بفعل هذه التكنولوجيا، ونحن، كجيل، مسبوقين في هذا الإطار... فما بالك إذا كنا ندعو للعودة بالحميمية إلى ما كانت عليه قبل خمسين أو سبعين عاماً؟؟!!.. بالتأكيد سيسخر منا أبناء الجيل الحالي".ويعرف رفيق سبيعي بشيخ كار الفنانين السوريين ويبلغ من العمر 85 عاما قضاها في خدمة الفن كمغني شعبي وممثل درامي وسينمائي ومسرحي، واشتهر باسم أبو صياح في ستينات وسبعينات القرن الماضي مع دريد لحام ( غوار الطوشي) ورفاق الدرب الذين رحلوا كنهاد قلعي وياسين بقوش وناجي جبر.