رحلة من موسكو إلى قلب الأورال لاستكشاف الأماكن التي ستستضيف نهائيات مونديال روسيا 2018
  • Posted on

رحلة من موسكو إلى قلب الأورال لاستكشاف الأماكن التي ستستضيف نهائيات مونديال روسيا 2018

يحمل فلاديمير ايليتش أوليانوف على عاتقه عبء إجراء عملية قلب مفتوح لكرة القدم الروسية، ولكن ليس وحده فخلف تمثال ضخم للزعيم لينين في موسكو يعمل مع عدد من العمال في تجديد ملعب لوشنيكي العملاق استعدادا لمونديال 2018.تقف الحفارات والرافعات في المكان الذي سيشهد خلال ثلاث سنوات من الآن، تحديدا في 15 تموز/ يوليو 2018 نهائي كأس العالم، بجانب أسياخ حديدية عملاقة في موقع الملعب الجديد بينما تبدو المدرجات القديمة كما لو كانت تعرضت للتفجير بالديناميت.ومن المقرر أن تشمل عملية التجديدات إنفاق استثمارات تقدر بنحو 660 مليون يورو على الاستاد الواقع بقلب موسكو، لكي يتمكن من استضافة مراسم افتتاح ونهائي البطولة. ويعد هذا المشروع مصدر فخر بالنسبة لمونديال روسيا المثير للجدل في امبراطورية الرئيس فلاديمير بوتين.من يرغب في تفهم الروح الكروية في زمن فضائح فساد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والأزمة الأوكرانية يجب عليه السفر إلى مدن غير العاصمة من تلك التي ستحتضن باقي فعاليات المونديال.وتعيش مقرات استضافة البطولة الـ11 حالة من حمى المونديال بداعي الفخر بشكل أكبر بكثير من الدول المرتبطة تاريخيا بكرة القدم مثل ألمانيا والبرازيل.وقال عمدة مدينة سوتشي، أناتول بايوموف "يوجد 35 مليون مواطن روسي مستعدون الآن لشراء التذكرة، المونديال يعد علامة فارقة في عقول وقلوب الناس".ويتوقع سياسيون آخرون وجود انعكاسات أخرى للمونديال من بينها التعريف بمعالم البلاد كما يقول فاليري شانزيف "لا أرغب أبدا في أن يسألوني بالخارج أين تقع نيجني نوفغورود ".ويعبر حاكم الاقليم، الذي يقطنه ثلاثة ملايين و300 ألف نسمة ويقع على بعد 400 كلم شرق موسكو، عن آمال الكثير من الأشخاص الذين يقطنون بعيدا عن المدن الكبرى مثل موسكو وسان بطرسبرج ويرغبون في أن تحظى بالاهتمام مثلها في الفترة من 14 حزيران/ يونيو إلى 15 تموز/ يوليو 2018.يظهر شعار كبير للمونديال معلقا فوق السور التاريخي لمدينة نيجني، ولكن لا يزال غير ممكن حتى الآن رؤية الكثير من الملعب باستثناء بعض الأعمدة الخراسانية.وكان النادي المحلي للمدينة في لعبة كرة السلة تمكن الدخول للصفوة الأوروبية حيث يقول نائب حاكم الاقليم ديمتري سفاتكوفسكي "لعبنا ضد ريال مدريد، وأتمنى أن يحدث مثل هذا الأمر أيضا في كرة القدم".تبدو هذه الأمنية لمواجهة ريال مدريد وكريستيانو رونالدو والصحبة أمرا بعيد المنال حاليا حيث أن نادي المدينة فولجا لا يزال يلعب في دوري الدرجة الثانية الروسي، لذا فإن السؤال المطروح حاليا هو كيف سيمتلئ ملعب بسعة 45 ألف متفرج بعد مونديال 2018 في ظل هذه الظروف.الأمور أسهل بالنسبة لفلاديمير ليونوف، فوزير الشباب والرياضة في جمهورية تتارستان يمكنه التباهي بمدينة رياضية مثل كازان التي احتضنت مونديال السباحة في عام 2015 وأيضا فريق روبن كازان الذي سبق له اللعب مع برشلونة في دوري الأبطال.وصرح ليونوف الذي يعتقد أنه يسعى لخلافة فيتالي موتكو في منصب وزير الرياضة الروسي "بكيت من الفرح حينما علمت أنه وقع الاختيار علينا لاحتضان مونديال 2018".ويتحدث ليونوف بإنجليزية صحيحة دون أخطاء ولكنه حينما يواجه أسئلة غير مريحة بخصوص انتقادات أوروبا واتهامات الفساد والعنصرية فإنه يضطر للهرب بأسلوبه حيث يقول "ليست من صلاحياتي الرد على هذا، انظروا حولكم يمكننا بدء المونديال غدا".ولكن الوضع ليس جيدا في كل أنحاء البلاد حيث أن خفض الميزانية الذي أمرت به الحكومة بقيمة تقترب من 500 مليون يورو يؤثر على الاستعدادات، كما لا تزال الأموال المخصصة للمونديال عند 10 مليارات و200 مليون يورو، بالرغم من أنه لا يزال هناك خبراء لديهم نفقات مرتفعة نسبيا.عزز فوز روسيا بتنظيم المونديال ودورة سوتشي للألعاب الشتوية ثقة الروس في أنفسهم لذا فإن سحب شرف تنظيم كأس العالم منهم سيعتبرونه بمثابة إهانة بالغة.يرد نائب عمدة اكاتيرمبرج، سيرجي توزين بنوع من السخرية على أسئلة محرجة لصحفي انجليزي "يجب عليك أن تتناول جعة ساخنة ضد برودك".وتشيد مدينة اكاتيرمبرج في أقصى شرق روسيا بجبال الأورال ملعبا موندياليا محاطا بأعمدة تاريخية، حيث ستكون سعته 23 ألف متفرج.وتعد المدينة التي شيدها بطرس الأكبر في القرن الـ18 والتي اغتيل فيها عام 1918 مع عائلة الامبراطور نيقولا الثاني مثالا على الاختيارات الروسية لمقرات المونديال التي تعرضت للانتقادات.ويمكن أن ينطبق الأمر نفسه على مدينة مثل كاليننجراد التي تحمل أهمية تاريخية وسياحية ولكنها كرويا تعاني من عيوب واضحة مقارنة بمدن أخرى مثل كراسنودار، والتي على الرغم من وجود فريقين لها في دوري الدرجة الأولى إلا أنه تم استبعادها، لأن بوتين وفقا للنقاد كان يفضل اختيار الأماكن المشهورة.وبإلقاء نظرة سريعة سيدرك المتابع للوضع في روسيا أن مدنا مثل نيجني نوفغورود وكاليننجراد وسوتشي وفولفوجراد ليس لديها فرق تنتمي للصفوة، وهو ما يعني أن أكثر من ثلث مقار مونديال 2018 ليست لها صلة قوية بكرة القدم.