تمشي بين أرجائها، فتشعر أنك عدت بالزمن لـ 9 آلاف عاما، إنها مدينة مدن الكهوف والحجارة، الموجودة في إيطاليا، واسمها الحقيقي "دي ساسي ماتيرا"، ويطلق عليها "ساسي"، وتعود المدينة بالفعل إلى العصر الحجري. جميع مساكن هذه المدينة على هيئة كهوف فقط، وهي من البلاد القليلة التي تحتفظ بطرازها المعماري حتى وقتنا هذا. وتقع في البلدة القديمة من مدينة ماتيرا في جنوب إيطاليا، بإقليم بازيليكاتا، ودخلت هذه المدينة إلى قائمة منظمة اليونيسكو. [foogallery id="308865"] كانت هذه المدينة الإيطالية موطنا لأكثر من 1000 كهف منحوت في الصخر، على حافة وادِ شديد الانحدار، بداخله ممر ضيق، صنعة نهر كان يمر في هذه المنطقة قديما. ويُعتقد أن كهوف المدينة التي كانت مسكنا لسكانها القدماء الأصليين هي أقدم المستوطنات البشرية في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وكان العلماء قد اكتشفوا في كهوف المدينة خلال البعثات الاستكشافية مجموعة متنوعة من التماثيل، العملات، السيراميك، والتي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، كان سكان المدينة قد استعملوها خلال القرون الماضية. المدينة تتكون من أكواخ حجرية صغيرة وجميلة، وراء كل منزل وكوخ قصة نضالية طويلة من أجل المياه والكهرباء وغيرها، واستمر النضال حتى بعد الحرب العالمية الثانية، وبدأ سكان الكهوف في الانتقال لمنازل حديثة، وترك الكهوف، حتى عام 1993 حين ضمتها اليونسكو لقائمتها، ومنذ ذلك الوقت تحولت المدينة إلى مطاعم وفنادق مريحة، وأصبحت من أشهر المعالم السياحية الموجودة في إيطاليا.