فيما تتصاعد الهجمات في العديد من الدول الغربية وعلى رأسها فرنسا، ضد زي السباحة الاسلامي المخصص للنساء أو كما يعرف بـ البوركيني ، يعلو صوت رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودود مدافعا وحيدا عنه. فبينما قررت بلديات فرنسية منع ارتداء البوركيني على شواطئها باعتباره رمز ديني، دافع ترودو خلال مؤتمر صحفي أمس الاثنين 22 آب أغسطس، عن الحريات الدينية التي تضمن حقَّ ارتدائه، معتبرا أنها رمزٌ لقبول الآخر في مجتمع منفتح. وقال ترودو المعروف بدفاعه عن التعددية الثقافية، إن القبول بشخص ما، يعني تقبّل حقه في الوجود لكن شرط أن لا يأتي ويسبب الكثير من الإزعاج لنا، داعيا إلى احترام حقوق الأفراد وخياراتهم وهو مبدأ "يجب أن يحتلَّ المقام الأول في خطاباتنا ونقاشاتنا العامة" حسب تعبيره. والبوركيني وهو زي سباحة مخصص للنساء، يغطي الجسم كله باستثناء الوجه والكفين والقدمين، مناسب للنساء المسلمات المحجبات اذ يتيح لهن السباحة أثناء ارتيادهن الشواطئ؛ لأنه يتكون من ثلاث قطع؛ قميص وسروال وغطاء للرأس. وخلال شهر آب أغسطس الجاري، رفضت إدارة مسبح في شمال مدينة مرسيليا الفرنسية طلبا لإقامة نزهة في المسبح لنساء يرتدين البوركيني، كما أيدت المحكمة الادارية قرارا يمنع ارتداء "البوركيني" على الشواطئ التابعة للبلديات. ودعا نواب كنديون إلى تطبيقها في أكبر المقاطعات الكندية مساحة، كيبيك، باسم مبدأ العلمانية، غير أن رئيس الوزراء ترودو قال خلال المؤتمر الصحفي "نعم بالتأكيد، هناك جدل كما هي الحال دائماً، والنقاشات ستتواصل .. في كندا يجب أن نذهب إلى ما هو أبعد من التسامح". وينسب البوركيني الذي ظهر عام 2003 إلى مصممة الأزياء الأسترالية اللبنانية عاهدة زناتي، وكان موجها آنذاك للسباحات كلباس بديل عن لباس السباحة المتداول البكيني، لكنه سرعان ما حصل على براءة اختراع وتحول إلى علامة تجارية تنتشر في مختلف الاسواق الاوروبية. في غضون ذلك، لجأ رجل الأعمال الجزائري الثري رشيد نكاز إلى طريقة أخرى للدفاع عن مرتديات هذا الزي، حيث قرر دفع الغرامات التي تفُرض على أي امرأة مسلمة في فرنسا لارتدائها البوركيني من أجل ضمان حريتهن في ارتداء هذه الملابس. وتواجه من تخالفن هذا الحظر غرامة مالية قدرها 150 يورو أو ما يعادل 205 دولار أو فرض واجبات الخدمة العامة عليهن.