«درب زبيدة» على موعد مع قائمة التراث باليونسكو
  • Posted on

«درب زبيدة» على موعد مع قائمة التراث باليونسكو

يعتبر "درب زبيدة" أحد أشهر الدروب التاريخية في المملكة العربية السعودية على الإطلاق، نظراً لما يحويه من معالم أثرية لا تزال باقية حتى الآن. الأمر الذي يؤهله للانضمام إلى قائمة التراث العالمي بمنظمة "اليونسكو" في الوقت القريب، وذلك ضمن 10 مواقع طلبت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تسجيلها بناءً على موافقة المقام السامي رقم 52984 وتاريخ 29 / 12 / 1435هـ. وسمّي "درب زبيدة" بذلك نسبة للسيدة زبيدة بنت جعفر، زوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد، وذلك نظراً للأعمال الخيرية التي قامت بها، إضافة إلى المحطات العديدة التي أمرت بإنشائها على امتداد الطريق. ويمتد درب زبيدة "طريق الحج الكوفي" من مدينة الكوفة في العراق مرورًا بشمال المملكة ووسطها وصولا إلى مكة المكرمة، ويبلغ طوله في أراضي المملكة أكثر من 1400 كم، حيث يمر بخمس مناطق في المملكة هي مناطق الحدود الشمالية، وحائل، والقصيم، والمدينة المنورة، ومكة المكرمة، وأدرج الدرب ضمن مشاريع برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة، الذي تنفذه الهيئة، وضمن مبادراتها في برنامج التحول الوطني. ويحظى الطريق بقيمة عالمية استثنائية لأنه يجسد فعلياً الأهمية الثقافية للتبادلات والحوار متعدد الأبعاد بين البلدان، وذلك من خلال جمعها للعديد من الحجاج المسلمين من مختلف الأعراق والأجناس والبقاع، ومن هنا تتشكل التبادلات الدينية والثقافية والعلمية بين الناس من مختلف بقاع الأرض، كما يبرز درب زبيدة تفاعل الحركة طوال الطريق من حيث المكان والوقت منذ عصور ما قبل الإسلام حتى نهاية الخلافة العباسية في القرن السابع الهجري/ 13 للميلاد. وقال عالم الآثار السعودي، البروفيسور سعد الراشد عن درب زبيدة إن مساره خطط بطريقة علمية وهندسية متقنة، حيث حددت اتجاهاته، وأقيمت على امتداده المحطات والمنازل والاستراحات، ورصفت أرضية الطريق بالحجارة في المناطق الرملية والموحلة، ونظف الطريق من الجلاميد الصخرية والعوائق في المناطق الوعرة والمرتفعات الجبلية. وأضاف: «زود الطريق بأسلوب هندسي ونظام دقيق بتوزيع المنشآت المائية من سدود وآبار وبرك وعيون وقنوات، ووضعت على مساره بطرق حسابية موزونة الأعلام والمنارات والأميال "أحجار المسافة" والضوى والمشاعل والمواقد، ليهتدي بها المسافرون ليلًا ونهارًا». وعلى الصعيد الأثري، أجرى الدكتور سعد الراشد دراسة موسعة وشاملة لطريق الكوفة- مكة "درب زبيدة"، وشملت الدراسة المواقع الأثرية على الطريق والمنشآت المائية وآثار الرصف والتمهيد ومواقع معالم الطريق. وعن نتائج هذه الدراسة، قال الدكتور "الراشد": «تم العثور على عدد من أحجار المسافة "الأميال المكتوبة" التي تحدد المسافات بقياس وحدات "البريد" و "الميل" و "الفرسخ"، وعثر على شواهد أثرية توضح إصلاحات الخليفة المهدي العباسي وأعمال الصيانة والتجديد التي تمت في عهد الخليفة المقتدر بالله، وتشكل الأعلام التي لا تزال آثارها باقية دلالة واضحة على تحديد مسار الطريق وفروعه». وبدوره، أوضح الدكتور حسين أبو الحسن المستشار بقطاع والمتاحف بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أن الهيئة أجرت مسحاً كاملاً لدرب زبيدة الأثري وترميم بعض معالم الطريق، وتأهيلها ضمن مشروع "طرق التجارة والحج القديمة بالمملكة". وأضاف: «درب زبيدة من المواقع التي حظيت باهتمام الهيئة منذ مدة طويلة، حيث بدأ بإجراء مسح كامل على معالم الطريق، ووضع خرائط له وأجريت العديد من الدراسات العلمية». وأردف: «الهيئة ممثلة في قطاع الآثار قامت بترميم بعض معالم الطريق، وتنفيذ أعمال بحثية علمية في بعض المواقع الرئيسة على درب زبيدة، ومنها أعمال التنقيب الأثري والترميم والتهيئة لموقع فيد الأثري في منطقة حائل الذي يعد محطة رئيسة على امتداد طريق درب زبيدة». وتابع: «قامت الهيئة بالتنسيق مع إمارة منطقة والهيئة العليا لتطوير منطقة حائل بإجراء تنقيبات أثرية وترميم للمعالم الأثرية المكتشفة، وتنظيف البرك وترميمها، وإيجاد ممرات للسيّاح داخل الموقع ووضع لوحات تعريفية». واختتم بالقول: «يجرى العمل على إنشاء متحف خاص بالموقع, وكل هذه الأعمال لا تزال تجري وفقا لاتفاقية موقعة بين هيئة السياحة وهيئة تطوير حائل». قد يعجبك أيضا: هياكل حجرية يتم اكتشافها في المملكة العربية السعودية: [vod_video id="tzOZwhGs6zjVBw8Mf592g" autoplay="1"]