قد ترتفع نسبة إصابة الإنسان ببعض الأمراض بعد بلوغه سن الأربعين، تلك المرحلة العمرية التي تسمى "منتصف العمر"، ومن بين ذلك احتمال الإصابة بمتلازمة شوغرن، وهو أحد الأمراض التي تسبب جفاف الفم والعيون بسبب وجود خلل في الغدد اللعابية، الدمعية والمخاطية. وتشير الأبحاث الطبية إلى أنّ النساء معرضات للإصابة بهذا المرض بنسبة أكبر من الرجال، كما أنه قد ترتفع نسبة الإصابة بهذا المرض بداية من العقد الرابع من العمر. أما عن أسباب الإصابة بمتلازمة شوغرن، فقد أشار القائمون على الدراسة بالآتي: - وجود خلل أو اضطراب في وظيفة الجهاز المناعي، ما يجعله يهاجم أنسجة الجسم المختلفة بدلاً من مهاجمة الجراثيم، وقد عجز العلماء عن معرفة التفسير الحقيقي لذلك. - أوضحت الدراسة أنّ العوامل الوراثية تلعب الدور الأكبر في حدوث هذا المرض. - الإصابة بالأمراض الروماتيزمية. محدّدة الأعراض الرئيسية لمتلازمة شوغرن، وهي: - تشقّق الشفتين. - صعوبة الكلام والبلع. - حكة واحمرار العين. - جفاف المهبل لدى النساء. - الشعور بالإجهاد. - تورّم الأطراف. مشيرة إلى بعض الإجراءات الوقائية، ومنها: - الحرص على ممارسة الرياضة يومياً. - الحصول على قسط من الراحة خلال فترة العمل. - تجنب الجلوس لفترات طويلة. - استخدام المراتب الصحية لضمان النوم في وضع آمن. - تجنب المجهود العضلي الذي قد يؤثر على المفاصل والأربطة. موضحة أنّ العلاج الدوائي هنا يهدف إلى تقليل الأعراض المصاحبة لهذا المرض، لأنه من الأمراض المزمنة، وتكون في معظمها الأدوية المضادة للالتهابات، والتي يتم استخدامها تحت الإشراف الطبي. وفي هذا الإطار يُعلّق "الدكتور علي الكاف- استشاري طب وجراحة العيون" في برنامج "سيدتي" المذاع على قناة روتانا خليجية قائلاً: متلازمة شوغرن مرض التهاب مزمن يؤدي إلى تلف الغدد، ما يؤدي إلى نقص الإفرازات المختلفة بالجسم كالدموع واللعاب. وأضاف: هناك بعض العوامل التي تسبب حدوث هذا المرض مثل: - العوامل الوراثية: إصابة أحد أفراد العائلة ببعض الأمراض المناعية قد يسبب الإصابة بمتلازمة شوغرن لدى أفراد الجيل التالي. - العوامل الهرمونية: قد يسبب الخلل في إفراز هرمون الأستروجين حدوث هذه الالتهابات. - العوامل الانتقالية: اختلاط دم الجنين مع دم الأم الحامل يؤدي إلى انتقال الأجسام المضادة من الأنسجة اللمفاوية لدى الجنين إلى جسم الأم، وهذا ما قد يفسر حدوث هذا المرض لدى النساء بعد سن الأربعين، أي بعد مرور سن الإنجاب. كما أشار إلى أنّ صعوبة العلاج تكمن في تأخّر التشخيص، وذلك بسبب أنّ الأعراض قد تتشابه مع العديد من الأمراض الأخرى، ما قد يدفع المريض إلى الحيرة وصعوبة تحديد المجال الطبي الذي ينبغي اللجوء إليه للاستشارة والعلاج. مؤكداً أنه لا يوجد علاج جذري لمتلازمة شوغرن، لكن يمكن اللجوء إلى بعض الأدوية التي تنظّم عمل الجهاز المناعي، تجنباً للمضاعفات الناتجة عن الإصابة بهذا المرض. رابط الفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=GqSWA-6vfUE