خدعوك فقالوا.. أكاذيب تركية تروج في المنطقة العربية
  • Posted on

خدعوك فقالوا.. أكاذيب تركية تروج في المنطقة العربية

تتباهى الأمم بتاريخها وحضارتها، مهما كانت عريقة أو حديثة، فالمهم أنه تاريخها الذي صنعته بنفسها، لكن أن تبني جزءًا من تاريخك على أكتاف الآخرين؛ لمجرد أنك كنت في يوم من الأيام تتولى أمرهم، فذلك هو الخداع بعينه! وهنا نصحح مفاهيم وتعريفات مغلوطة في نسبها، تتعلق بتاريخ أكلات، ومسميات، أو حتى من كانوا الأوائل في بعض الأمور، فالمهم أننا نعيد الشيء لأصله؛ لأنه لا يصح إلا الصحيح. وتعد تركيا مثالا بارزا في هذا السياق، في ظل ما رسخ في الأذهان، منذ عهد الدولة العثمانية، من أنهم أصحاب الصدارة، لكنها في الحقيقة صدارة مزيفة، لأن العرب هم الأصل، والباقين صور لا أكثر. ـ التعليم تروج تركيا إلى أن الأجداد العثمانيين، هم أول من اهتم بتدريس العلوم، لكن الحقيقة أن العرب هم الأبرع في هذه العلوم مثل: الكيمياء، خاصة في العراق. ولعل من الحقائق أيضا أن السلطان العثماني، عبد الحميد الثاني، ألغى تدريس مادة الكيمياء، لسبب يدعو للسخرية، وهو أن طلاب الكتاتيب في ذلك الوقت، كانوا يدرسون في الكيمياء تكوين الماء المعروف بـ"H2O"، وكانوا يتندرون على هذا التعريف بجملة "حميد الثاني صفر"، فغضب السلطان ومنع تدريس واحد من أهم فروع العلم. الكباب بينما يعتبر الكباب من أكثر الأطعمة المفضلة في الشرق الأوسط، يقال إن أصله تركي، لكن الحقيقة التاريخية تؤكد أنها أكلة يوناني، وانتشر مع دخول اليونانيين إلى مصر، على يدي الإسكندر الأكبر. ويعود أصل طهي اللحوم، على عصا أو سيخ، إلى عهود ما قبل التاريخ، أي قبل نحو مليون سنة، عندما بدأ البشر يطهون بالنار، حيث اكتشف علماء الحفريات في مدينة سانتوريني اليونانية، مجموعات حجرية مخصصة للشواء، كانت تستعمل في القرن الثامن قبل الميلاد، وكانت عبارة عن زوجين من قواعد الدعم للشواء، وبهما فتحات صغيرة في القاعدة تعمل على توصيل الأوكسجين للفحم، ليبقى مشتعلاً خلال الطهي. السياحة يقولون إن تركيا هي بلد الأمان للسياح، إلا أن الأرقام التي لا تكذب أبدا، تؤكد غير ذلك تماما، ففي عام واحد فقط شهدت تركيا 3494 جريمة، باستخدام السلاح الناري، نتج عنها إصابة 3529 شخصا، ومقتل 2187 شخصا، كما شهدت أكثر من 20 عملية إرهابية، أكثرها نجح في الوصول لأهدافه. كما أن السفر إلى تركيا أصبح بالفعل محاطا ببعض المخاطر، ففي الأشهر القليلة الماضية، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تحذيرا للمسافرين، ودعتهم إلى تجنب السفر لجنوب شرق تركيا، على وجه الخصوص، مع العلم بأن تركيا لا تزال سياحتها قائمة على الدعارة المرخصة من الحكومة، خاصة في البوسفور. القهوة يقولون أيضا إن تركيا بلد القهوة، والصحيح أن القهوة كانت في البداية، تؤكل مثل المكسرات، وذلك في إثيوبيا بالقرن الإفريقي، حيث اكتشفت القبائل هناك التأثير المنشط لحبوب البن، ما دفهم لتناولها، ثم بعد ذلك طوروها إلى مشروب. ولم تصل القهوة إلى البلاد العربية وباقي دول العالم، حتى ما قرب القرن الثالث عشر الميلادي، حيث انتقلت من إثيوبيا إلى اليمن وكانت الأولى في ذلك الوقت، تعرف في العالم العربي باسم بلاد الحبشة، وشاع استخدام هذا المشروب في اليمن، وأطلق عليه اسم القهوة، وكانت هذه الكلمة مستخدمة في اللغة العربية من قبل، وتطلق على نوع من الخمور. أقدم كتابة يدعي البعض أن أقدم كتابة ظهرت على وجه الأرض كانت في تركيا، "بكاتال هيوك"، والصحيح أن أقدم كتابة على وجه الأرض هي كتابة "تيفيناغ"، التي تعد أيضا أقدم كتابة لا تزال مستعملة، وهي كتابة الأمازيغ. ونجد أكثر من 1500 نقش صخري بالأحرف الليبية، (الليبيون هو الاسم القديم لسكان شمال إفريقيا) حيث يعود تاريخ أقدم نقش إلى 1300 سنة قبل الميلاد. السيدة مريم العذراء للترويج السياحي وكسب الملايين من الزائرين سنويا، ابتدعت تركيا قصة وهمية، تستند إلى رواية تاريخية ضعيفة، حول ما يسمى (بيت العذراء مريم) الذي يقع في حديقة الطبيعة بين مدينتي «أفسس» و«السلاجقة» التركيتين، وتقول الرواية إن هذا المبنى كان مقر إقامة مريم العذراء الأخير. والصحيح أن كل التعاليم العقائدية، التي يؤمن بها المسيحيون، ومن كتب التقليد والتاريخ الكنسي، تذكر قصة وفاة السيدة مريم العذراء، وتؤكد أنها ظلت بقية حياتها بمدينة القدس حتى موتها، وصعود جسدها للسماء بحسب الاعتقاد المسيحي، ولم تسافر أبدا إلى أفسس في تركيا. أصل البندق تروج تركيا إلى أنها أصل شجرة البندق، لكن الصحيح أن ثمر البندق يضم نحو 15 نوعًا بريًا، تنمو في معظم المناطق المعتدلة مناخيًا والواقعة شمالي خط الاستواء (في اليابان، الصين، منشوريا، والتبت وأوربا وأمريكا الشمالية، وشمالي إفريقيا)، ويعتقد أن موطنه الأصلي يقع في بعض مناطق آسيا الصغرى القريبة من البحر الأسود. اختراع الورق يقولون إن تركيا هي أول من اخترع الكتابة على ما يشبه الورق، وهو جلد العجل، لكن الصحيح أن المصريين هم أول من كتبوا على الورق، المصنوع من نبات البردي، واستخدمه عن طريقهم العالم ، وعندما امتنع المصريون عن تصدير ورق البردي، اضطر الأتراك للكتابة على جلد العجل.