حُفر الموت في "المدينة الغارقة بالدماء".. شاهد على غزو المغول لأوروبا
  • Posted on

حُفر الموت في "المدينة الغارقة بالدماء".. شاهد على غزو المغول لأوروبا

روتانا - أحمد المرسي لا شيء عجائبي أكثر من مشاهدة التاريخ حياً أمامنا بشواهده، حتى لو كان مأساوياً، ويحدثنا التاريخ عن الغزو المغولي لروسيا، وعن مذابح باتو خان في الروس في القرون الوسطى، ولكن عندما نشاهد هذه المعاناة بالعين فإن شعورنا بها يختلف. اكتشف العلماء حفرة مليئة بالجثث في مدينة "ياروسلافيل" شمال شرق موسكو وهي المدينة التي سميت "المدينة الغارقة بالدماء" لكثرة ما أريق فيها من الدماء أثناء الغزو المغولي لأوروبا في عام 1238. من بين الجثث التي بلغ عددها 300 جثة كان هناك أسرة كاملة من جدة وابنتها وحفيدها، وبتحليل الرفات المتبقية، تمكن العلماء من معرفة كيف كان هولاء الضحايا يعيشون، وكيف كانت لحظاتهم الأخيرة. الغزو المغولي لروسيا: بدأ غزو قبائل المغول لروسيا بقيادة "باتو خان" أحد أحفاد جنكيز خان سنة 1237 بغزو روسيا بجيش مكون من نحو 150 ألف إلى 200 ألف مقاتل، فاكتسح معظم المدن الروسية وخربها باستثناء "نوفغورود"، كما غزت القبيلة الذهبية التابعة لإمبراطورية المغول في القرن الثالث عشر "كييف" ودمرتها، ومن ثم توسع "باتو" إلى الغرب في أوروبا الشرقية، واتخذوا مدينة "سراي باتو" عاصمة، وعرفوا في هذه الأثناء بـ"التتار". المذابح المغولية: لم تسلم المدن الروسية من مذابح باتو خان، حيث قام بإحراق العديد من المدن التي واجهته، ودهست جيوشه الأبرياء، ولم تكن الإمارات الروسية تمد يد المساعدة لبعضها لبعض، الأمر الذي تسبب في حرق ريازان وسقوط مدينه فلاديمير ونهب موسكو، وقتل عدد كبير من السكن بل وحرق الكثير منهم أحياء، وأسر من تبقى منهم. حُفر الموت: كشف الحمض النووي لرفات الجثث في ياروسلافيل أن الأسرة المكتشفة والتي أثارت العلماء متشابهة، وقالت الأدلة إن الجدة كان عمرها وقت قتلت 55 عاماً على الأقل، وكان عمر ابنتها بين 30 و40 عاماً، ولم يكن الحفيد قد تجاوز 20 عاماً. كانت العائلة الصغيرة المنكوبة منذ 800 عام إحدى العائلات المنكوبة والتي وجدت جثثهم في 8 حُفر من حُفر الموت الجماعية في المدينة الغارقة في الدماء، وقال خبراء معهد الآثار الروسي إن الأدلة واضحة فملامح الجمجمة متشابهة، وأظهرت هياكلهم العظمية علامات على انشقاق العمود الفقري، وهو عيب خلقي وراثي ينتج من مشاكل في الحبل الشوكي. [rotana_image_gallery rig_images_ids="812516,812517,812518"] ماذا حدث؟ لم يكتف العلماء بالإشارة إلى إيجاد علاقة بين القتلى ولكن أيضاً كشفوا عن ما حدث، فبداية يقول الخبراء إن بقايا تسوس الأسنان التي تظهر على الضحايا تدل على أنهم كانوا أصحاب ثروة، أو من كبار المدينة، لأن النظام الغذائي لهم يشمل العسل والسكر، وهذا علامة على ارتفاع مكانتهم الاجتماعية. وقال العلماء إن هناك يرقات محفوظة في الرفات، وهو ما يعني أن الذباب وضع بيضه على الجثث، وهو ما يعني أن الجثث تركت لتتحلل في العراء لعدة أشهر قبل أن يتم دفنها، وقالت آسيا إنغوفاتوفا، رئيسة الحفريات في موقع ياروسلافيل ونائب مدير معهد الآثار بالأكاديمية الروسية للعلوم: "لقد قُتل هؤلاء الأشخاص، وبقيت جثثهم ملقاة في الثلج لفترة طويلة"، وأضافت: "في أبريل أو مايو، بدأ الذباب في التكاثر على البقايا، وفي أواخر مايو أو أوائل يونيو، تم دفنهم في حفرة عند منزلهم". كشف الحقيقة: يدافع الكثير من علماء التاريخ عن باتو خان، حيث قالوا إنه استحوذ على الأراضي في روسيا في سلام، إلا أن الأدلة الحديثة تعتبر دليلّا قاطعًا على بشاعة ما حدث في ياروسلافيل، حيث شوهدت علامات الوحشية في مئات الجثث المدفونة على عجل، وعظامها مثقوبة ومكسورة ومحترقة. وأضاف الفريق المكتشف أنه بحلول الوقت الذي تم فيه الغزاة المغول غزو ياروسلافيل، كانت حقًا "مدينة غارقة بالدماء"، وقد أصبح المصير الرهيب لسكانها أسطورة حقيقية. [more_vid id="KaS5yYLsbwDFlz3xx0anQ" title="هل يعود لوكي؟.. مارفل تطرح 32 ملصقًا جديدًا لـ أفينجرز نهاية اللعبة" autoplay="1"]