حب النفس بين الإيجابية و السلبية !
  • Posted on

حب النفس بين الإيجابية و السلبية !

حب الذات من أهم المبادئ الإنسانية التي تساعد الفرد في الإقبال على الحياة والتواصل البناء مع الآخرين، فلكي يكون الإنسان قادراً على العطاء لابد أن يشعر بالرضا والتصالح مع النفس أولاً. تشير بعض الدراسات إلى أن حب النفس هو أمر فطري يحرص عليه الإنسان بطبيعته، ولكن إذا زاد عن حده فإنه يتحول إلى حالة مرضية تسمى الأنانية، والتي تقوم على تعظيم الأنا، وهنا يغض الإنسان الطرف عمن حوله تماماً ويسعى إلى تحقيق مصالحه الشخصية فقط متجاهلاً الآخرين. وأوضحت الدراسة أن مفهوم "الأنا" أو الذات يحمل العديد من الصفات الحميدة والسيئة ولكن طغيان إحداها على الأخرى هو الذي يرسم السمات العامة لشخصية الإنسان. مؤكدة أن صفة الأنانية قد ترتبط ببعض الصفات المذمومة الأخرى مثل الكذب والحسد؛ فالشخص الذي لا يكترث بمصالح الآخرين قد يسعى إلى تحقيق أهدافه مستخدماً شتى الطرق حتى لو اضطر إلى هضم حقوق الغير. وتوضح الدكتورة سامية عبدالمجيد، استشاري تنمية المهارات وإدارة الذات، أن حب الإنسان لذاته يعني تقديرها ورعايتها من حيث الاهتمام والراحة مثلاً، فكل إنسان يحب نفسه ويفضلها عمن سواها، وهذا أمر طبيعي. مشيرة إلى أن مبالغة الإنسان في التصور في أن ذاته هي الأعلى دائماً قد تجرفه نحو الأنانية وحب التملك، مما يجعله لا يأخذ الآخرين في الحسبان، وعندما تسيطر الأنانية على الذات فإنها تدفع الإنسان إلى تجاوز العديد من القيم الأخلاقية وصولاً إلى أهدافه. مضيفة أن مفهوم الأنانية يرتبط بالانتهازية فقد يسعى الإنسان أحياناً إلى استغلال الآخرين فقط من أجل تحقيق منفعة شخصية، مما يقضي على قيم التعاون والتراحم بين الناس ويجعل العلاقات الإنسانية كأنها مصالح فقط. مؤكدة بعض الأمور التي يجب الالتفات إليها ومنها: - حب الذات يساعد الإنسان على الإبداع والتميز. - لابد من أن تحب نفسك حتى يمكنك تبادل الحب مع الآخرين. - حب الإنسان لذاته يجب ألا يصل لمرحلة الغرور والكبر، أي أن التواضع والاعتدال هما الأساس. - حبك لذاتك يساعدك على تنمية شعورك بالثقة في النفس. - تقدير الإنسان لذاته يشعره بالطمأنينة تجاه المجتمع، كما يساعده على احترام عقليته وقدراته. توضح الأستاذة هالة كاظم، المستشارة الأسرية، في برنامج سيدتي المذاع على قناة روتانا خليجية أنه يجب التفرقة بين المفاهيم المختلفة للأنا وهي: - الأنانية. - إنكار الذات. - حب الذات. مشيرة إلى أن الإنسان يجب أن يسعى إلى تحقيق التوازن بين اهتمامه بذاته والآخرين، فالسعي المطلق إلى إرضاء النفس يعد نوعاً من الأنانية، مثلاً إذا تأخر شخص ما عن موعد غير مكترث بأمر من ينتظرونه، فتلك اللامبالاة تجاه الآخرين تعد نوعاً أيضاً من الأنانية. كما أشارت إلى المفهوم الثاني وهو إنكار الذات حيث إن هناك الكثيرين وبخاصة المرأة تعيش دور الضحية في كثير من الأحيان، أي أنها تتفانى من أجل الآخرين فقط، ويعد ذلك من أنماط التفكير السلبي حيث إن إهمال الذات يؤثر على الجوانب النفسية والصحية للإنسان بمرور الوقت. مؤكدة أن خير الأمور هو المفهوم الثالث وهو حب الذات أي الرعاية الذاتية للنفس وهي تحقق التوازن والتوافق النفسي للإنسان، أي الموازنة بين الرغبات الشخصية ورغبات الآخرين.