جولة في مدينة اللآلئ .. كنوز يكشفها انسحاب المحيط
  • Posted on

جولة في مدينة اللآلئ .. كنوز يكشفها انسحاب المحيط

جميع النساء تعشقن رؤية اللؤلؤ فهو من الأحجار التي تسلب نظرهن، ولكن للؤلؤ جمالا آخر، عندما تراه في موطنه في مدينة بروم الاسترالية"مدينة اللآلئ". يمكن للسياح في مدينة بروم "مدينة اللآلئ" الواقعة غرب استراليا الاستمتاع بمناظر طبيعية خلابة؛ حيث أنها تعتبر واحدة من أجل مناطق اللآلئ في العالم، وبفضل حركات الجزر الكبيرة يظهر الكثير من قطع اللؤلؤ الرائعة، بالإضافة إلى التمتع بمنظر بديع للقمر أو الظاهرة، التي تعرف باسم "سُلم الحبل إلى القمر". وبينما اختلفت الشمس وراء الأفق، كان هناك مئات من السياح لا يزالون يجلسون على شاطئ المانغروف بمدينة بروم، يستمتعون بمشاهدة الغروب، وبعد فترة من الوقت بدأ القمر يظهر باللون الذهبي وسط الظلام الحالك، ويرمي بأشعته فوق سطح الماء المظلم. [foogallery id="307079"] وفي خلال دقائق معدودة لاحظ السياح الظاهرة البديعة؛ حيث تنعكس أشعة القمر على سطح الماء كأنها سُلم إلى القمر، ولا تبدو هذه الظاهرة إلا عندما يكون القمر بدرا في الفترة ما بين مايو وأكتوبر، عندما يكون الجَزر كبيرا؛ حيث يتراجع ارتفاع مياه البحر بما يصل إلى 13 مترا. وتعتبر عمليات المد والجزر في نصف الكرة الجنوبي بمثابة أكسير الحياة لمحار اللؤلؤ، والتي قد يصل حجمها إلى 30 سم بفضل توفر العديد من العناصر الغذائية، وبالتالي فإن اللؤلؤ يمتاز بأحجام كبيرة وقوة خاصة، وقد اشتهرت مدينة بروم باعتبارها مدينة اللآلئ في العالم. ومن خلال زيارة المتحف التاريخي بمدينة بروم يتعرف السياح على أن المدينة كانت حتى مطلع القرن توفر حوالي 80% من محار اللؤلؤ البحري "بينكتادا ماكسيما"، وكان يتم الاعتماد على حوالي 400 سفينة متخصصة لصيد اللؤلؤ حتى بداية الحرب العالمية الأولى، من أجل استخراج اللؤلؤ الثمين من المحار العملاق. شهرة عالمية واكتسب اللؤلؤ المستخرج من بروم شهرة عالمية لتزيين الأزرار وأدوات المائدة وقطع الحُلي والمجوهرات وأصبح يُطلب في جميع أنحاء العالم، ولا يزال بإمكان المرء شراء قطع اللؤلؤ الأسواق حاليا. ولم تبدأ زراعة اللؤلؤ في مدينة بروم إلا مع حلول حقبة الخمسينات من القرن المنصرم؛ حيث كان الغواصون يجمعون المحار العملاق من قاع البحر، من أجل نقله إلى مزارع المحار، والتي تم تجهيزها بنواة صغيرة، والتي تنمو ببطء لتصبح لؤلؤة كبيرة. أجمل اللآلئ في العالم للتعرف على المزيد من الحقائق التاريخية يسلك السياح درب التجول عبر المتحف التاريخي؛ حيث يمر هذا الدرب على الشاطئ ويشاهد السياح مجموعة من اللوحات والنصب التذكارية، ويصل مسار التجول بالسياح إلى متحف آخر صغير، وعلى مسافة بضعة أمتار يوجد غاليري معروض به أجمل اللآلئ في العالم، والتي يمكن الاستمتاع بمشاهدتها أو شراؤها. ودائما ما تتوقف الرحلة في بعض المناطق لالتقاط الصور الفوتوغرافية، مع الاستماع لشرح الفوائد الطبية للأزهار والفواكه والأوراق واللحاء وجذور النباتات المنتشرة في المنطقة. وبعد رحلة استمرت يومين ونصف يعود السياح إلى مدينة بروم؛ حيث يستعد السياح على متن السفينة "باسبالي الرابع" للانطلاق في الجولة القادمة، وتزخر هذه السفينة بالعديد من التجهيزات العصرية، وتوجهت إلى شاطئ 80 ميل في الجنوب، حيث كان يتم جمع المحار في الأوقات السابقة. وعندما تمتلئ خزانات التجميع بماء البحر، يتم نقل هذه البضائع الثمينة إلى مزارع المحار في الشمال، وهناك مئات الأميال من السواحل البرية غير المأهولة، والتي توفر أفضل ظروف لنمو اللؤلؤ، علاوة على أن المياه الصافية الرقراقة تضمن جودة استثنائية للؤلؤ، والذي يعتبر من أجمل وأجود أنواع اللؤلؤ في العالم، وخلال جولة الطيران بمحاذاة الساحل يشاهد السياح الألوان البديعة للرمال والشعاب المرجانية. [vod_video id="MEOzI4t55M5Sjiri24wHNw" autoplay="1"]