يبدو أن ولع الجمهور الأمريكي بمشاهدة أفلام الأكشن والإثارة ليس له حدود على الإطلاق، وقد استغلت شركة مارفل صاحبة الحقوق الحصرية لإنتاج أفلام الأبطال الخارقين هذه الميول لدى الجمهور لتقديم جزء ثان من سلسلة الرباعي الخارق أو " Fantastic Four "، بالرغم من أن الجزء الأول منها لم يحظ بدرجة الإقبال الجماهيري التي تشجع الشركة المنتجة للرهان على مشروع كهذا. تجدر الإشارة إلى أن فكرة تحويل قصة الكوميكس الناجحة لعمل على الشاشة، ترجع لعام 1986، حيث تم إنجاز فيلم بميزانية منخفضة من انتاج شركة كونستانتين فيلم بشراء حقوق العمل، ولكن النتيجة لم تكن مشجعة، وتراجعت باقي استديوهات هوليوود عن تقديم هذه الشخصيات مرة أخرى إلى أن كان عام 2004، حين قامت شركة فوكس للقرن العشرين بإبرام عقد توزيع بغرض إعادة انتاج هذه الشخصيات وقد رصدت لهذا المشروع ميزانية ضخمة، على أمل أن يقود النجاح المنشود لإنتاج سلسلة من عدة أجزاء. نجحت الشركتان في حصد إيرادات بلغت 619 مليون دولار، إلا أن الفيلم لم يصل إلى هدفه سواء على مستوى اعتماده كمشروع سلسلة من عدة أجزاء أو مستوى إقناع النقاد بقيمته الفنية، لذا تجدد فوكس محاولاتها مرة أخرى معتمدة في ذلك على المخرج الشاب جوش ترانك صاحب أفلام "كرونيكل" و"نقطة القتل". تدور فكرة الفيلم حول كيفية انتقال شخصيات الخارقين الأربعة عبر الفضاء إلى عالم آخر، حيث يكتسبون قدرات خارقة خاصة، يجب عليهم التكيف معها وتعلم كيفية الاستفادة منها لحماية البشرية على كوكب الأرض ضد تهديد كوني من عدو مشترك. وقع اختيار الشركة المنتجة على فريق عمل من الشباب الواعد للعمل تحت قيادة ترانك، بدءا من السيد الخارق مايلز تيللر، الذي اشتهر عام 2010، بفضل دوره المتميز أمام نيكول كيدمان في فيلم "جحر الأرنب"، لتتوالى أعماله الناجحة من بعدها. تشاركه بطولة الفيلم النجمة كيت مارا، التي تألقت بقوة في الموسم الأول من المسلسل التليفزيوني الناجح "منزل من أوراق الكوتشينة"، وتواصل مارا /32 عاما/ تألقها من خلال هذا العمل بتجسيد شخصية المرأة الخفية، ويكمل باقي أعضاء الفريق كلا من مايكل بي جوردان في دور رجل النار، وجيمي بيل في دور مولي، حيث يقدمون جرعة جديدة من الأكشن والإثارة يتوقع لها الكثيرون من صناع السينما في هوليوود أن تستمر لفترة طويلة. تجدر الإشارة إلى أن اختيار جوردان لأداء هذا الدور أثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب أصوله الأفريقية، نظرا لأنه كان في الأصل دور شاب أبيض أزرق العينين في القصة الأصلية. بالرغم من ذلك رأى مؤلف القصة العبقري الأسطوري ستان لي أن قرار ترانك كان الأصوب والأنسب للدور "إنه قرار أكثر من ممتاز. اعتقد أنها فكرة عظيمة"، هكذا علق لي على الأمر. ومن المتوقع أن يكون الدور بمثابة نقلة كبيرة في مشوار الشاب ذو الثمان والعشرين ربيعا والمولود في سانتا آنا، وكذلك الحال بالنسبة لتيللر، والذي أهله نجاح فيلمه " Whiplash " الحائز على خمس ترشيحات للأوسكار عام 2014 للدخول بقوة إلى عالم الأبطال الخارقين المربح. يؤكد تيللر أن أهم سببين دفعاه لقبول دوره في الفيلم هما وجود مخرج مثل جوش ترانك على رأس فريق العمل، والذي يحترم عمله جدا منذ بدايات أفلامه، أما العامل الثاني فيرجع إلى أن الفيلم بطولة جماعية مما يؤهله لإظهار مواهبه وسط مجموعة من أقرانه. وقد صرح تيللر في مقابلة صحفية بمناسبة عرض الفيلم " لا أدري إن لم أكن شغوفا بالعمل هل كان سيخرج بهذه الطريقة أم لا، ولكن إدراكي أنه فيلم، يعني أنه عمل يقوم على بطولة جماعية. عالم الأبطال الخارقين مجال مختلف تماما، أدركت أنه يتضمن التزاما جادا للقيام بمهمة بعينها". أما بخصوص عقد مقارنات مع أعمال أخرى تنتمي إلى نفس النوعية من أفلام الأكشن، مثل "باتمان فارس الظلام"، فقد أعرب تيللر عن أمله في أن يبلغ فيلمه نفس المكانة التي حققها فيلم كريستوفر نولان، وأن يصل إلى نفس المستوى من الجودة والرقي.