يُعتبر جامع القرويين بمدينة فاس من أقدم المساجد في المغرب وأعرقها، سمّي بهذا الاسم نسبة إلى القيروان مدينة فاطمة الفهرية، ويعتبر جامعاً وجامعة في الوقت ذاته.بُني هذا المسجد على الطراز المعماري الأندلسي عام 859م، بعدما وهبت فاطمة الفهرية كل ما ورثته لبنائه ، وكان في البداية مسجداً بسيطاً ، ثم أضاف الأمراء" الزناتيون" بمساعدة من أمويي الأندلس حوالي 3 آلاف متراً مربعاً إلى مساحة المسجد وقام بعدهم المرابطون بإجراء توسعة أخرى.وبعد هذه الإجراءات تغير شكل المسجد الذي كان يتسم بالبساطة في عمارته وزخرفته وبنائه إلا أنهم احتفظ بملامحه العامة. ولمسجد القرويين 17 باباً وجناحان يلتقيان في طرفي الصحن الذي يتوسطه ، كل جناح يحتوي على مكان للوضوء من المرمر، وهو تصميم مشابه لتصميم صحن الأسود في قصر الحمراء بالأندلس.ويزيّن المسجد العديد من الثريات والساعات الشمسية والرملية وأضيفت له مقصورة القاضي والمحراب الواسع وخزانة الكتب والمصاحف. وفى عهد المرابطين اتخذ العديد من العلماء المسجد مقراً لدروسهم، ليدخل الجامع بداية مرحلة الجامعة، و ودخل المسجد مرحلة الجامعة الحقيقية في العصر المريني حيث بنيت العديد من المدارس حوله وعزز الجامع بالكراسي العلمية والخزانات، وتم تزويده بمكتبتين وتنظيم المؤسسة والبرامج التربوية بواسطة 140 كرسي للتعليم موزعة داخل المنشأة أو في المدارس.وفي 2 أبريل 1988م تم استئناف الدراسة بجامع القرويين، بعد أن كانت قد توقفت لمدة تزيد على ثلاثة عقود من الزمن، و كان عدد الطلبة الذين سُجّلوا في هذا الفوج 150 طالباً اختيروا من بين الناجحين في مباراة الالتحاق بجامع القرويين، وظلّ المسجد منارة للعلم والعلماء حتى يومنا هذا.