تعرف على ثالث المشاعر المقدسة.. وسبب تسميتها بـ"مزدلفة"
  • Posted on

تعرف على ثالث المشاعر المقدسة.. وسبب تسميتها بـ"مزدلفة"

الـ"مزدلفة"منطقة تقع بالقرب من مكة في منتصف الطريق بين مشعري منى وعرفات، تحديداً جنوب شرق منى في المملكة العربية السعودية، سماها الله بالـ"مشعر الحرام"، وذكرها في قوله تعالى: "فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام"، لها أهمية بالغة عند المسلمين خاصة أثناء تأديتهم لفريضة الحج. ثالث المشاعر المقدسة التي ينزلها حجاج بيت الله الحرام خلال رحلتهم العظيمة التي يؤدون فيها مناسك الحج وهي الـ"مزدلفة"، فيها يبيت الحجيج بعد نفرتهم من عرفات حتى صباح يوم عيد الأضحى ليذهبوا منها إلى منى ومن ثم يقيمون فيها صلاتي المغرب والعشاء جمعاً وقصراً، ويجمعوا منها الحصى لرمي الجمرات بمنى. يتساءل الكثيرون عن سبب تسميتها بهذا الاسم ومعناه، وعكف العلماء والمؤرخون على إيجاد الجواب، فمنهم من قال إنها سميت بهذا الاسم لأن الحجاج ينزلون فيها في زلف الليل، والبعض الآخر قال إن الحجاج يزدلفون فيها إلى الحرم، ورأي ثالث ذهب إلى أن سبب تسميتها بهذا الاسم دفع الحجاج منها زلفة واحدة سوياً. وتأتي أهمية مشعر مزدلفة بالنسبة للمسلمين، أن المبيت فيها واجب لا يمكن تركه، لأن من يترك هذا الركن عليه هدي، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يبيت فيها إلى أن يصبح، ومن ثم يقف حتى سفر، ثم يدفع إلى منى قبل طلوع الشمس. ويحُد الـ"مزدلفة" من الغرب ضفة وادي مُحَسِر الشرقية وهو الوادي الذي يمر فيه الحجاج  على الطريق بين منى ومزدلفة، لأنه فاصلا بينها وبين منى، ويحدها من الشرق من ناحية عرفات مفيض المأزمين وهما جبلان بينهما طريق تؤدي إلي عرفات، ومن الشمال الجبل وهو ثبير النصع، ويقال له أيضا جبل مزدلفة، ويحدها من الجنوب جبل مكسر، وبطن ضب. وتتميز الـ"مزدلفة" بأن فيها مسجد المشعر الحرام، الذي ذكره الله في كتابه العزيز، والذي كان ينزل عند قبلته النبي صلى الله عليه وسلم لأداء فريضة الصلاة، وهو يقع في بداية المزدلفة ويبعد عن مسجد نمرة بحوالي 7 كيلو مترات، وتقدر مساحة المزدلفة الإجمالية 963 هكتاراً، يستفاد منها للحجاج 682 هكتاراً. وشهد مشعر مزدلفة اهتمام ومشروعات تطويرية كبيرة من حكومة خادم الحرمين الشريفين على مر السنين للعمل على توفير الراحة لضيوف الرحمن وتسهيل حجهم ابتغاء مرضاة الله، فقامت الحكومة بتوسعة المشعر الحرام وتهيئة ساحات المبيت في مزدلفة للحجاج، كما قامت بتزويدها بكل ما هو مطلوب من الخدمات والمرافق الطبية والصحية والمياه النقية والطرق والإنارة ودورات المياه والاتصالات والتغذية والمراكز الإرشادية والأمنية، وتنظيم أماكن المبيت فيه لتسهيل حركة المرور وغيرها من الخدمات. وكان مسجد مزدلفة متواضع المساحة والبناء في بداية القرن الثالث الهجري ،ولم يكن مسقوفاً وله ستة أبواب، ولكن في العهد السعودي تمت توسعته وأصبح طوله من الشرق إلى الغرب (90 متراً) وعرضه (56) متراً، وبات يستوعب أكثر من (12) ألف مصلٍ، وله منارتان بارتفاع 32 متراً، وله مداخل في الجهات الشرقية والشمالية والجنوبية.