تركي السديري وتاريخ حافل مع "الرياض"
  • Posted on

تركي السديري وتاريخ حافل مع "الرياض"

أثار خبر استقالة تركي السديري من رئاسة تحرير صحيفة "الرياض" بعد نحو 40 عاماً من توليته هذا المنصب، صدمة لمتابعي الصحافة السعودية والخليجية والعربية، وبدأ الجميع يبحث عن أسباب تلك الاستقالة "الغريبة"، ومع أنه تقرر تعيين السديري مشرفاً عاماً للصحيفة إلا أن استقالته تعد بمثابة ضربة مؤلمة للصحافة السعودية.وذكرت مصادر صحفية من داخل صحيفة "الرياض" أن أسباب استقالة أقدم رئيس تحرير عربي "المفاجئة" غير معلومة، وهي التي قوبلت من جانب الصحفيين بالدهشة والاستغراب حد الاستنكار، خصوصاً أن السديري لم يغادر مبنى الصحيفة.من جهتهم، تداول نشطاء ومفكرون خبر استقالة السديري عبر وسائل التواصل الاجتماعي ما بين فرح بهذه الخطوة المتأخرة، وما بين تعديد لإنجازات الرجل، وما بين تساؤلات ودهشة، كما تم تدشين هاشتاق بعنوان: "#استقالة_تركي_السديري".ولد السديري الذي أطلق عليه الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز "ملك الصحافة" عام 1945، وتلقى تعليمه في مدينة الرياض، وعمل رئيساً لتحرير لصحيفة الرياض ورئيس مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين، ورئيس اتحاد الصحافة الخليجية.كانت وظيفة "محرر رياضي غير متفرغ" أول علاقة السديري بالصحافة، ومن الرياضة إلى الشؤون السياسية الصحفية في الصحيفة ثم مساعداً لمدير التحرير ومشرفاً صحفياً وإدارياً على الجانبين المحلي والسياسي وفي عام 1974، تم تكليفه بالعمل رئيساً لتحرير جريدة الرياض.وقد حققت صحيفة "الرياض" في رئاسته تحريرها أول حضور صحفي للمتفرغين في ملكية أسهم المؤسسة، وبلغ عدد الصحفيين والصحفيات السعوديين الذين شملتهم عضوية الملكية 45 صحفياً وصحفية.وحصلت "الرياض" على الجائزة العربية الأولى كأفضل صحيفة عربية لعام 2010م من بين الصحف العربية، خلال ملتقى الإعلاميين الشباب العرب الثالث، في الأردن، كما حازت صحيفة "الرياض" على عدد من الجوائز المختصة بأنواع التحقيقات الاجتماعية والأخرى ذات العلاقات بالشؤون الصحية، وفازت "الرياض الإلكترونية" على أكثر من جائزة محلياً، وعلى مستوى الشرق الأوسط والعالم.ويعد السديري من الصحفيين القلائل الذين رافقوا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إعلامياً لسنوات طوال، بداية من توليه إمارة منطقة الرياض وصولاً إلى عصرنا الراهن، وتوليه مقاليد الحكم في السعودية، وكان راصداً صحفياً لما حققته العاصمة بشكل خاص من تطور ونهضة عمرانية.وتعليقاً على استقالة السديري قال الكاتب الصحفي يوسف الكويليت: "الصديق تركي السديري لا يجحد إنسان عرفه دوره في الإعلام، في مراحل اضطراب عربي استطاع أن يجنب بلده وصحيفته مخاطر ومنزلقات تلك المراحل".من جهته، قال الكاتب عبدالرحمن السكران: "وأخيراً ترجل "الفارس" بعد قرار شجاع أتى متأخراً جداً، السؤال الصعب ما هو دور وعلاقة "المحاسب" في إدارة المؤسسات الصحفية؟".أما محمد السيف فقال: "تركي السديري معلم وأستاذ قدير، أدار صحيفته بكل وعي ويقظة، وواجه المد الصحوي منذ بداياته، وسخر صحيفته مشعلاً للتنوير".فيما قال إبراهيم السليمان: "مهما اختلفنا معه يبقى أحد أعمدة الصحافة السعودية، واستطاع أن يحافظ على قوة جريدة الرياض وجعلها من أكثر الصحف ربحية".كما قال محمد التونسي: "تركي السديري قامة علو وريادة ووطنية وصاحب سجل حافل بالمبادرات والمواقف في ساحة الإعلام العربي".