من منا لا يتذكر مشهد زواج روس وإيميلي، في المسلسل الكوميدي الأمريكي الشهيرFriends، والذي أخطأ به روس في اسم محبوبته أمام الجميع، عند طلب الزواج بها، حيث قال لها: "أنا أقبل بك يا رايتشل زوجة لي"، هذا الخطأ الذي ظل عالقا بأذهان كل محبي المسلسل حتى الآن. وجميعنا مثل "روس" نخطئ في أسماء من نحب في بعض الأحيان، الأمر الذي يصيبهم بالإحباط، ويجعلهم يشعرون وكأنهم ليسوا في قائمة أولوياتنا، بل وقد يعتقد البعض أننا نقوم بخيانتهم، ولكن الدراسات الحديثة تمكنت من إثبات براءتنا، وأكدت لمن نحب أن خطأنا في أسماءهم دليلا على عشقنا الزائد لهم. وأجرى مجموعة من الباحثين الأمريكان دراسة على 1700 شخص، قاموا بسؤالهم عن أسماء الأشخاص التي يخطئون بها، وعلاقة هؤلاء الأشخاص بهم، ليتبين لهم أن مناداة الأشخاص بغير أسمائهم ظاهرة مشتركة بين جميع الفئات والأعمار، مما يعني أنها ليست مرتبطة بالتقدم في العمر أو تدهور القدرات الذهنية. وأوضحت الدراسة أن الخلط في الأسماء يحدث داخل الدائرة الاجتماعية نفسها، أي أنك عندما تخطئ في اسم صديقك فإنك تناديه باسم صديق آخر لك لوقوع الاثنان في دائرة أصدقائك، كما أنك إذا أخطأت في اسم أحد أطفالك فإنك تناديه باسم طفلك الآخر، لأن الاثنان في دائرة عائلتك. وأرجع العلماء سبب حدوث هذا الخلط في الأسماء إلى أننا نخزن الكثير من المعلومات حول الأشخاص الذين نعرفهم داخل شبكات دلالية ذهنية بالدماغ، والتي تتفاعل عند محاولتنا تذكر شيئا ما، ولكنها لا تتذكر معلومات هذا الشيء فقط، حيث أنها تذكرنا بمعلومات أخرى متعلقة بالشيء الذي نرغب في تذكره، قد يكون هذا الشيء الذي تذكرناه بالخطأ هو اسم شخص غير الذي نرغب في مخاطبته.