قال السويسريّ جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدوليّ لكرة القدم (فيفا)، الذي يخضع حالياً للإيقاف المؤقت لمدة 90 يوماً: إنّ روسيا لن تفقد حق استضافة كأس العالم 2018.جاء ذلك في مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الروسية (تاس)، وهاجم فيها بلاتر الفرنسيّ ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبيّ للعبة (يويفا) الموقوف أيضاً لمدة 90 يوماً من قبل لجنة القيم بـ فيفا.وقال بلاتر "لن تكون هناك تغييرات بشأن كأس العالم"، وألقى باللوم على ما وصفه بـ"هجوم مدبر تمّ شنه على رئيس فيفا" من جانب بلاتيني الذي كان حليفه يوماً ما.وأضاف بلاتر "لأنه في البداية كان هجوماً شخصياً فقط.. فكان من بلاتيني ضدي.. لقد بدأه "لكن بعدها تحول إلى السياسة".وأشار بلاتر إلى أنّ المعلقين البريطانيين الذين دعوا إلى حرمان روسيا من حق استضافة كأس العالم 2018 نظراً لادعاءات الفساد، هم "خاسرون".وكانت إنجلترا قد خسرت في المنافسة على استضافة كأس العالم 2018 إثر خروجها من الجولة الأولى بالتصويت.وتنفق روسيا ما يقدر بعشرة مليارات يورو (11 مليار دولار) على استضافة كأس العالم، وهو ما يتضمن بناء وتجديد 12 استادا في 11 مدينة روسية.ويتولى بلاتر 79/ عاماً/ رئاسة فيفا منذ ما يقرب من 20 عاماً.وعقب انتخاب بلاتر لفترة رئاسية خامسة في مايو الماضي، ألقت السلطات السويسرية القبض على عدد من المسؤولين البارزين بـ فيفا وسط ادعاءات فساد.وأُوقِف بلاتر وبلاتيني من جانب لجنة القيم بـ فيفا لمدة 90 يوماً، لحين إعلان نتائج التحقيقات بشأن مبلغ مليوني فرنك سويسريّ (06ر2 مليون دولار) دفعه فيفا لبلاتيني في عام 2011.وقال بلاتر خلال مقابلته مع الوكالة الروسية "لقد تأثرت كثيراً من لطريقة التي تخلى بها بلدي عني.. الإعلام السويسريّ كان عدوانياً للغاية تجاهي لأنني أنتمي لمقاطعة فاليس الصغيرة الواقعة وسط الجبال، وبعض الناس هنا يعتقدون أنّ من ينتمون للجبال يتناولون الطعام بأصابعهم، يعتقدون أنهم بدائيون".واستنكر بلاتر فضائح الفساد التي تجتاح فيفا في الوقت الحالي، قائلا إنّ فيفا يُجرى التلاعب به مثل "الكرة في لعبة كبيرة لقوى سياسية".وأشار بلاتر إلى أنه ما كان لمثل هذه الفضيحة أنْ تتفجر إذا كانت الولايات المتحدة هي التي فازت بحق استضافة كأس العالم 2022 بدلاً من قطر.وأوضح بلاتر "إذا كانت الولايات المتحدة قد فازت باستضافة كأس العالم، كنا سنتحدث فقط بشأن كأس عالم رائعة في روسيا عام 2018 وما كنا لنتحدث عن أيّ مشكلات في فيفا".وأضاف بلاتر أنّ الأمر يتعلق بـ"هؤلاء الذين خسروا (استضافة) كأس العالم: إنجلترا أمام روسيا. لقد خسروا كأس العالم. وخسرت أمريكا كأس العالم لصالح قطر".وأضاف "لكن لا يمكنك تدمير فيفا. فيفا ليس بنكاً سويسرياً. فيفا ليس شركة تجارية. لذلك هذا ما فعلوه مع سويسرا، أثاروا هذا الهجوم إزاء فيفا ورئيسه".وأبدى بلاتر ندمه على عدم الرحيل عن رئاسة فيفا عقب كأس العالم 2014 بالبرازيل، فقد صرح قائلا "كنت أتمنى أنْ أتشجع وأنسحب عقب بطولة كأس العالم عام 2014 في البرازيل، لكن خمسة من ستة اتحادات قارية ترجوني للبقاء. كانوا يخشون من أنْ يتولى الرئاسة شخص من أوروبا، وبالتالي يسيطر الاتحاد الأوروبيّ (يويفا) على كرة القدم العالمية بأكملها".ومن المفترض انتخاب رئيس جديد يحل محله خلال اجتماع استثنائيّ للجمعية العمومية لـ فيفا (كونجرس فيفا) في زيوريخ في 26 فبراير المقبل. والآن يأمل في رفع عقوبة الإيقاف التي يخضع لها.وأكد بلاتر أنه يأمل عدم تجديد فترة الإيقاف كي يتمكن من حضور الكونجرس، وصرح قائلا "إذا وفقني الرب، أتمنى أنْ أعود لمهامي كرئيس لـ فيفا. كي أتمكن على الأقل من إدارة الكونجرس. هذا حلمي".وأعلن فيفا في وقت سابق اليوم، قبول أوراق سبعة مرشحين لرئاسة فيفا مع استبعاد مرشح واحد، ويأتي بلاتيني من بين السبعة الذين قُبِلَت ملفات ترشحهم. لكن بلاتر لا يزال مصراً على أنّ صديقه السابق بلاتيني ليس الرجل المناسب لتولي المهمة.وأوضح بلاتر "لا يمكن لـ140 اتحاداً وطنياً على الأقل البقاء دون فيفا. وهؤلاء بحاجة إلى شخص لديه نفس الفكر الذي يؤكد عدم اختصار كرة القدم في هيئة دوري الأبطال (الأوروبي) فقط".وأضاف "إنه أمر مهم للغاية بالنسبة لي أيضاً، ومن أجل الإرث الذي أخلفه، أنْ يتولى المهمة شخص يعمل على تطوير كرة القدم. أنا شخصياً أعتقد أنّ أغلب المرشحين سيسعون من أجل ذلك، باستثناء بلاتيني".