بعد حب دام 64 عاما.. رحلا متشابكي الأيدي في المستشفى
  • Posted on

بعد حب دام 64 عاما.. رحلا متشابكي الأيدي في المستشفى

"يرحل فتى، ويتخذ عروسا، وتبقى وفية، إلى جانبه، يتشاركان السراء، ويتشاركان الضراء، لكن خلال كل شيء، يبقى الحب"، كانت هذه هي كلمات أغنية هيلاري سكوت، والتي اختارتها عائلة زوج وزوجة أمريكيين لتشييع جنازتهما المشتركة، ظنا منهم أنها ملائمة للحدث. ترينت وينستيد، ودولوريس وينستيد، زوج وزوجة أمريكيين جمعتهما قصة حب طويلة، حيث عاش الزوجان القادمان من مدينة ناشفيل الأمريكية سويا قرابة 64 عاما، مرا خلالها بالعديد من الأحداث، سواء الأعوام التي قضاها ترينت بالخدمة العسكرية في الحرب الكورية، أو مولد طفليهم، وأحفادهم وأبناء الأحفاد، حيث أنه لأكثر من ستة عقود، بقيا جنبا إلى جنب. كانا قطبين متضادين، فدولوريس، امرأة متحفظة تعشق الطبخ، وترينت، لاعب غولف، اجتماعي وشغوف بالصيد، كان يعمل في مصنع فورد للزجاج، وكانت هي تعمل في كتابة الترانيم، وبعد التقاعد، قضيا سويا أياما هادئة، يشاهدان نشرة أخبار العاشرة مساء على الأريكة كل ليلة. بدأت كليتا الزوج البالغ من العمر 88 عاما في الانهيار، كما أنه لم يعد يأكل شيئا، ويعاني من انخفاض شديد في ضغط الدم، فنقل إلى المستشفى، حيث كان في حاجة إلى غسيل كلوي، فأدخل إلى وحدة العناية المركزة، وبدأ الغسيل الكلوي في إضعاف قلبه، وكانت زوجته تقف طيلة كل تلك المدة صامته بجوار سريره، حيث كان يضع يده بين كلتا يديها. "لا أعرف ماذا سأفعل من دونه"، كانت تلك هي الكلمات التي قالتها الزوجة دولوريس إلى ابنتها عندما تدهورت حالة زوجها كثيرا، وذلك قبل أن تقع مريضة إلى جانبه، حيث بدأت تشكو من الصداع، ثم بدأت في التقيؤ، إلى أن لجأت للنوم، ولكنها لم تستيقظ لأن نشاطها الدماغي لم يعد يعمل، حيث عانت من نزيف مخي حاد. علم الزوج لما حدث مع زوجته، فدفعه ممرض في مقعد متحرك إلى غرفتها، حيث ظل يبكى إلى جوار فراشها يربت عليها ويقول "استيقظي يا آيلين"، ويقول لأبنائه "اطلبوا من الله أن يوقظها وحسب، إنه قادر على أن يخلق معجزة، لا أعرف إلى جانب من سأجلس على الأريكة وأشاهد الأخبار بعد الآن". نظرا لحالة الزوجين المتأخرة، وعلاقتهما القوية سويا، تلقى طاقم المستشفى موافقة للمرة الأولى في تاريخ المستشفى، ليتم وضع الزوجين في الغرفة نفسها، ووضع سريريهما جنبا إلى جنب، ليستلقى الزوجان معا، متشابكي الأيدي، تماما كما فعلا في ليال لا تعد ولا تحصى. توقفت دولوريس عن التنفس، ويدها متشابكة بيد رفيق عمرها، وذلك قبل حوالي خمسة أسابيع من عيد زواجهما الرابع والستين، وما أن علم زوجها برحيلها رفع يده إلى أعلى، مرسلا لها قبلة، طالبا من ابنته أن تجلب لها نعشا زهريا، وفستانا زهريا، مثلما كانت تتمنى قبل أن تموت. لم يستطع الزوج ذو الثمانية والثمانين عاما احتمال الأمر، فتوفى بعد ساعات من وفاة زوجته، وكأنه مات من كسرة قلبه عليها، ليخرجا من المستشفى سويا، ويدفنان بجوار بعضهما هي في قبر زهريا، وهو قبرا أزرق، تماما كما أرادا.