منذ أن أصبحت كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في العالم، استقطبت عدداً كبيراً من المشجعين؛ حتى أصيبوا من كثرة إعجابهم بالفرق والأندية بـ "الهوس والجنون" بل تحوّل الأمر مع بعضهم أحياناً إلى "جرائم قتل". وتتباين أمزجة المشجعين من ذوي الدم الحار ارتفاعاً وانخفاضاً وفقاً للنتائج التي تحصل عليها فرقهم وطنية كانت أم أندية. ففي حالة فوز فريقهم، لا يعقب رد فعل المشجعين سوى الفرح والانشراح الذي قد يصل إلى درجة الرقص والإشادة بالفريق ولاعبيه في الشوارع وما إلى ذلك من الحالات التي يعبّرون فيها عن سعادتهم. ولكن تظهر مشكلة الشغب في الملاعب الرياضية جلية في حالة خسارة فريقهم، ورغم منطقية أن يفوز فريق على آخر، إلا أن ملاعب عديدة في العالم شهدت أحداثاً كثيرة من قتل وتخريب بسبب جنون المشجعين. وعلى الرغم من بعد المسافة بينهم وبين أي حالة قد تقع داخل الملعب، ينقلب المشجعون في الملاعب وعلى المدرجات إلى مدربين يفهمون في خطط اللعب ومواقع اللاعبين، يعترضون على المدرب إذا ما أشرك لاعباً في موقع لا يرضيهم. كما يتحوّلون جميعاً أيضاً إلى حكام لكن بلا شارة ولا صافرة يقيّمون الحالات التي تحدث داخل ساحة اللعب، ويشتمون الحكام ويسمعونهم كلمات لا يتحملها بشر، وقد يصل الأمر إلى قذفهم بالزجاجات. ومن أبرز حوادث الشغب في الملاعب الرياضية العالمية والعربية لهذا العام.. - إيقاف الدوري اليوناني بسبب شغب الجماهير اليونانية في مطلع العام الحالي، أوقفت الحكومة اليونانية بطولات المحترفين لكرة القدم في البلاد في إطار حملتها للقضاء على العنف في الرياضة. ويأتي قرار التعليق في أعقاب نزول مشجعين إلى أرض الملعب في نهاية مباراة قمة في العاصمة في الدوري الممتاز. وقال جورجيوس بوروفيلوس رئيس رابطة الدوري الممتاز للصحفيين "أبلغنا بأنه تم تعليق منافستي الدوري الممتاز ودوري القسم الثاني إلى أجل غير مسمى". - خسائر روما بسبب الشغب وتسببت جماهير فينورد في خسائر مالية في روما بلغت نحو 5 ملايين يورو، عندما شاركت في أعمال شغب كبيرة قبل مباراتهم أمام روما في مارس الماضي في الدوري الأوروبي. حيث ألقى مشجعو فينورد قنابل الدخان على الشرطة في الساحة المركزية لروما "دي سبانيا" وأتلفوا نافورة باروك وحطّموا سيارات النقل قبل مباراة ذهاب دور الـ32 لمسابقة الدوري الأوروبي ضد روما. - انتقال فالبوينا يثير غضب جماهير مرسيليا استقبلت جماهير مرسيليا الفرنسي نجمها السابق ماتيو فالبوينا ولاعب فريق ليون الحالي بطريقة عدائية بعد رفعهم لافتة يظهر فيها اللاعب مشنوقاً كما وصفوه بالخائن. وتوقفت المباراة بسبب شغب الجماهير التي قذفت فالبوينا بزجاجات المياه الفارغة لتتوقف المباراة لبعض الوقت في الدقيقة 62، وتم استكمالها. وكان فالبوينا قد غادر مرسيليا الموسم الماضي إلى فريق دينامو موسكو الروسي قبل أن يرفض العودة خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية وتفضيله الانتقال لفريق ليون. - جماهير إنجلترا وليتوانيا في الجولة الأخيرة من تصفيات يورو 2016، افتعلت الجماهير الإنجليزية شغباً في مدرجات ملعب فيترا الذي يقع في مدينة فيلنيوس في ليتوانيا قبل انطلاق مواجهة منتخب بلادهم ضد صاحب الأرض. ووضّحت صحف إنجلترا قيام جزء من جماهير إنجلترا بافتعال المشاكل في المدرجات في الوقت الذي ردت خلاله جماهير ليتوانيا المحتشدة بالمدرجات عليها، لتنشأ حالات صدام وتراشق للمواد الصلبة. ولم تستمر حالة الشغب التي حدثت قبل انطلاق المباراة طويلاً، حيث عملت الشرطة وقوات مكافحة الشغب على ضبط الأجواء واعتقلت 20 شخصاً. - مانشستر وإشبيلية وقعت أحداث شغب عنيفة بين جماهير ناديي مانشستر سيتي الإنجليزي وإشبيلية الإسباني، قبل المباراة التي جمعت الفريقين، لحساب الجولة الثالثة من دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. واندلعت الأحداث المؤسفة عندما التقى "هوليغانز" الناديين في وسط مدينة مانشستر الإنجليزية، التي استضافت المباراة، حيث تقاذف الطرفان الكراسي والقطع الحديدية؛ ما أسفر عن إصابات متفاوتة بين الجماهير المتخاصمة للفريقين. - بايرن ميونيخ وشالكه بالرغم من تنظيم مباراة بايرن ميونيخ مع مضيفه شالكه في ظل إجراءات أمنية مشددة، قامت جماهير متعصبة لبايرن بإثارة شغب في ملعب شالكه، لكن الشرطة تدخلت وألقت القبض على المشاغبين كما اعتذر رومينيغه عما فعلته جماهير فريقه. كما أعلنت السلطات الألمانية نوفمبر الماضي أن الشرطة اعتقلت بشكل مؤقت 196 من مثيري الشغب خلال مباراة شالكه مع ضيفه بايرن ميونيخ بالدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا). وأشارت الشرطة إلى أن جماهير بايرن ميونيخ اتحدت مع جماهير بوخوم، المنافسة لشالكه، وهاجمت مكتب بيع التذاكر بالاستاد قبل المباراة، حيث تعرض العديد من الأشخاص للإصابة في تصرف وصفته الشرطة بأنه "هجوم في منتهى العنف". - السعودية وماليزيا بعد أن نجح المنتخب السعودي، في تحويل تأخره بهدف، إلى الفوز بهدفين مقابل هدف على المنتخب الماليزي، في المباراة التي جمعتهما ضمن منافسات المرحلة الثانية، للتصفيات المشتركة المؤهلة لبطولتي كأس العالم 2018 بروسيا وكأس آسيا 2019. قامت الجماهير بإلقاء الألعاب النارية والشماريخ التي غطت أرضية الملعب، وهو ما جعل حكم المباراة يشعر بالخطر وأوقف المباراة قبل انتهائها بدقيقتين، وهرع لاعبو المنتخب السعودي بالدخول إلى غرف خلع الملابس ومغادرة أرضية الملعب. مع هذا هناك آلاف بل ملايين من المشجعين العرب يقفون وراء أنديتهم المحلية الشهيرة، والتي من أكثرها شهرة على الإطلاق الأهلي والزمالك في مصر، الزوراء والجوية في العراق، الفيصلي والوحدات في الأردن، النجمة والأنصار في لبنان، الهلال والمريخ في السودان. - عقوبات ثقيلة بانتظار الوداد بسبب شغب جماهيره لم تسلم مدينة الدار البيضاء مرة أخرى من تداعيات الشغب، بل لم يسلم حتى رجال الأمن من سطوة وتهوّر بعض المحسوبين على أنصار الوداد الذين هاجموا رجال الأمن بعد مباراة الديربي داخل وخارج ملعب محمد الخامس، وهو ما تسبب في إيقاف 31 فرداً على إثر استهداف 3 من رجال الأمن بإصابات متفاوتة الخطورة. وتم رصد صور مؤثرة بعد الديربي تورط فيها جمهور الوداد بعد التحامه القوي مع رجال الأمن، و تعرضهم لمحاولات استفزازية من طرف جماهير الرجاء الذين اقتحموا أعلى المنصة التي تمثّل الجهة المخصصة لجمهور الوداد. ويرى الكثير أنه يمكن مكافحة الشغب عن طريق التوجيه من خلال وسائل الإعلام، المرئية والمسموعة والمكتوبة، وتوعية رجال الأمن وتدريبهم على كيفية التعامل مع الجمهور وأحداث الشغب، وأهمية تفعيل القوانين وتغليظ العقوبات سواء على الأندية أو حرمان الجماهير من الحضور.