كثيراً ما نسمع بأن الرجل قد يتحوّل بعد الزواج إلى طفل مدلل، تسيطر عليه الأنانية والغيرة من الآخرين، فكما يكره الطفل انشغال والدته بغيره من الناس، هكذا يكون حال معظم الأزواج بالنسبة لزوجاتهم. وتشير إحدى الدراسات إلى دور العوامل التربوية والتنشأة الاجتماعية في تبني بعض الأزواج للمفاهيم المغلوطة التي تصوّر لهم الزوجات على أنها ملكيات خاصة، و أن دائرة اهتماماتهن قاصرة عليهم فقط دون الجميع. مؤكدة على أن الشعور المفرط بالغيرة من العلاقات الاجتماعية للزوجة يؤدي في كثير من الأحيان الى وقوع الطلاق. وترى " إيمان مدحت - مديرة تنفيذية " أن غيرة الأزواج تشمل وبكل أسف كل جوانب اهتمامات الزوجة بوجه عام و ليس الأصدقاء فقط. بينما ترى " دعاء محمود - طبيبة" أن العقد شريعة المتعاقدين ، و من ثم ينبغي أن يتفق كلٌ منهما على المحاور الأساسية للحياة بما لا يسبّب الانزعاج لدى الطرف الآخر. وفي هذا السياق تقول " فاطمة محمدي - الأخصائية النفسية" هناك العديد من التغيرات التي تطرأ على طبيعة الحياة الخاصة بالمرأة بعد الزواج، ومن بينها العلاقات الاجتماعية ، و ذلك نظراً لوجود المسؤوليات الجديدة التي تفرض نفسها عليها. مشيرة إلى أنّ اعتبار الزواج مرحلة جديدة في الحياة لا يعني التنازل التام عن مظاهر الحياة السابقة، فوجود الأصدقاء في حياة كل فتاة هي حقيقة مطلقة، لا تقبل التنازل أو التضحية في سبيل إسعاد الزوج – كما يتوهم البعض- و لكن تقنين الأوضاع قد يكون هو الحل الأمثل في حال نشوب الخلافات بسبب غيرة الزوج "غير مبررة" من أصدقاء الزوجة. مؤكدة على بعض النصائح التي تساعد على الاستقرار الأسري و التغلّب على غيرة الأزواج : - نظراً لأن الشهور الأولى من الزواج بمثابة عملية تفنيد للشخصيات، لذا إنها تعد الأنسب لسن بعض القوانين الزوجية الخاصة ، ومن بينها احترام كل من الزوج والزوجة للعلاقات الاجتماعية الخاصة بالآخر. - إذا كانت المرأة عاملة، فلابد أن تخصّص وقتاً أسبوعياً على الأكثر للقاء الأصدقاء، وعلى النحو الذي لا يتعارض مع العطلة الأسبوعية الخاصة بالأسرة. - لا بأس من التضحية أحياناً و الاستجابة لرغبات الزوج، ولكن يجب أن يكون تنازلك عن موعدك الخاص مع إحدى الصديقات مثلاً من أجل البقاء معه تلك المرة هو محل تقدير واحترام من جانبه، كي لا يتحوّل الأمر إلى مجرّد عادة. - من الأفضل أن تجعلي لقاءاتك بأصدقائك خلال فترات انشغال الزوج أو سفره مثلاً، لأنه بلا شك يحتاج إلى وجودك المستمر خلال فترات راحته أو العطلات. و في نفس الإطار تعلّق " نادية نصير - المستشارة النفسية" في برنامج سيدتي المذاع على فضائية روتانا خليجية قائلة بأن صفة الأنانية وحبّ التملك تعتبر من الصفات الملازمة للرجل في كثير من الأحوال ، مما يجعله يتصوّر أن وقت الزوجة هو حكرٌ عليه فقط، ولا يحق لأحد أن يدخل في دائر الاهتمامات الخاصة بها سواه. متابعة بأنه يجب أن يكون هناك توازن في الاهتمامات ، حيث أن الزوج يغار بلا شك إذا ما استشعر أن الزوجة تهتم بالصديقات والأقارب مثلاً بدرجة تفوق اهتمامها به، مما يجعله يكره دائرة العلاقات الاجتماعية الخاصة بزوجته من الأساس. مشيرة إلى أهمية وجود هامش من الخصوصية في حياة كل امرأة ، مما يمكنها من استئناف حياتها السابقة ولكن تحت مظلة الحياة الزوجية، و هنا لا يشترط إطلاع الزوج على كافة التفاصيل الدقيقة، و ذلك تجنّباً لإثارة استفزازه. مؤكدة على ضرورة عدم تقصير الزوجة تجاه مسؤوليات المنزل والأولاد ، حتى لا يتذمر الزوج تجاه علاقاتها الاجتماعية، أي أن تكون العلاقة متوازنة مما يساعد على استقرار المناخ العام للأسرة.