السعادة الزوجية ليست مقتصرة على الشهور الأولى من الزواج كما يعتقد البعض، لكن السعادة تحتاج إلى بعض المقومات حتى تزداد مع مرور السنوات. تشير إحدى الدراسات إلى أنّ مفهوم السعادة لا يرتبط بمرحلة معيّنة من مراحل الحياة، وأنها ليست أمراً مطلقاً بل قابلاً للتغيير من آن لآخر، وفقاً للظروف المحيطة والحالة النفسية للإنسان. كما أكّدت الدراسة أنّ السعادة الزوجية لا تعني خلو الحياة من المشاحنات في بعض الأحيان، لأن ذلك يعدّ نوعاً من المثالية لا وجود له على أرض الواقع، لكن المعنى الحقيقي للسعادة يكمن في قدرة الطرفين على دفع عجلة الحياة الزوجية إلى الأمام مع الشعور بالرضا التام. وفي هذا السياق يقول "محسن العسيري- المستشار الاجتماعي والأسري": السعادة بين الأزواج تمر ببعض المراحل، فقد تبلغ ذروتها خلال السنين الأولى، لتأجج المشاعر بين الطرفين. موضحاً أنّه بعد فترة تبدأ العلاقة في الجفاف تدريجياً، ولا يعني ذلك تلاشي الحب واختفاء السعادة بين الزوجين، بل يحدث نوع من التطوّر في شكل وطبيعة العلاقة الزوجية، نظراً لمشاغل الحياة وزيادة المسؤوليات يوماً بعد يوم. مشيراً إلى أنّه لا يوجد تاريخ صلاحية أو عمر افتراضي للحب بين الأزواج، فالحب نابع من طاقة القلب التي لا تفنى أبداً. معطياً بعض الأسرار المهمة التي تساعد على استمرار الحب بين الأزواج: - أن يتخلّص الزوجان من صفة العند والكبر، فتمسك كل طرف برأيه ورفض الاستماع إلى الآخر يؤدي إلى فشل الحياة الزوجية. - تجديد الجو النفسي للحياة الزوجية من خلال ترديد بعض العبارات الجميلة على مسامع البعض. - يجب أن يشعر كل من الزوج والزوجة بأهميته بالنسبة للآخر. - الزواج ليس ديناميكية ثابتة تهدف إلى إنجاب الأطفال فقط، بل هو علاقة إنسانية تهدف لبناء حياة جديدة متكاملة الأركان. - يجب تجنّب استخدام العبارات الهادمة التي تنشر الطاقة السلبية في أرجاء المنزل. - تبادل الهدايا بين الحين والآخر يساعد على التقارب بين الأزواج. وفي نفس الإطار يعلّق "الدكتور فهد منصور- استشاري الطب النفسي والأسري" في برنامج "سيدتي" المذاع على قناة روتانا خليجية قائلاً: هناك بعض الأسس التي تقوم عليها الحياة الزوجية مثل التفاهم والحب والمودة وكذلك الاحترام، وحب الزوج لزوجته خلال السنة الأولى قد يكون في صورة اهتمام منصب على الجوانب الشكلية للزوجة، وتدريجياً يتجه اهتمام الزوج نحو بعض الجوانب الأخرى مثل أسلوبها في التعامل والحوار، ويعد ذلك من الركائز الأساسية التي تقوم عليها الحياة الزوجية. متابعاً: هناك بعض الأمور التي يجب أن يضعها الزوجان في الاعتبار مثل: - الحرص على إيجاد لغة للتفاهم والحوار دائماً. - عدم ترك المشكلات معلّقة، فيجب على الزوجين أن يبحثا عن حلول سريعة لها. - عدم التركيز على الجوانب السلبية دائماً، بل لا بدّ من وجود النقد البناء. - تسليط الضوء على الجوانب الإيجابية، بما يوفّر جواً من الراحة النفسية بينهما. - تجنّب التهميش والتقليل من الآخر. - عقد المقارنات يفسد جميع أنواع العلاقات الإنسانية - يجب أن يكون لكل منهما مساحة لا بأس بها من حرية التصرّف بما لا يؤذي مشاعر الآخر.